رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحل اليوم.. من هو الفنان محمد الطحان «مستلهم روح الحياة المصرية»؟

الفنان محمد الطحان
الفنان محمد الطحان

فقدت الساحة التشكيلية المصرية الفنان محمد الطحان، والذي رحل عن عالمنا اليوم السبت، عن عمر ناهز الـ75.

ولد الطحان فى حى الجمالية أحد أحياء القاهرة ومناطقها القديمة العريقة الكائنة بين الأزهر والحسين والغورية التى ينعم فيها أهالى الحى الطيبين البسطاء بأنوار بيوت الله وأصوات الآذان والدعاء والابتهال فى جوامع الأزهر والحسين، ويستنشقون عطور العطارين.

واستلهم محمد الطحان، من نشأته في هذه المنطقة المباركة الرحبة، ورؤيته الفنية فى مجالات الرسم والحفر والتصوير والخزف والنحت وتشكلت أعماله الفنية بشكل الحياة الشعبية فى حى الجمالية واتخذت ألوانها الباردة والساخنة من ألوان هذه الحياة الخصبة بتراثها الشعبي البسيط فى لغة المعاملات اليومية المزدحمة بحركتها الدؤوبة من أجل الحصول على الرزق الحلال ولقمة العيش.

وتشكل وجدان الفنان التشكيلي بالحياة فى حى الجمالية الشعبي، وكفاح البسطاء وأعمالهم وفنونهم وأحلامهم وهمومهم. 

ثم انغمس فى التراث الشعبى وتناول فى أعماله الفنية الرقصات والألعاب الشعبية مثل رقصة الحصان والتحطيب والنقرزان والسيجة والمراجيح والسيرك وصندوق الدنيا وبطلته الحسناء "السفيرة عزيزة" إلى جانب مشاهد من الاحتفالات الشعبية فى موالد أولياء الله الصالحين والمولد النبوى الشريف.

فتجد فى لوحات محمد الطحان حلقات الذكر والتنورة، وعروسة المولد والاحتفال برمضان الذى يصاحبه الفانوس الصفيح أبو شمعة، إلى جانب الفنون الشعبية المصاحبة للاحتفالات فى المواسم والأعياد الدينية مثل أعلام الزينة والزخارف وتصاوير وعبارات التهنئة بالحج والفرحة بالعودة إلى جانب الاحتفالات المصاحبة للعادات والتقاليد الشعبية فى المناسبات العائلية والتى تظهر رموزها الشعبية فى أعماله الفنية مثل قلة وأبريق السبوع فى الاحتفال بالمولود .

وقد نعاه الفنان الكاتب عز الدين نجيب، مشيرًا إلي أن: محمد الطحان فنان كبير آخر فقدناه، قاوم النهاية طويلًا بشجاعة ونبل، بعد أن شيد لنفسه بدأب وعصامية مكانة رفيعة فى الحركة الفنية مستلهما روح الحياة المصرية بسماحتها كروحه الصافية.

ومن جانبه قال الفنان التشكيلي صلاح بيصار: وداعًا الفنان والإنسان  محمد الطحان، صاحب اللمسة الخاصة فى التعبيرية الشعبية.
ببالغ الحزن والأسى أنعى الزميل والصديق العزيز محمد الطحان، الإنسان والفنان الذى كسب محبة الجميع بجمال أخلاقه ونبل شخصيته .كان فنانا له لمسة خاصة تنتمى إلى التعبيرية الشعبية وليس أجمل مما قاله أستاذه وأستاذنا دكتور زكريا الزيني حول شخصيته الإنسانية وعالمه: محمد الطحان اسم حبيب إلى النفس ـ عرفته طالبا مجتهداً دؤوبا وفناناً جاداً يعمل بجد واخلاص فى هدوء ـ بعيداً عن صيت زائف ـ ابن بلد أصيل ـ يستلهم التراث الفلكلوري المصرى ـ يستلهم رموزه وأشكاله وزخارفه ومضامينه ـ وسلوك المصريين وعاداتهم ـ أشياء عاشها وعايشها ـ كل ذلك فى تكوينات متنوعة ـ يجمع فيها بين التشخيص والتجريد أحياناً فى أعمال غنية بالتعبير والصدق والحس الشعبى المصرى .

وأردف "بيصار": أحيانا يميل محمد الطحان للتشخيصية، وأحيانا أخرى نحو التجريد أو التعبير الإنسانى الغير مباشر. ورغم تعدد الخامات التى يتعامل معها من تصوير زيتى إلى رسم بخامات مختلفة إلى حفر الزنك والخشب والجلد ـ فهو فى مجموع أعماله هو محمد الطحان ـ ينمو منطقياً دون شطحات عشوائية أو جرى وراء الموضة .