رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأب وليم الفرنسيسكاني يروي قصة القديس بطرس دا الكانتارا

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، بعيد القديس بطرس دا الكانتارا، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، سيرته، قائلاً:"ولد بطرس في عام 1499م في مدينة الكانتارا بإسبانيا، وتربي تربية فاضلة فأخذ عن والديه حياة التقوى والصلاة، والتحق بجامعة سالمنكا لمدة سنتين وتفوق في الدراسات الفلسفية وعلم الرياضيات. وكان يجالس العلماء من رجال الدين ن فأخذ منهم بعض مكنونات الحياة الرهبانية. ومن خلال مناجاته الدائمة لله أدرك زوال العالم وأحب حياة التكريس".

وتابع:"لما بلغ السادسة عشر من عمره إلتحق بالرهبنة الفرنسيسكانية، وانضم إلى الرهبان المدعوين حفاة حراسة الإنجيل المقدس، وقضى سنة الابتداء في ممارسة جميع الفضائل الرهبانية، ولم تمر عليه أكثر من ستة سنوات حتى إختاره رؤساؤه معلمًا على رأس مجموعة من الرهبان، حيث برزت فيه فضيلة التواضع وخدمة الآخرين".

وواصل:"كما امتاز بالتقشف ولبس المسوح مدة عشرين سنة، وكان الخبز اليابس طعامه اليومي، اما في الأعياد فكان يستخدم بعض الخضروات، وكان يقول في هذا الصدد:عهد بيني وبين جسدي، وهو ان أعامله معاملة سيئة في هذه الأرض وانا وعدته ان اريحه في الأخرة" وكان يرغب تطبيق فضيلة الفقر عملياً وليس ظاهريًا، وكان يقول للقديسة تريزا الأفيلية لا بد من تطبيق الفقر بدقة ومن الاعتماد على العناية الإلهية كلية". 

وواصل:"وفي أثناء توليته رئاسة الدير كان يقوم بالأعمال الوضيعة كالنظافة وغسل الأواني وتقطيع الأشجار وحملها على ظهره. ورفض أن يكون مرشدًا للإمبراطور شارل الخامس والأميرة حنة". 

وتابع:"احتلت الصلاة أكبر مساحة في حياته، فكان يصلي طوال النهار وفى أي مكان لذلك كان الشيطان يهاجمه ويرميه بالحجارة فقد شوهد مراراً مرتفعاً فوق الكنيسة والأشجار. وفى الليل شاهده الرعاة راكعاً يصلي على ارتفاع شاهق وجسمه يشع نوراً وأيضا اثناء احتفاله بالذبيحة المقدسة كان يختطف مراراً كثيرة".

وواصل:"قد حباه الله نعماً كثيرة منها شفاء المرضى والتنبوء ومعرفة خفايا القلوب والتواجد في أماكن متعددة في آن واحد. واستطاع بصلاته منع وقوع الجفاف وتفجير المياه وكانت أكبر نعمة نالها هي ظهور السيد المسيح والعذراء مريم له، مَُضيفًا: وتؤكد تلميذته القديسة تريزا الافيلية أنه شاهدته اثناء القداس الإلهي يشترك معه القديسان فرنسيس الأسيزي والقديس أنطونيو البدواني، وكان قد مر على انتقالهما أكثر من 300 سنة. لقد منح الرب عبده هذه النعم والفضائل بهف الرسالة التي سيكلف بها.

وأكمل:"ولأنه كان اميناً عليها، فقد فتح باب السماء لأعداد لا تحصى من الخطأة وقاد كثيراً من النفوس التواقة الى الكمال. كان همه الأول أن يفهم المؤمنون تعاليم الإنجيل وأن تصل إلى الجميع في النهار، يعظ ويسمع إعترافات المؤمنين ويعلم الصغار ويزور المرضى، وفى المساء ينزوي ليصلي". 

وأضاف:"ويسجل لنا التاريخ ان القديس بطرس دا القنطرة كان في مقدمة من اشتركوا في تجديد قانون رهبنة الكرمل. وفى سنة 1528م أختير رئيساً للرهبنة، وقد اهتم بسد إحتياجات الرهبان الروحية وكان يسافر ماشياً على الأقدام وبدون مؤنة معتمداً على ما يقدم من خبز في الطريق وكان يلجأ الى الأكواخ ليقض ليله فيها وفى 18 أكتوبر 1562م كان القديس بطرس دا الكانتارا يستعد لترك ارض المنفى الى الوطن السماوي. لذلك جمع تلاميذه ليزودهم بنصائحه الأخيرة".