رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان: العثور على مومياء تكشف مدى تطور القدماء المصريين فى تحنيط الموتى

المومياء خوي
المومياء خوي

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أن مجموعة من الباحثين عثروا مؤخرا على واحدة من أقدم المومياوات المصرية التي تم اكتشافها على الإطلاق، والتي أظهرت أدلة جديدة عن الأساليب المتطورة التي كان يستخدمها القدماء المصريون في تحنيط موتاهم. 

ووفقا للصحيفة، عثر باحثون على مومياء مصرية محفوظة لأحد النبلاء رفيعي المستوى يدعو "خوي"، ويعود تاريخها إلى المملكة القديمة مما يدل على أن القدماء المصريين كانوا ينفذون تحنيطا متطورا لموتاهم قبل 4 آلاف سنة، أي أقدم بألف عام مما كان يعتقد سابقا، حسب ما أظهر الاكتشاف والذي اعتبرته "الجارديان" بأنه سوف يؤدي إلى "إعادة كتب التاريخ مرة أخرى" ويمثل انفراجة وطفرة في تاريخ مصر القديم.

وذكرت الصحيفة أن هذا الاكتشاف يثبت أن تقنيات التحنيط لدى القدماء المصريين كانت متطورة للغاية منذ حوالي 4000 عام، حيث لم يكن يُعتقد أن تطور عملية تحنيط الجسد والمواد المستخدمة - بما في ذلك ضمادات الكتان الدقيقة للغاية والراتنج عالي الجودة - قد تم تحقيقها إلا بعد مرور 1000 عام.

ونقلت "الجارديان" عن سليمة إكرام، رئيسة علم المصريات بالجامعة الأمريكية في القاهرة والخبيرة البارزة في تاريخ التحنيط، قولها للصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد "ذا أوبزرفر": "إذا كانت هذه مومياء من عصر الدولة القديمة، فستحتاج جميع الكتب التي تتحدث عن التحنيط وتاريخ المملكة القديمة إلى إعادة مراجعتها". 

وأضافت: "هذا من شأنه أن يقلب فهمنا لتطور التحنيط رأساً على عقب، فالمواد المستخدمة وأصولها وطرق التجارة المرتبطة بها ستؤثر بشكل كبير على فهمنا للمملكة القديمة في مصر"، واستطردت قائلة "هذه المومياء مليئة بالراتنجات والمنسوجات وتعطي انطباعًا مختلفًا تمامًا عن التحنيط. في الواقع ، إنها أشبه بالمومياوات التي تم العثور عليها بعد 1000 عام ".

الكشف الجديد في سلسلة الأفلام الوثائقية 

ولفتت "الجارديان" إلى أن هذا الكشف الجديد هو من بين الاكتشافات الرئيسية التي سيتم الكشف عنها في سلسلة الأفلام الوثائقية لـ"ناشيونال جيوجرافيك" التي من المقرر أن تصدر بعنوان "الكنوز المفقودة في مصر"، وسيتم عرضه ابتداءً من 7 نوفمبر القادم، من إنتاج شركة Windfall Films ، حيث ترصد تلك الأفلام الوثائقية اكتشافات علماء الآثار العالميين خلال موسم التنقيب في مصر.

 وأضافت أن هذا الكشف الجديد (المومياء التي تكشف الأساليب المتطورة في فن التحنيط لدى القدماء المصريين) سيتم عرضه في الحلقة الرابعة من هذه السلسلة في 28 نوفمبر، تحت عنوان "صعود المومياوات". 

انفراجة وإنجاز ضخم في تاريخ مصر القديمة

وأوضحت الصحيفة أن سليمة إكرام ستظهر في تلك الحلقة مع زميلها عالم الآثار الدكتور محمد مجاهد، الذي يقول عن الاكتشاف الأخير: "إذا كان هذه المومياء لـ(جوي) حقا ، فهذا يمثل انفراجة وإنجازا ضخما في تاريخ مصر القديمة."

تم تصوير اكتشاف المومياء في مقبرة فخمة في مقبرة سقارة في موسم ناشيونال جيوغرافيك المبكر. التحقيق في تأريخها وتحليلها يظهر في السلسلة الجديدة. كشفت الكتابة الهيروغليفية أنها تنتمي إلى الخوي ، وهو أحد أفراد العائلة المالكة التي عاشت منذ أكثر من 4000 عام.

من جهته، قال توم كوك، منتج مسلسل Windfall Films: "كانوا يعرفون أن الفخار الموجود في المقبرة كان من عصر الدولة القديمة ، لكن إكرام لم تكن تعتقد أن المومياء كانت من تلك الفترة نظرا لأن المومياء كانت محفوظة بشكل جيد للغاية، فلم يعتقدوا أن عملية التحنيط كانت بهذا التقدم، لذلك كان رد فعلها الأولي: هذه بالتأكيد ليست مملكة قديمة".

تطور التحنيط في مصر القديمة

ولفت "كوك" إلى أن المحنطين في مصر القديمة كانوا يقومون بغسل الجثث في راتنجات باهظة الثمن من عصارة الأشجار، مما كان يحافظ على الجسد قبل أن يقوموا بلف الجثة"، مضيفا "هذه المومياء مشربة براتنجات عالية الجودة وملفوفة بأعلى درجة من الضمادات".

وحسب الصحيفة، تقول إكرام في البرنامج المقرر عرضه في الأيام المقبلة: "إنه أمر غير عادي. المرة الوحيدة التي رأيت فيها الكثير من هذا النوع من الكتان عالي الجودة كانت في الأسرة الحادية والعشرين، حيث حكمت الأسرة الحادية والعشرون من الفراعنة المصريين بعد أكثر من 1000 عام من حياة خوي."

فيما قالت كارولين باين، محررة ناشيونال جيوجرافيك، "إن ما يجعل هذه السلسلة غير عادية أنها تتبع مجموعة كاملة من علماء الآثار المختلفين عبر موسم واحد، مضيفة "لقد رأينا بعض الاكتشافات المذهلة"، وأشارت إلى أن الفيلم الوثائقي يؤكد أنه "مع اكتشاف كل جثة جديدة من قبل علماء الآثار ، تصبح قصة مومياوات مصر أكثر وضوحًا".