رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بينها المانجو والبطاطس.. ماذا فعلت التغيرات المناخية في الخضروات والفاكهة؟

ارتفاع درجات الحرارة
ارتفاع درجات الحرارة يهدد المحاصيل

لم يؤثر فقط الارتفاع الملحوظ في درجات حرارة الطقس في البلاد هذه الأيام على المواطنين، وما تسببه لهم التغير المناخي الملحوظ في المعاناة، بل كان ذلك الأمر له تأثيره على المحاصيل الزراعية التي يتغذى عليها المواطن وينتظرها من العام إلى العام سواءًا كانت فاكهة أو خضروات حتى جعلها إما أن تختفي بشكل يشبه الكامل أو يقلل من إنتاجيتها بصورة ملحوظة مقارنة بمعدلات الإنتاج بالأعوام السابقة.

في السطور التالية نتعرف من خلال بعض خبراء الزراعة على أكثر محاصيلنا الزراعية التي "اختفت" أو قل إنتاجها والسبب في ذلك كان حرارة الصيف الحارقة.

نقيب الفلاحين: محصول المانجو انخفض 30٪

حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين، صرح أن فاكهة المانجو أبرز تلك المحاصيل التى تأثرت بالتغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة هذا العام، حيث أدت درجة الحرارة حسب قوله إلى سقوط الأزهار وعدم عقد معظم الأزهار، وبالتالى انخفضت بنسبة تقترب من الـ30%.


وتابع أنه تأثرت كذلك محاصيل مثل الفلفل، الطماطم، البطاطس وبالتالي انخفضت إنتاجيتها مما أدى إلى ارتفاع أسعارها، مؤكدًا أنه يعد هذا العام الجاري هو ذلك العام الذي  شهد تأثرًا في إنتاج المحاصيل بشكل غير مسبوق.


من المحاصيل الأخرى التي تأثرت بسبب الحرارة حسب صدام هو محصول "المشمش ظهر واختفى أسرع من كل سنة"، يقولها نقيب الفلاحين، موضحاً أنه من المعتاد أن يستمر موجودًا بالأسواق لمدة شهر إلا أنه لم يستمر هذا العام تلك المدة القصيرة حتى، وكذلك الحال مع محصول الخوخ.

كما تابع صدام أن التغيرات المناخية تؤدى إلى انتشار أمراض النباتات والمحاصيل، موضحاً أن التغيرات المناخية مشكلة يعاني منها العالم كله، وفي مصر يوجد ثلاثة عروات للزراعة الصيفية والشتوية والنيلية وتلك التي تكون بين فصلي الشتاء والصيف إلا أنه مع تغير درجات الحرارة اختلفت مواعيد الزراعة مشيراً إلى أنه عندما تتغير مواعيد الزراعة تنخفض إنتاجية المحصول كما أن التغيرات المناخية وأضاف أن هذه التغيرات تسببت في أن الرياح والأمطار جعلت القمح "يرقد" فتتعفن بذوره وسيقانه والشجرة تتقزم وتصل للأرض وتتعرض للمياه ومع زيادة نسبة الرطوبة يحدث مرض الصدأ بالقمح.


خبير زراعي: فصل الصيف طالت مدته وكذلك الشتاء وأثر ذلك على المحاصيل

أما الدكتور أحمد سمير الخبير الزراعي يوضح أنه طبقًا للإحصائيات فإن فصل الصيف قد زادت مدته واختفى فصل الخريف كما زادت مدة فصل الشتاء واختفى فصل الربيع في السنوات الأخيرة الماضية، مضيفًا أن التغيرات المناخية أدت لارتفاع مستوى سطح  البحر مما ترتب عليه زيادة ملوحة التربة لذا تقل صلاحيتها للزراعة، وبالتالي يتسبب ذلك في زيادة معدلات التصحر، وضرب مثالًا بمحصول القطن الذي تغيرت مواعيد زراعته  ففي شهر فبراير يتم الإعداد لزراعته وتبدأ زراعته فعليا في مايو بدلًا من شهر مارس بسبب تغير المناخ. 

وتابع أن الفول هو أيضاً من المحاصيل التي تغيرت مواعيد زراعته مشيراً إلى أنه أصبحت زراعته بأواخر شهر ديسمبر بدلًا من النصف الثاني من شهر نوفمبر، وكذلك تغيرت أيضاً مواعيد زراعة كل من الأرز والذرة.

وأوضح الخبير الزراعي أن وزارة الزراعة حاليًا تقوم بعمل إرشاد للفلاحين بالمواعيد المناسبة للزراعة بعد حدوث تلك التغيرات المناخية.

 

خبير زراعي: لابد من نشرة مناخية للفلاح

من جانب آخر أكد محمد حسين مهندس زراع أن الحرارة العالية تؤثر على أزهار الفاكهة لذا لابد من عمل نشرة مناخية للمحاصيل لتحديد المواعيد الخاصة بزراعة المحاصيل، مشيراً إلى أنه بالفعل بدأت الحكومة تهتم بزراعة الصوب لكونها تسهل التحكم بدرجة حرارة الزراعة، ولذا هي تساهم بحل تلك المشكلات التي تسببها التغيرات المناخية،  ولكن من ناحية أخرى أوضح حسين أنها مكلفة على الفلاح لذا يحتاج الفلاح للدعم من الدولة بتوفير المعدات للفلاح و تدريبه على أساليب الري الحديثة.

وأشار الخبير الزراعي إلى أن انتاجية المحاصيل قد تأثرت بسبب التغيرات المناخية فقلت إنتاجية القمح لـ ١٨ بالمائة والأرز والبطاطس انخفضت إنتاجية الفدان لـ ٢٢ بالمائة.

عضو مجلس النواب السابق: مشروع مصر بافاري" لمحاربة التصحر والتغيرات المناخية

وفي تصريح للنائب فايز بركات عضو مجلس النواب السابق بمحافظة المنوفية أكد خلاله أن مصر وضعت استراتيجية للتشجير وزراعة الغابات لمواجهة خطر التغيرات المناخية واستخدام النباتات في إنتاج الوقود الحيوي والألياف الطبيعية التي تستخدم في الصناعات غير الغذائية للتخلص الآمن من مياه الصرف المعالجة، كما تابع أن مشروع تحويل الـ ١.٦ مليون فدان في مصر لغابات شجرية "مشروع مصر بافاري" لمحاربة التصحر وزحف الرمال على الأراضي الزراعية يعد من أهم المشاريع الزراعية التي تمت في الفترة الأخيرة مشيرًا إلى أن هذه الغابات تحمي الأرض الزراعية من عوامل التعرية لكونها تعمل كمصدات للرياح كما أنها تساعد في خفض درجات الحرارة التي ارتفعت بسبب التغيرات المناخية.