رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مياه من «الحنفية».. مصانع غير مرخصة وملصقات مزيفة تبيع الوهم للعطاشى

مصانع تعبئة مياة
مصانع تعبئة مياة معدنية مغشوشة

2030 جالون مياه سعة 19 و11 و7 لتر كانت ستطرح في الأسواق ليشربها المواطنون، تبين أنها زجاجات مياه معبأة من الصنبور، وفق ما كشفته حملة تموينية في يوم واحد على أحد المصانع الذي ادعى تعبئة مياه معدنية على عكس الحقيقة.

هذا المصنع واحد من المصانع الكثيرة التي تم ضبطها في الفترة الأخيرة، والتي استغلت ارتفاع درجات الحرارة وحاجة المواطنين لزجاجات المياه المعدنية، فاعتمدت الغش والخداع سبيلا للتربح.

“الدستور” تستعرض في السطور التالية، أضرار المياه المعدنية المزيفة، وكيفية كشف أساليب غش هذه المصانع من قبل خبراء الصحة والتغذية.

ستيكر وسيشوار وختامة للخداع

من خلال الوقائع السابقة  لمصانع "بير السلم" للمياه المعدنية تبين أن العاملين بها يضعون غلافاً على الغطاء البلاستيكي المستعمل، ويلصقونه من خلال جهاز تصفيف الشعر "سيشوار" ثم يلصقون "ستيكر" على جسم الزجاجة من المنتصف، وبالنهاية يضعون تلك الزجاجات داخل كراتين ملصق عليها أسماء كبرى الشركات، ويستخدمون "ختّامة" لطبع تاريخ إنتاج وانتهاء الصلاحية.

صيدلي: المياه المعدنية لا تكون ممتلئة

الدكتورعصام أمين، صيدلي، يوضح أن الكثير من المستهلكين يخدعون بشراء زجاجات المياه المعدنية، ظنًا منهم أنها الأكثر صحة لهم ولأسرهم، إلا أنهم في الواقع لا يدركون أن كثير من هذه المياه مغشوشة، ويمكن أن تسبب لهم أضرارًا خطيرة.

ويقول إن بعض هذه المياه تتسم باحتوائها على نسبة مرتفعة من الصوديوم الضار بالصحة بشكل عام، والذي يضر خاصة بمرضى ضغط الدم.

ويضيف أن الدراسات أثبتت أن الارتفاع الواضح بنسب الإصابة بتسوس الأسنان يعود إلى زيادة الاعتماد على المياه المعبأة بالزجاجات للشرب، مقابل مياه الصنبور، وذلك لعدم حصول الجسم في هذه الحالة على النسب المطلوبة من مادة الفلوريد المفيدة للأسنان.

أما أسلوب الكشف عما إذا كانت المياه المعبأة داخل الزجاجة معدنية أم مغشوشة، يوضح أن المياه المعدنية الحقيقية لا يترتب على رجها في الزجاجة فقاعات، وذلك بعكس مياه الصنابير، كما كشف أيضًا طريقة للتفرقة بين المياه المعدنية الحقيقية والمغشوشة وهي أن المعدنية لا تعبأ حتى فتحة الزجاجة.

تسبب السرطان

وقالت الدكتورة نهى أحمد، إخصائية التغذية، أن هذه المصانع ليست فقط تبيع مياه الصنبور على أنها مياه معدنية، بل تعيد استخدام الزجاجات البلاستيكية أكثر من مرة، وهذا الأمر يمثل خطرًا كبيرًا على صحة المواطن لتفاعل البلاستيك مع المياه منتجًا مواد مسرطنة وخاصة إذا كان البلاستيك يتعرض لأشعة الشمس.

وأضافت أنه بشكل عام، تعد مياه الفلتر أفضل من المياه المعدنية، ويمكن حفظها داخل زجاجة مصنوعة من الزجاج، بينما المياه المعدنية في الغالب تكون مخزنة لفترات كبيرة في الشمس، أو بأماكن لا تصل إليها الشمس من الأساس.