رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. المجموعة القصصية ظل رجل ميت على طاولة مختبر السرديات بدمياط

غلاف المجموعة القصصية
غلاف المجموعة القصصية

تعقد بمختبر السرديات بدمياط، في السادسة من مساء اليوم السبت، أمسية ثقافية جديدة من أمسيات المختبر، لمناقشة المجموعة القصصية "ظل رجل ميت"، والصادرة عن دار غراب للنشر والتوزيع، للكاتبة هبة عادل، وهي المجموعة الثانية لها، حيث سبق وصدر لها مجموعة قصصية أخرى بعنوان "تخاريف منتصف الليل".

 

ويدير اللقاء الكاتب صلاح مصباح، ويناقش المجموعة القصصية "ظل رجل ميت"، كل من الناقدين: محمد طاهر، ودعاء البطرواي.

 

ومن إحدى قصص مجموعة "ظل رجل ميت"و للكاتبة هبة عادل، والمعنونة بــ "طرق متفرعة" نقرأ:
ليلة مظلمة أخرى تمر علّي، قمرها هجر السماء، والرياح عصفت بالكون، أسمع صوت الأوراق وأكياس البلاستيك وهى تعلو وتطير من شدة الرياح، أقول لنفسي ياليتني أحد تلك الأكياس لأستطيع التحليق في الهواء والنظر لذلك الكون المظلم من أعلى لَعَلي أجد إجابة لذلك الوجع الكامن في أعماق روحي، عُدت بعقلي لغرفتي الصغيرة أتأمل ذلك السرير الصغير الذي لا يتناسب مع حجم جسدي وتلك الطاولة في الزاوية الأكثر ظلامًا عليها مصباح صغير والعديد من الدفاتر والكتب القدبمة أصاب بعضها العطب واصفرت الأوراق وكأنها تعاني من خريف قاسي القلب لا يدرك أي معنى للرحمة، أسمع أنينها كل يوم ولا أجد الطريق لمداواتها، الأرض عارية إلا من ذلك السجاد المتهالك الذي يكشف أكثر مما يستر والكرسي الوحيد أضعه في مواجهة النافذة الصغيرة أراقب العصافير التي تسكن الشجرة العتيقة، قبل آذان الفجر تبدأ العصافير في التغريد وكأنها تعكف طوال الليل على تلحين تلك المقطوعة الفريدة التي تعزفها كل صباح قبل أن تنتفض بصورة جماعية وكأنها كتيبة من الجنود تتبع أمر القائد بصرامة منقطعة النظير تتفرق في طرق متفرقة، لحظات وينقطع الصوت، تطلق العنان لجناحيها وتحلق مبتعدة عن تلك الشجرة.

لم يعد هناك ما يشتت تفكيري. أحمل الكرسي الوحيد وأضعه أمام الطاولة. أجلس وأفتح الدفتر على الصفحة التي أدون بها أفكاري، أحاول الكتابة في روايتي الأولى أو كما أطلق عليها مشروعي المؤجل، لم يكن مؤجلا لأسباب واضحة ولكني كنت دائما أجد الأسباب والعلل حتى لا أكمله، لا أجد الوقت المناسب، الأفكار تتسرب من بين يدي كما يتسرب الماء، لم تنضج موهبتي بعد، في روايتي العديد من الأفكار يجب أن أتمهل حتى تخرج للنور بالشكل اللائق، مبرراتي جاهزة على الدوام. فور السؤال يكون الجواب حاضرًا وكانه حقيقة لا تقبل مجالا للشك. قد تبدو بعض أعذاري طبيعية فكلما جلست إلى الطاولة وفتحت دفاتري وفردت أوراقي وجدت أن نهر الكلمات يجف فجأة. أسرع بكتابة بعض مما علق في الذاكرة ولكنه  دائما نورا يسيرا لا يكمل بضعة سطور لا تسمن ولا تغني من جوع.