رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستثمار فى البشر.. المستفيدون من «مهنتك مستقبلك»: اكتسبنا مهارات جديدة

«مهنتك مستقبلك
«مهنتك مستقبلك

 

ضمن فعاليات مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، انطلقت السيارات المتنقلة التابعة لمبادرة «مهنتك مستقبلك»، حاملة معها معدات تدريب سكان الريف على المهن والحرف المختلفة، لمساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة وإيجاد فرص عمل.

وتقدم السيارات المتنقلة ضمن مبادرة «مهنتك مستقبلك» ٣ برامج تدريبية للراغبين فى التعلم، بمعدل ١٠ متدربين فى كل مجموعة، للتدريب على مهارات التفصيل والخياطة، لمدة شهر، بمعدل ١٥٠ ساعة للدورة الواحدة، وعلى مهارات السباكة والتركيبات الكهربائية، وتستمر لمدة أسبوعين بمعدل ٦٠ ساعة لكل منهما.

وتمنح المبادرة فى نهاية كل دورة تدريبية شهادات للمتدربين الذين اجتازوا امتحاناتها النظرية والعملية، فضلًا عن حصول الاثنين الأوائل على كل مجموعة تدريبية على ماكينة خياطة أو حقيبة معدات للسباكة والتركيبات الكهربائية لمساعدتهم على تأسيس مشروعاتهم الخاصة.

«الدستور» تواصلت مع مجموعة من المستفيدين من مبادرة «مهنتك مستقبلك»، الذين أشادوا بجهود الدولة لتأهيل المواطنين على المهن والحرف المختلفة، ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، لتحسين مستوى معيشتهم، خاصة فى القرى والمناطق الأكثر فقرًا. 

أم شريف: المبادرة غيرت تفكيرى.. وسأشترى  ماكينة خياطة للعمل فى بيتى

«الخياطة حلم حياتى، والمبادرة حققت حلمى وعلمتنى».. هكذا بدأت «أم شريف»، البالغة من العمر ٣٣ عامًا، والقاطنة بقرية «حوض ١٠» بنطاق حى المنتزه ثانٍ فى محافظة الإسكندرية، حديثها عن مبادرة «مهنتك مستقبلك»، موضحة أنها كانت تتمنى أن تتعلم الخياطة والتفصيل منذ الطفولة، إلى أن جاءت المبادرة ودربتها حتى أجادت كل ما يتعلق بتلك الحرفة. 

وقالت: «عرفت عن دورة التفصيل والخياطة التى تقدمها مبادرة (مهنتك مستقبلك) فى شهر يونيو الماضى عن طريق إحدى الجارات، وسرعان ما توجهت إلى مقر المبادرة فى القرية، وسجلت اسمى فى اللحظات الأخيرة قبل غلق باب التسجيل، ضمن مجموعة من ١٠ متدربات».

وأضافت: «تدربت فى الدورة الصباحية لمدة شهر يوميًا، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، وذلك داخل عربة متنقلة، بها ١٠ ماكينات خياطة، واحدة لكل متدربة لتتعلم عليها».

واختتمت حديثها بالقول: «المبادرة غيرت تفكيرى وحياتى، وقررت شراء ماكينة خياطة لأعمل عليها فى منزلى من أجل مساعدة زوجى على تحمل ظروف المعيشة، وأشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى والقائمين على المبادرة لحرصهم الدائم على مساعدة المواطنين، خاصة النساء فى القرى المصرية».

رامى: المدرب يشرح كل شىء عن السباكة نظريًا وعمليًا

قال «رامى»، من قرية النزلة المستجدة بمركز ساحل سليم فى محافظة أسيوط، إنه عرف بالمبادرة عن طريق أحد الإعلانات على موقع «فيسبوك»، مكتوب فيه تنويه لوجود سيارة متنقلة فى قريته تقدم دورات تدريب مجانية على مهنة السباكة.

وأضاف: «توجهت على الفور للسيارة المتنقلة، وبادرت بتسجيل اسمى ضمن المجموعة الأولى، وجرى تحديد موعد لبدء التدريب، ولم تسعنى الفرحة حين وجدت داخل السيارة جميع معدات السباكة، وأبهرنى نظام التدريب، فالمدرب يشرح كل جزئية نظريًا أولًا ثم يطلب منّا التطبيق عمليًا».

وتابع: «طورت نفسى وأصبحت قادرًا على إنجاز جميع أعمال السباكة، لأن لدىّ خلفية سابقة عنها، وكنت أنجز بعض الأعمال الخفيفة مثل تغيير الحنفيات، ولكن بعد اجتيازى الدورة التدريبية أصبح بإمكانى إنجاز جميع المهام المتعلقة بالسباكة».

