رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإخوان رفعوا شعار الشرعية أو الدماء».. نص شهادة محمد حسان أمام الجنايات

محمد حسان
محمد حسان

قررت  الدائرة الخامسة إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طواري برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، رئيس محكمة المنعقدة في طرة، اليوم، تأجيل جلسات محاكمة 12 متهمًا من عناصر «داعش» الإرهابية في القضية رقم 271 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ قسم إمبابة والمقيدة برقم 370 جنايات أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميا بـ «خلية داعش إمبابة» لجلسة 9 أكتوبر وإلغاء الغرامة مع استمرار حبس المتهمين.

ومع دقات الساعة الثانية عشر ظهرا بدأ القاضي الجلسة، وقال: «قدمت النيابة العامة كتاب مصلحة الطب الشرعي المؤرخ 20 يونيو 2021، والثابت به أنه في يوم 17 يونيو 2021 تم الاطلاع إلى عنوان الشاهد وتم مقابلة حارس العقار، وأفاد بأن محمد حسان له شقة بالدور الأول علوي، وبالصعود إلى الشقة وطرق الباب لم يفتح أحد وأنه غير متواجد، وتم الانتقال أيضا بسيارة مصلحة الطب الشرعي إلى العنوان الكائن بمدينة السادس من أكتوبر وتم التقابل مع خالد محمد حسان ولم يتبين وجود الشاهد، وتم الانتقال إلى المكان الثاني ولم يتم التمكن من مقابلة الشاهد، وأفاد أقاربه أنه سيحضر لجلسة الشهادة».

المحكمة تثبت حضور الشاهد

وأثبتت المحكمة حضور الشاهد محمد حسان، وأحضرت له كرسيا وطلبت إحضار زجاجة مياه للشاهد الذي جلس أمام منصة المحكمة، وقال له القاضي: «أنت جئت اليوم بقدر الله وكان ذلك بناء على طلب القاضي، ولم يكن في حسبان المحكمة أن تأتي بك وأن تسألك لأن هناك مئات من القضايا التي تنظرها المحكمة وفصلت فيها، المتهمون قالوا فيها أنهم تلاميذك، ولذلك أنت هنا شاهد والشهادة في الدعوة هي دليل، وقد يكون في شهادتك خير لك وخير للأثمين، ولذلك فلنتوسع معا ونعرض معا في أمور كثيرا وليسمح لي أهل الفضل وأهل العلم وأهل القضاء بذلك وأقصد بأهل الفضل الذين إذا أسيء إليهم أحسنوا وسامحوا، كما أن من حق المحكمة أن تعرض معك كل الأمور».

المحكمة تسأل والشاهد يجيب.. نص شهادة الشيخ محمد حسان 
المحكمة: ما هو النور وما هو الكتاب المبين؟
 الشيخ حسان: «الكتاب هو القرآن، والنور هو أقوال أهل العلم، ومن بين هذه الأقوال هو رسول الله عليه الصلاة والسلام فالرسول نور من عند الله، وجاء بكتاب كله نور، وإذا سلكت الأمة هذا الطريق سعدت الدنيا والآخرة».

المحكمة: ما الفارق بين العالم والداعية؟

 الشيخ محمد: «فرق كبير بينهم، فالداعية إلى الله قد يكون مجتهدا في البلاغ بما يحفظه من كتاب الله وسنة الرسول التزاما بأمر الرسول، بلغوا عني ولو آية وأنا أقول بلغوا تبليغ وعني تشريف، ولو آية تخويف، فكل مسلم بلا استثناء يجب عليه أن يكون داعيا إلى الله بخلقه وسلوكه وعمله الكريم، أما الدعوة المتخصصة، فلها رجالها من العلماء، ومن هو العالم؟ العالم هو الذي يخشى الله، والعالم هو الذي يعلم كتاب الله وسنة رسوله، ولكن ليس الدليل منتهى العلم وهذه مشكلتنا، بل لا بد أن يكون العالم عالما بالدليل محققا للدليل، فلا يمكن أن يكون عالما دون أن يحقق للعامة والخاصة للربط بينها وبين الواقع ربطا صحيحا، كذلك يجب أن يكون عالما بالناس وعالما بمواقف الإجماع، وأن يكون عالما بلسان العرب وبلغة العرب، وأنا أحييك على لغتك العربية».

