رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحب كالإدمان».. تلخيص كتاب «تشريح الحب» لـ هيلين فيشر

كتاب تشريح الحب
كتاب تشريح الحب

تجيب عالمة الأنثروبولوجيا، هيلين فيشر، عن مجموعة من الأسئلة التى تدور فى أذهان كثيرين، وتضع الحب تحت المجهر في كتابها "تشريح الحب: التاريخ الطبيعي للتزاوج".

حول الحديث عن الحب في العصر الحديث، وكيف تطور على مدى ملايين السنين؟ تقول هيلين فيشر: "تقع الدوائر الأساسية للحب الرومانسي بجوار مراكز العطش والجوع في الدماغ"، مشيرة إلى أن هذه الدوائر تقع أيضا أسفل القشرة، التي نفكر بها، وأسفل  النظام الذي نشعر به، وجميع هذه الأنظمة الحيوية مرتبطة ببعضها البعض، لهذا تتحدث بأن مراكز الحب تعد محركاً أساسياً للتزاوج لا يقل أهمية عن البقاء على قيد الحياة يومياً.

كيف يمكن أن يكون الحب كالإدمان؟

ترى فيشر أنه في كثير من الأحيان، يمكن أن يكون الحب الرومانسي كالإدمان، واصفة الحب أنه "إدمان رائع تمامًا عندما يكون على ما يرام"، وبعد فحص أدمغة الأشخاص الذين وقعوا فى الحب مؤخرًا، اكتشفت عالمة الإنثروبولوحيا، فيشر، وزملاؤها الباحثون أن "مناطق الدماغ المرتبطة بإدمان الكوكايين وإدمان الهيروين وإدمان القمار، بجميع أنواعه، وتصبح هذه المناطق نشطة عندما تكون في حالة حب".


تأثير التكنولوجيا على الحب

ومن خلال كتابها تشرح فيشير أنه يستمر الناس في القول بأن التكنولوجيا تغير الحب، ولكن فيشر ترى أنه "لا يمكن للتكنولجيا أن تغير الحب" مؤكدة: "هذا نظام بالدماغ مثل نظام الخوف أو نظام الغضب، لن يتغير بجسم الإنسان لكن ما تفعله التكنولوجيا هو تغيير الطريقة التي نتعايش بها".

وتدل على هذا الأمر بأن مواقع المواعدة الـDating ليست مجرد خدمة للحب،  لقد عملت معهم هيلين فيشر لمدة 11 عاماً، ولكنها ترى أن تلك المواقع عبارة عن خدمة تمهيدية، خوارزمية، مضيفة أن الخدمة الحقيقية الوحيدة هي "عقلك"، يجب أن تخرج لتقابل ما ترغب به يكون شريكك في المقهى، ثم حينها يبدأ دماغك البشري بالعمل فى الحكم على الأمور.

عن الاتجاهات الحديثة في العلاقات الرومانسية

قالت فيشر، من خلال دراساتها، إن هناك أكثر من 50 بالمائة قضوا ليلة واحدة مع من شركائهم، و50 بالمائة لديهم Friend with benefits، أي شريك المنفعة، ليس شريك دائم، وأكثر من 50 بالمائة عاشوا مع شخص لفترة طويلة قبل أن يتزوجوا “فيرى بعض الأمريكيين أن هذا يسمي (تهور) ولكن فيشير ترى أن هذا يسمى (الحذر)”.

وأضافت أنها متفائلة بالمستقبل بسبب هذا "الحب البطيء" ، الذي ترى أنه يتطور مع الأزواج الذين يعيشون معًا قبل الزواج وينتظرون سنوات للزواج.

"كان الزواج في السابق هو بداية اى العلاقة، ولكن الآن يعد الزواج هو النهاية" تقول فيشر.

غياب الأهل
تشرح فيشر مسألة فقد الشركاء لأهلهم ومجتمعهم القريب، فكان من المعتاد أن تكون الزيجات محاطة بالعائلة والمجتمع ويمكن أن تعتمد على مساعدة الآخرين فى تربية الأطفال.

وتوضح الكاتبة أنه "يعد فقدان هذا المجتمع القريب قضية خطيرة للغاية تواجه الزيجات المعاصرة ، ومن المهم جدًا أن نركز على إعادة بناء هذه الشبكات الاجتماعية، فعليك أن تبحث عن دوائر الصداقة الخاصة بك ورعايتها واستثمارها باعتبارها امتدادًا لعلاقتك الأساسية وحمايتها".