 

طاهر: وفّروا تدريبًا مجانيًا دون تنقل

كشف «طاهر»، من سكان قرية النزلة المستجدة، عن أنه لم يعد مترددًا حينما يطلب منه أحد الزبائن إنجاز أعمال السباكة كاملة، فقد كان فى السابق مساعدًا لسباك، ولكن حاليًا وبفضل المبادرة تمكن من أن يكون سباكًا محترفًا بشهادة الجميع فى قريته والقرى المجاورة.

وطلب «طاهر» استمرار تقديم هذه النوعية من الدورات التدريبية لأهالى القرى، لأن مراكز التدريب المتنقلة تشجع الشباب على تعلم مختلف المهن والحرف دون الخوف من تحمل أعباء مادية نظير الانتقالات أو الإرهاق فى حال كان مكان التدريب خارج القرية أو المركز التابع له، مشيدًا بحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على المساواة فى الفرص بين أبناء القرى وسكان المدن.

هبة: احترفت كل أصول التفصيل وتمكنت من تصميم الملابس

ذكرت «هبة»، ٣٢ عامًا، من قرية بنى عدى بمركز ناصر بمحافظة بنى سويف، أنها أم لطفلين وتعانى من قلة الدخل، فظروف زوجها لم توفر لهم حياة كريمة، ورغم حصولها على بكالوريوس تجارة فإنها لم تنجح فى العثور على فرصة عمل مناسبة، لأن فرص العمل المتاحة يتركز غالبيتها فى الشركات الخاصة، وتتطلب الحضور لمقر العمل وقضاء ساعات كثيرة، وهو أمر يصعب عليها الالتزام به. وقالت: «صديقتى قدمت طلبًا نيابة عنى للالتحاق بتدريبات المبادرة، لأنها تعرف مدى تعلقى وحبى لمهنة الخياطة وتفصيل الملابس، وكان من ضمن أحلامى فى المرحلة الجامعية افتتاح مشروع لتصميم الملابس، لكن لم تصادفنى الفرصة المناسبة لتعلم مهارات الخياطة».

وتابعت: «حين شاهدت سيارة التدريب فى قريتى شعرت بفرحة كبيرة، وقلت لنفسى إن الحلم سيتحقق وسأتعلم مهنة الخياطة مجانًا، لأتمكن من كسب المال وتأمين مستقبل أبنائى».

كانت المبادرة وسيلة أمان وراحة، كما وصفتها «هبة»، فسيارة التدريب تقف بالقرب من منزلها، وتوفر عليها عبء الذهاب إلى المدينة وإنفاق الوقت فى التنقل بين المواصلات، وهو ما شجعها على الالتحاق بالتدريب، الذى يبدأ فى تمام الساعة التاسعة صباحًا وينتهى فى الواحدة ظهرًا، وهى مواعيد مناسبة لها، حيث تتمكن من إنجاز بعض المهام الأساسية فى منزلها صباحًا وتعود لاستئناف ما تبقى عقب انتهاء التدريب.

ولفتت «هبة» إلى أنها لم تتوقع أن يشمل التدريب الجانب العملى، وأن يتسنى لها تصميم الملابس بنفسها، فكانت تظن أنه سيقتصر على بعض المعلومات النظرية الخاصة بمهنة الخياطة، لكن أثار دهشتها وجود ١١ ماكينة خياطة داخل السيارة، بحيث تتمكن كل متدربة من استخدام ماكينة وأدوات خاصة، إضافة إلى ماكينة المدرب التى يستخدمها فى الشرح النظرى والعملى، ثم يطلب من كل واحدة التطبيق العملى على قطع قماش صغيرة.

واستكملت «هبة» أنها تعلمت كل أصول الخياطة والتفصيل، وتمكنت خلال شهر واحد فقط من تصميم جميع أنواع الملابس مثل الجاكيت، والبلوزة، والتيشيرت، والفستان، والبنطلون وغيرها.

محمود: علمونى طريقة تركيب المصابيح

«محمود»، ١٩ عامًا، يعيش بقرية الخوالد فى محافظة أسيوط، التحق بدورة التركيبات الكهربائية التى تقدمها مبادرة «مهنتك مستقبلك»، لرغبته فى تعلم حرفة جديدة تساعده على إصلاح كل ما يخص أعمال الكهرباء فى منزله فضلًا عن الإنفاق على نفسه.

وقال «محمود» إن نظام التدريب اشتمل على الجانبين النظرى والعملى، الأمر الذى مكّنه من فهم «سر الصنعة» وأساسيات الأعمال الكهربائية وفك الكابلات وتركيب المصابيح.

وأشار إلى أن تلك المبادرات تخلق فرص عمل للشباب وتشجعهم على البحث عن مهن وحرف جديدة، وألا تقتصر جهودهم على انتظار الوظيفة الحكومية، وتؤكد أيضًا اهتمام القيادة السياسية بالشباب فى الريف المصرى.

