رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«روافد الأزهر إلى الصين».. إصدار جديد للمرصد

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

منذ أن أُعيد افتتاح جامع الأزهر على يد الملك الظاهر بيبرس، أصبح الجامع الأزهر أكبر المساجد والمدارس السُنيَّة في العالم، وقبلة طلاب العلم الديني، لتصبح مصر في قلب العالم الإسلامي نبراسًا يشع بالعلم والثقافة ومنبعًا للفكر الوسطي؛ ليطمح الكثير من أبناء العالم الإسلامي من أن يكونوا جزءًا من هذا الفكر وينهلوا من العلم الديني داخل أروقة الأزهر الشريف، فيستقبل الآلاف سنويًّا من شتى بقاع الأرض.

في إطار ما تقوم به وحدة اللغة الصينية بمرصد الأزهر من تقديم علماء مسلمي الصين إلى القارئ العربي، تستمر الوحدة في سرد الشخصيات المسلمة الصينية، والدور الذي لعبه ولا يزال يقوم به الأزهر الشريف في بناء الشخصية الإسلامية الصينية المعتدلة في الفكر والمحافِظة على المنهج الوسطي الذي يحمله كل من يقوم بالدراسة داخل الأزهر الشريف وأروقته الشامخة، فقد انبثق من هذا الصرح العظيم روافد كثيرة نهلت من علومه وأنارت بها جميع أنحاء العالم، ومن أقصى شرق الدنيا من حضارة بلاد الصين وَفَد الصينيون؛ لينهلوا من علوم الأزهر الشريف، ويعودوا إلى بلادهم حاملين العلوم الإسلامية والفكر الوسطي الذي يحمل لواءه الأزهر الشريف، ومن حرص وحدة اللغة الصينية بمرصد الأزهر على تعريف المسلمين بميراثهم الثقافي والديني نستعرض في هذا التقرير أهم البعثات الصينية إلى الأزهر الشريف وأثرها الثقافي والديني على الشخصية الإسلامية الصينية.


البعثات الصينية إلى الأزهر

لم تسجل لنا دفاتر التاريخ القديمة قوائم أسماء مُفصلة للطلاب الصينيين القادمين إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف، فقد كان محط الرحال للطلاب، ومنهم من اختار البقاء في مصر ليكون أحد شيوخها، ولم يفرق الأزهر يومًا بين أحد من أبنائه، ولم تعرف الرحلات المنظمة أو الابتعاث المسجل إلا في بداية القرن العشرين، فقد أرسلت أول دفعة من الطلاب المغتربين الصينيين إلى مصر عام 1931م، وآخر دفعة منهم كانت في عام 1938م، وخلال هذه السنوات السبع، أُرسل إجمالًا (33) طالبًا على (5) دفعات. 

وقد تمتع طلاب هذه الدفعات بطموح كبير، وجد، واجتهاد في الدراسة، ومنهم من نال شهرة واسعة مثل الأستاذ محمد مكين Ma Jian الذي ترجم القرآن الكريم فيما بعد، وكان لهؤلاء الطلاب دور كبير في إثراء الثقافة الصينية بالعلوم العربية والدينية، وذلك بعد انتهاء دراستهم وعودتهم إلى موطنهم، كما كان لهم دور كبير في تحفيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين العالم الإسلامي والصين.