رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحبيب عمر بن حفيظ: علينا إجابة دعوة الله ورسوله لنشر الأخلاق والمكارم

الداعية اليمني الحبيب
الداعية اليمني الحبيب عمر بن حفيظ

 نظمت مؤسسة دار المصطفى للعلوم والدراسات الإسلامية والصوفية باليمن، ندوة علمية ضمن سلسلة إرشادات السلوك، شارك فيها رئيس المؤسسة الداعية اليمني الحبيب عمر بن حفيظ.
وقال الداعية عمر بن حفيظ رئيس دار المصطفى للعلوم والدراسات، خلال مشاركته في الندوة العلمية نسأل الله تبارك وتعالى أن يباركَ لنا في خاتمةِ شهر ذكرى ميلاد نبيِّه المصطفى وحبيبه المجتبى "محمد بن عبدالله" الرحمة المهداة صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأهل حضرة اقترابه من أحبابه، وهذه البركة المسؤولة مِن الحق -جَلَّ جلاله- التي ننتظر سَنَاهَا وإشراق ضِيَاهَا ومعانيها تَبرُز في وجهاتِنا ونيَّاتنا، وفي أقوالِنا وأفعالِنا، وفي أحوالِ أهالينا وأسرِنا، وفي شؤون معاملاتنا مع الحقِّ ومع الخَلْق؛ حتى تتطَهَّر بطهارة القلوب الأجهزة والأجساد والدواليب والمسموعات والمنظورات.. تتطهَّر الديار، وتتطهَّر الأُسَر من تبعيات الفُسَّاق والفُجَّار وأنواع الظلمات القاطعة عن إدراك وعي الخطاب وفهم سِرِّ الكتاب وبلاغ عالي الجناب صلوات ربي وسلامه عليه.

وتابع "بن حفيظ" قائلا: “ها نحن في القُربِ على انتصافِ هذا القرن من قرون هجرةِ مَن أُنزِلَ عليه القرآن محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وفي كُلِّ ما جرى مِن أول هذا القرن إلى الآن نرى حكمةَ الدَّيَّان والرحمن فيما يَجرِي من شؤون العباد؛ شؤون يُبديها في خَلْقِهِ ولا يبتديها قد سبَقَ بها القضاء والكتاب، وتأتي على ما قدَّرَ رَبُّ الأرباب ومُسَبِّبُ الأسباب -جَلَّ جلاله وتعالى في علاه”.
وأوضح: “نرى مِن أول القرن إلى الآن الأديانَ المختلفة في العالَم أكثرها ازديادا الإسلام، وأكثرها انتشاراً الإسلام، وأقواها صلابةً وأركاناً الإسلام، وتتنوَّر قلوب وتخرج من الكفر إلى الإسلام، وتُنِيبُ قلوبٌ من قلوبِ المسلمينَ المُصَابَة بالغفلات والجَهَالات والضلالات والصفات المذمومات فتعودُ إلى طلب صفائها ونقائها عن غِشِّها وكدورتها وظُلُماته”.
وأضاف: “فلِيَلحَق بالرَّكبِ المبارك مَن سبَقَت له سابقةُ السعادة ومَن أراد اللهُ أن يكون مآلُه الحسنى وزيادة، وليَنفَض يدَيه مِن أنواع دعواتِ الشَّرِّ -بأصنافها- كُفرَاً وفسوقاً وعصياناً وتطاولاً وعنادا، وانقطاعاً في فهمِ الكتاب والسنة عن السَّنَدِ السديد والمنهج الرشيد والأساس القويِّ الذي به يُفهَم خطابُ الحق ويُدرَك معاني بلاغات عبدِه الأصدق سيدِنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم”.
وتابع: “ينبغي أن نُعِدَّ ونُهيئ أسرَنا وأهلَنا وأولادَنا لإجابةِ دعوةِ الله ودعوة رسوله، ولا نكون أقلَّ هِمَّةً وعَزْمَاً وحُسنَ بلاغٍ بيقينٍ من الجنِّ الذين استمعوا إلى ما قرأ رسولُ الله مِن وحيِ الله فرجعوا إلى قومِهم منذرين {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} ولنُنَادِي أنفسَنا وأهالينا وأسرَنا وأصحابَنا: {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}،و أنتم على مقربةِ زمانِ المخاضِ للأحداث في العالم؛ تُحَوِّلُ مَن في العالم إلى معسكرين اثنين لا ثالث لهما؛ فسطاطان كما ذكر سيدُ الأكوان؛ فسطاطٌ كلُّه إيمان لا نفاقَ فيه، وفسطاطٌ كلُّه كفرٌ لا إيمانَ فيه.. كلُّه نفاق، ستُقبِلَ على الناس هذه المرحلة، وبحسب التهيؤ ستكون الأُسَر والأولاد في إحدى الفسطاطين”.
وأوضح: “لكن.. مِن أوجب ما يجب الحذرُ منه: أن تترك أسبابَ ووسائلَ تتحوَّل بها زوجتُك وأولادُك إلى الفسطاط الخبيث! إلى فسطاط الكفر! بشيءٍ مِن كدرِ الفكرِ واعوجاجِه، وبشيء من سوء الاعتقاد، أو بشيء من استحلاء محرمات حرَّمها الجبَّار -جَلَّ جلاله-، أو بفسحِ المجال بسوء ظَنٍّ في القلب لأصفياءَ لهم عند الرَّبِّ منزلة؛ فسوء الاعتقاد فيهم مِن أقوى أسباب الوقوع في الكفر والبُعد عن الهدى -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، فاحذر مِن هذه الأسباب في كُلِّ فردٍ مِن أسرتِك وأصحابِك وأصدقائك، وأعلم أنَّ الله ناصِرٌ محمداً ومُظهِرٌ ما أرسلَه به من الهدى على رغمِ كلِّ مَن كفَرَ وجحدَ وعانَدَ وكذَب واعتدى كائنا مَن كان”.