راضية بدر: ساعدونى على تدبير احتياجاتى

أكدت راضية بدر، أرملة مقيمة بمحافظة الإسكندرية، أنها عاشت ظروفًا صعبة بعدما توفى زوجها منذ عامين، تاركًا لها مسئولية أطفالها الثلاثة وهم فى مقتبل العمر، مشيرة إلى أن مبادرة «مهنتك مستقبلك» بمثابة بارقة أمل تساعدها على توفير احتياجات أولادها. 

وأوضحت أنها ظلت تعانى عدم وجود دخل ثابت تنفق منه على أطفالها وكانت تعيش على مساعدات أهل الخير، مشيرة إلى أن الأهالى قدموا لها ماكينة خياطة لمساعدتها على تحمل تكاليف المعيشة، لكنها لم تتمكن من العمل عليها لعدم معرفتها بأصول مهنة التفصيل.

وأشارت إلى أنها انضمت للمبادرة بعد ترشيحها من قبل إحدى الجمعيات الأهلية، وتم التواصل معها وتحديد موعد الدورة التدريبية التى استمرت لمدة شهر، مؤكدة أن التدريب كان مثمرًا، لأنها تعلمت فنون الحياكة وأصبحت قادرة على العمل وجنى الأرباح.

إيفيت عبدالمسيح:  نستهدف الأكثر فقرًا 

قالت إيفيت عبدالمسيح، مسئول التدريب المهنى بإدارة مراكز التدريب فى محافظة الإسكندرية، إن السيارة المتنقلة تستهدف القرى الأكثر فقرًا لتدريب المتقدمين للدورات التدريبية لمدة ٣ أشهر فى مواعيد صباحية ومسائية.

وأضافت أنه فى حالة زيادة الإقبال على المبادرة يتم مد فترة وجود السيارات المتنقلة، مشيرة إلى أن الإقبال على الدورات يختلف من قرية إلى أخرى وفقًا للمهن المطلوبة فى كل منها.

وتابعت: «من المفترض أن يكون عدد المتدربين فى المجموعة الواحدة ١٥ متدربًا، ولكن تم تخفيض العدد إلى ١٠ فقط التزامًا بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد».

عمرو محمد:  درّبنا 50 فتاة وشابًا فى ساحل سليم

شدد عمرو محمد، مسئول التدريب بمركز ساحل سليم فى محافظة أسيوط، على أن مبادرة «مهنتك مستقبلك» تسهم فى توفير حياة كريمة لأهالى القرى، لكونها تساعد السيدات على اكتساب مهارات جديدة لتحسين ظروفهن المعيشية، كما أنها تعلم الشباب، وبالمجان، حرفًا يستطيعون ممارستها فى قراهم، بدلًا من البطالة أو الاضطرار للانتقال للمدن أو الهجرة.

وقال: «العربات المتنقلة التابعة لمبادرة (مهنتك مستقبلك) تقصد المتقدمين لدوراتها أينما كانوا، بعدما تم الإعلان عن المبادرة عبر عدة وسائل، من بينها مواقع التواصل الاجتماعى والصفحات الرسمية للمحافظة ومراكزها، وكذلك عبر الإخطارات التى أُرسلت للوحدات المحلية ومجالس المدن والجمعيات الأهلية لترشيح السيدات والشباب الأشد احتياجًا لتلقى الدورات». وواصل: «تم تدريب ٣٠ سيدة على حرفة التفصيل والخياطة، فى ٣ مجموعات، تضم المجموعة الواحدة ١٠ سيدات، مع تلقى تدريب استمر لمدة ١٥٠ ساعة، على مدار شهر ونصف الشهر، بمعدل ٥ ساعات يوميًا، باستثناء يومى الجمعة والسبت، فضلًا عن تدريب ٢٠ شابًا على حرفتى السباكة والتركيبات الكهربائية».

خيرية شعبان: خطوة لتوفير فرص عمل

أعلنت خيرية شعبان، مدير إدارة بحوث العمالة والتدريب المهنى بمحافظة بنى سويف، عن تنفيذ ٩ برامج تدريبية استهدفت ٩٠ متدربًا من الرجال والسيدات، موزعين بالتساوى على حرف الخياطة والسباكة والتركيبات الكهربائية، وذلك بقرية الحرجة فى مركز ناصر بالمحافظة، فضلًا عن دورتين فى الخياطة والتركيبات الكهربائية للمتدربين بقرية بنى عدى فى ذات المركز. وقالت إن مبادرة «مهنتك مستقبلك» لا تتوقف عن تقديم التدريب للراغبين فى تعلم حرف الخياطة والسباكة والتركيبات الكهربائية، لكنها تستكمل التواصل معهم وتقدم لهم الدعم عبر توفير فرص العمل فى أى مشغل أو مصنع متاح، كما تساعد بعضهم على امتلاك مشروعاتهم الخاصة. وأضافت: «المبادرة تغرس الحماس فى المتدربين، وتُكسبهم مهارات جديدة، وتوفر لهم فرص عمل، كما أن بعض المتدربات حصلن على موافقة مبدئية من محافظة بنى سويف على افتتاح مشغل خاص بهن».