رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طفولة يائسة».. تفاصيل رؤيا أزعجت الموسيقار فريد الأطرش

فريد الأطرش
فريد الأطرش

عانى الموسيقار الراحل فريد الأطرش، في نهاية حياته من أزمات صحية متتالية، وقبل رحيله بفترة قصيرة شاهد رؤيا في المنام كشفت له عن قرب وفاته.

 

فريد الأطرش شاهد في المنام والدته علياء المنذر مرتدية زي أسود وتبكي عليه، وبالقرب منها تقف شقيقتها طرب بالحجاب الأسود وتشاركها البكاء.

 

الفنان الراحل استيقظ من نومه مذعورًا، وقص رؤيته لصديقته دنيز جبور، وهو يحاول أن يطمئن نفسه، ويقول: "لكن أمي لم تأخذني إليها"، فحاولت صديقته تهدئته، بقولها: "متخافش يا فريد، كلنا نحلم، لكن لا شيء يتحقق من أحلامنا، يبدو أن أمك تطلب الرحمة، فصلّ لها".

 

ظلَّ فريد الأطرش متشائمًا لفترة طويلة، وقال لها: "تعالِ نسافر، أريد أن أعود لبيتي"، وفي الطائرة، التي كانت تنقله من لندن لتعيده إلى بيته في بيروت، كانت تتردد على لسانه عبارة واحدة فقط: "يا رب، أوصلني إلى بيتي، ارحمني ولا تدعني أمت في الطائرة".

 

وبعد فترة قصيرة من عودته إلى بيروت، أصيب بأزمة قلبية وتضخم القلب والكبد فانتقل إلى المستشفى، وكانت آخر أيامه"، وجاءت وصيته بأن يدفن في مصر إلى جوار شقيقته الفنانة أسمهان وهو ما حدث بالفعل.

 

عاش “الأطرش” في قرية "القريا"  بجبل العرب جنوب سوريا، لعائلة هي من كبار عائلات الموحدين الدروز والتي عرفت بمحاربتها الاحتلال الفرنسي، والده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته الأميرة عالية هي لبنانية هربت الأم بأطفالها نحو لبنان أولًا، إلى أن جاءت إلى مصر وطلبت اللجوء لها ولأطفالها الثلاثة، فؤاد، فريد، آمال.

 

 طفولته 

تربى الموسيقار في حجرتين صغيرتين مع والدته، إلى أن التحق بإحدى المدارس الفرنسية لكن اضطر إلى تغيير اسم عائلته كي يمكنه دخول المدرسة، وكان هذا الاسم هو "كوسا".

 

كان "كوسا" يضايق فريد الأطرش، وكان شقيقه في صباح كل يوم يسرع للدفاع عنه وسط مداعبات الطلبة، وقال في مذكراته:" اعتدت في كل مساء أن أتوجه إلى البيت وأغرق في وصلة من البكاء الحاد، وكانت والدتي تعرف كيف تعيدني إلى صوابي، كانت تمد يدها إلى العود لتعزف وتغني، وأصبحت بدوري أمد يدي إلى العود وأغني".

وكان الأطفال يتحلقون حوله، ويزيدون في دعاباتهم الثقيلة، وينادونه باسم جميع أصناف الخضار، وكانت الدماء تغلي في عروقه، وكان يصرخ وسط كل هذه المداعبات ويقول"أنا ابن عائلة الأطرش التي تحارب الفرنسيين".

 

لكن في اللحظات الأخيرة من اعترافه أنه ابن عائلة الأطرش، كان يتذكر والدته، فكان يسكت على مضض، ويبقى الحقيقة في فمه لا يستطيع النطق بها من أجل والدته، كي لا يزيد أحزانها.

 

مأساة شقيقته 

أيام طويلة توقف تصوير فيلم "غرام وانتقام"، حيث كانت بطلته الفنانة السورية أسمهان تمر بظروف نفسية سيئة إثر خلاف حاد مع زوجها آنذاك الفنان أحمد سالم.

 

حاول الفنان يوسف وهبي إقناع الفنانة أسمهان مرارًا بالعودة للتصوير واستئناف نشاطها الفني، كان يقول: "يا مدام آمال أنتِ فنانة عظيمة، والفنان العظيم لا يدع حياته الخاصة تؤثر على فنه"، لكنها طلبت منه الحصول على إجازة لمدة يومين تستعيد فيها نشاطها لتعود إلى التصوير مرة أخرى.

 

وكانت الفنانة أسمهان قد هاتفت شقيقها الفنان فريد الأطرش قبل وفاتها، قائلة: "فريد أنا مسافرة لمدة 48 ساعة بس وعاوزاك تعمل بروفة مع الموسيقيين لغاية ما أرجع".

 

واتجهت الفنانة أسمهان بالسيارة على الطريق الزراعي إلى رأس البر، تحمل الفنانة الراحلة وصديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي منتصف الطريق سقطت السيارة في ترعة "الساحل"، وشاء القدر أن تموت هي وصديقتها وينجو السائق الذي اختفى في ظروف غامضة. حسب مجلة "الشبكة" اللبنانية.

 

الفنان السوري فريد الأطرش فُجع بوفاة شقيقته وتوأم روحه فرثاها بـ3 روائع من أغنياته، وهم: "كفاية يا عين"، "يا منى روحي وسلاما"، "يا زهرة في خيالي".

 

يذكر أن أسمهان حاولت الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة مرة في جبل الدروز خلال فترة زواجها من ابن عمها ووالد ابنتها الوحيدة كاميليا ابنة الأمير حسن الأطرش بعد مشكلات معه وإحساسها بالملل والرتابة، كما حاولت الانتحار مرة ثانية في فندق مينا هاوس بسبب الديون المتراكمة عليها فى الفندق وأنقذتها صديقتها ماري قلادة التي لقيت فيما بعد مصرعها معها.

 

ومنذ وقت قريب قامت إحدى المطربات الإسرائيليات بسرقة لحن أغنية "ما قالي وقلت له" للفنان السوري فريد الأطرش، وأكملت اللحن بكلمات عبرية واختارت لها اسمًا جديدًا لتُطرح به في الأسواق، ولكن تلك القرصنة لم تكن الأولى؛ حيث تعرض الأطرش لقرصنة صهيونية ممنهجة وفي حياته أيضًا.

 

وخلال الاستعداد لعرض فيلم الفنان الراحل "الخروج من الجنة" مع هند رستم، باعت مؤسسة السينما المصرية 3 نسخ من الفيلم لموزع أردني، وقامت بإرسالها له عبر مطار بيروت، ولكن حدث شيء عجيب بعد وصول الطائرة.

 

قبل تسليم النسخ إلى الموزع اكتشفت سلطات المطار فقد إحدى النسخ ولم يُعثر لها على أثر، وبعد البحث والتفتيش تبين أن تلك النسخة أدخلت بطريقة ما إلى طائرة متوجهة إلى تركيا ومنها إلى إسرائيل.

 

وبعد أيام وربما قبل عرض الفيلم في عدد من الدول العربية، كان معروضًا في صالات فلسطين المحتلة.

 

قد تكون مثل هذه القرصنة اليوم أمرًا معتادًا ولكن وقتها بالتأكيد لم يكن بالعادي؛ فقد نشرت مجلة "الموعد" في الستينيات تحقيقا مطولا عن تلك القصة، وتساءلت عن علاقة الموزعين العرب بأطراف إسرائيلية وأوردت ما جاء سالفًا.