المحكمة: هل يشترط في العالم الحصول على إجازات علمية؟
الشاهد: «نعم يجب أن يكون شاهدا على شهادات علمية، ومن لم يحصل على إجازة علمية يجوز له أن يدعو أو يخطب في الناس ما دام مستدلا على آية صحيحة وحديث صحيح».

المحكمة: هل يلزم أن يكون للعالم أو الداعية شيخ يتتلمذ على يديه؟ 

فرد الشيخ حسان: «من كان شيخه كتابه غلب خطأه صوابه، فلا بد للعالم قبل أن يصل إلى درجة العالم أن يكون عالما بكتاب الله وبسنة رسول الله وأن يجلس بين يدي شيخه ومعلمه».

المحكمة: هل لك شيخ تتلمذت على يده؟
الشيخ : «نعم واعترف بالفضل لشيخي الذي حفظني كتاب الله في سن الثامنة الشيخ مصباح رحمة الله تعالى عليه، وشيوخنا العشرات في قريتنا».

القاضي: مارايك في الإخوان المسلمين؟
أجاب حسان: «جماعة الإخوان في بدايتها جماعة دعوية ثم تحولت في السنوات الأخيرة لحزب سياسي يريد الوصول إلى الحكم وبالفعل وصلت وتولت رئاسة الوزراء والشعب والشوري وتولت كل المحافظات ومع ذلك لم توفق الجماعة في حكم مصر لأنها لم تستطع أن تنتقل من مرحلة الجماعة إلى مرحلة فقه الدولة والقصد من الجماعة لايعلمها إلا ربي ولم تستطع أن تنتقل من مرحلة سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلى مرحلة سياسة الدولة ذات الطيف المتعدد ولما حدث الصدام الحقيقي بين الدولة بكل مؤسساتها رفعت الجماعة شعار الشرعية أو الدماء وودت أن تترك الجماعة وتتخلي عن الحكم».

المحكمة: ما رايك في السلفية؟

الشاهد: «اسما يطلق نسبة إلى السلف الصالح وأراها تزكية فالسلف الصالح هما الصحابة والتابعون وتابع التابعين، ولا يختلفون عن أهل الكتاب والسنة، وهم نسبة للسلف الصالح فمن هم أعظم وأشرف وأطهر السلف هم سلف سيدنا رسول الله، وهذا حين قال نعم السلف أنا لكي يافاطمة، والسلفية منهج كتاب وسنة، وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى».

وأضاف أن هناك سلفيات كثيرة، وهذا واضح فهناك السلفية العلمية، والسلفية التربوية، وهناك ما يسمى الآن بالسلفية الجهادية، وأول من أطلقها هو عبدالله عزام وأطلق هذا المسمى ليضم كل من ينتسب إلى السلفية تحت مظلة واحدة وهي الجهاد.

المحكمة: ما رايك في أنصار بيت المقدس وتنظيمات داعش والقاعدة؟

وقال الشيخ حسان، إن "أنصار بيت المقدس أو ما يسمون أنفسهم الآن “تنظيم ولاية سيناء” بعد تغيير اسمهم، حين يخرج زعيم التنظيم أبو أسامة المصري علينا بتسجيل صوتي بعدما قتل أولادنا من أفراد الجيش ويقول نصا: "لقد قتلناهم لأن الله أمرنا بذلك"، فهذا ضلال مبين ورب الكعبة، لا أقول هذا إلا ابتغاء رب العالمين".

