رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معاركنا لإيقاظ الوعى


تعودنا فى مثل هذه الأيام من كل عام أن نرصد محاولات إثارة الفتن والفوضى كلما اقترب شهر يناير وما ارتبط به من أحداث كادت أن تؤدى لضياع الدولة المصرية فى 28 يناير 2011 لولا يقظة رجالها البواسل من القوات المسلحة والشرطة المصرية تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تمكن برؤيته الثاقبة وتخطيطه المدروس بعناية فائقة كرجل أمن من الطراز الفريد، حيث تحمل مسئولية اتخاذ العديد من القرارات المصيرية التى أنقذت البلاد من براثن ذلك التنظيم الإخوانى الإرهابى الذى عاث فى الأرض فسادًا وترويعًا وإرهابًا.. وها نحن اليوم ننطلق الى آفاق التنمية والرخاء بعد أن أصبحت بلادنا بفضل الله ورجالها الأوفياء واحة للأمان والاستقرار يشهد بها العالم كله.
يأتى شهر يناير 2022 حاملاً معه الذكرى الحادية عشرة من أحداث 2011 ومع اقتراب ذلك الموعد وتلك المناسبة تأبى قوى الشر فى الداخل والخارج أن تترك الشعب المصرى الأصيل المتماسك المحب لوطنه وأرضه دون أن تبث سمومها فى محاولات مستميته لشق الصف المصرى من خلال نشر الشائعات والفتن بمختلف الأساليب والوسائل حتى ولو كان ذلك عن طريق استدعاء مواقف وادعاءات من الماضى.. وحسنًا فعلنا جميعًا عندما تجاهلنا الرد على تلك الفتن بل وأن أقباطنا تصدوا لها وتبرأوا منها فى موقف أثلج صدورنا جميعًا لهذا المشهد التاريخى والحقيقى الذى يعلن عن أن الجمهورية الجديدة هى ذلك الوطن الذى يجمع المصريين جميعًا تحت لوائه دون نظر إلى الأديان أو الطوائف المختلفة.. ولكن يبقى السؤال... من وراء القيام بتلك المحاولات حالياً؟.. ولماذا هذا التوقيت بالتحديد؟.
بالتأكيد إن ذلك يأتى من قبيل تلك الأساليب الرخيصة التى تنتهجها منظمات حقوق الإنسان المشبوهة فى هجومها على مصر بدعاوى زائفة عن محاربة حرية التعبير والعقيدة والحجر على الرأى.. ولما كانت ورقة الفتنة الطائفية قد أصبحت محروقة نظرًا لوعى الشعب المصرى بعد فشلها مرارًا وتكرارًا فكان لزامًا العمل على تمهيد الأرض مرة أخرى بإثارة النعرة الدينية تحت شعار نصرة الإسلام أمام الهجمة المسيحية المفتعلة، فكان اللجوء الدنىء لهذا الأسلوب الرخيص واستغلال تلك التصريحات القديمة كفتيل لإشعال الفتنة، إلا أن فطنة ووعى الشعب المصرى الأصيل أديا إلى إجهاض تلك المحاولة.
ثم جاءت محاولات الترويج لدين جديد تحت مسمى الديانة "الإبراهيمية"، والذى يمثل مخططًا جديدًا يتم الإعداد له منذ عدة سنوات بديلاً عن مخطط ثورات الربيع العربى الذى فشل فشلاً ذريعًا وانتهى بالفعل على يد قائد محنك ورجال أبطال من الدولة المصرية... ويحاول المروجون لتلك الديانة المزعومة إقناع البسطاء من البشر بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء جميعًا، وبالتالى يجب توحيد العالم بأكمله تحت ديانة واحدة تسمى الديانة الإبراهيمية تكون بديلاً عن الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية ويقود تلك الحملة حاليًا حفنة ممن يريدون هدم الدين والوطن وتشرف عليها مراكز بحثية غامضة أطلقت على نفسها "مراكز الدبلوماسية الروحية" تسعى إلى نشر الفرقة بين الأديان السماوية السمحة وتزرع فى نفوس الأجيال القادمة فكرة أن تلك الأديان هى السبب الرئيسى والجوهرى لإشعال الصراعات بين أبناء الوطن الواحد وأيضًا السبب فى عدم تقبل الآخر … أما تلك الديانة المزعومة فهى تهدف إلى إيجاد قيم مشتركة بين الأديان مثل المساواة والتعايش السلمى ثم تسعى بأساليب خبيثة إلى زرع الكراهية للأديان التى نؤمن بها بالفعل داخل الوطن .
ولقد شكل المؤتمر العاشر لبيت العائلة المصرية الذى عقد منذ عدة أيام حائطًا منيعًا لمواجهة تلك المحاولات، خاصة عندما تصدى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور/ أحمد الطيب لتلك الفتنة وأعلن عن أنها مخطط لشق الصف العربى بصفة عامة والمصرى بصفة خاصة وحذر منها تمامًا واتبعه فى ذلك نيافة البابا تواضروس، حيث أبديا حرصهما على احترام الأديان السماوية السمحة والبعد عن أى محاولات أو مهاترات ترمى إلى العبث بعقول الشباب وأبناء الوطن الواحد.. وحسنًا فعلت الأستاذة الدكتورة/ ناهد عبد الحميد، العضو الفاعل ببيت العائلة المصرية، عندما أدارت حوارًا نقاشيًا متميزًا ضم الأفاضل من رجال الدين من المسلمين والأقباط بمختلف طوائفهم تناول في أحد محاوره تلك المحاولات، حيث خلصت تلك الندوة إلى حقيقة أن الشعب المصرى يتمتع بالدين الإسلامى كما يتمتع بالديانة المسيحية فى تناغم غير مسبوق تحت رعاية قيادات دينية رشيدة مهما حاول أهل الشر والفتن التأثير عليه.
وها نحن اليوم نتصدى معكم لتلك المحاولات الرامية إلى إحداث أى محاولة لإثارة الفتن والفوضى أو حتى التأثير الفكرى والعقائدى على أبناء الوطن الواحد لتفويت الفرصة على أعداء مصرنا الغالية وأنها بالفعل سوف تكون "معاركنا القادمة لإيقاظ الوعى".. وتحيا مصر.