أما داعش تنظيما جديدا منبثقا من تنظيم القاعدة في العراقي الذي أسسه ابو مصعب الزرقاوي 2004، ثم استقل عن تنظيم القاعدة سنة 2014 حينما سمي التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، وأرفض أن يسمي تنظيم داعش بأنه "تنظيم وحشي سيئ السمعة" لأني أقول أنه وصف ضعيف لما يقومون به "أي وحشية ابشع من جز الرقاب وحرق الاحياء ونحر العناق، بأي دليل من كتاب الله وبأي دين".

وأضاف أن أصول هذا التنظيم إنما هي علميا وعمليا تابعة لفكر الخوارج، والتنظيم يستحل دماء من خالفه في المشروع والأمور وهذا أمر في غاية الخطورة ومعالجة هذه الأفكار تحتاج لجهود جماعية لا جهد الأزهر فحسب أو جهد دولة فحسب وسامحني إن قولت أن البداية الحقيقة تبدأ في البيوت والأسر فلم تعد الأسر ذاتها تعلم شيء.

المحكمة: حدثني عن داعش كيف نحاربهم كيف نقف امامهم
قال حسان "ذكرت من قبل أن من حمل السلاح واستحل الدماء يجب مواجهته أمنيا" لكني أقول هؤلاء الصغار الذين يتأثرون بهذا الفكر يجب علينا أن نناقشهم فكريا دون تسفيه أو تحقير فلابد أن تكون المواجهة الفكرية مع المواجهة الأمنية وإلا سنخسر المعركة.
وأما عن تنظيم القاعدة، فقال حسان: «تنظيم القاعدة سواء في أفغنستان أو العراق أو العالم أجمع، يجب أولا أن نستعرض فكرهم، فمن أصول هذا الفكر التكفير وحصر الحق فيهم وفي منهجهم ومعتقدهم والحكم على المسلمين بالردة والحكم على جميع الحكومات بأنها حكومات كافرة ومرتدة وبعد التكفير يأتي تفجير وتدمير استحلال للدماء واستحلال للاموال وانتهاك للاعراض».

وردا على سؤال لماذا لم تنضم للدارسة في الأزهر، قال حسان: «بكل أسف لم أدرس فيه وكنت سلكلت دراسة أخرى حيث درست كلية إعلام جامعة القاهرة وانتفعت بها في الدعوي إلى الله عز وجل وأنا مستعد واحب الأزهر وأرجوا مساعدتي ”أنا أمامك دلني إلى الطريق" ورد المستشار الشربيني "إذهب للأزهر وأطرق بابه».

وأضاف «حسان» أن الأزهر قامة وقيمة بل ويجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر لأنه صمام أمان لكثير من شبابنا، فالطعن فيه لإسقاط مكانته العلمية والتاريخية حتى يبرز الكثير ممن يسيطرون على شبابنا.

وأضاف: «أنا أحب الأزهر، شيخه حفظه الله يعلم عني ذلك، وأحبه وأقدره والله ما جلست مجلس علما يوما ما ودخل على رجلا أزهري إلا وتركت مقعدي له».
- المنهج القطبي.. والطائفة السرورية والطائفة الحازمية

وقال الشاهد إن المنهج أو الفكر القطبي نسبة إلى محمد وسيد قطب، منهجا وفكرا لا أستطيع أن أقول أنه منبثقا أو خارجا عن السلفية، والفكر القطبي هو أساس الجماعات الجهادية، أما الطائفة السرورية نسبة لمحمد بن سرور وهو شخص سوري فكرها يعتمد على كلمات بن تيمية، أما الطائفة الحازمية فرد الشيخ حسان التابعة لحازم صلاح أبو إسماعيل ، هي طائفة حزبية دعت للانتخابات فقط ولا أفكار لها.


الفارق بين السلفية والإخوان

وقال الشيخ محمد حسان، إن هناك فرق كبير بين أصول المنهج السلفي وأصول الاخوان المسلمين، فالأول أصوله الدعوة للتوحيد الخالص وثانيا الاتباع بالنبي، والتزكية، والتربية وإصلاح الدنيا بالدين، لكن هناك تقصير عند جماعة الاخوان المسلمين في الدعوة إلي التوحيد بشموله وكذلك في الاتباع إلي النبي، فهم يركزون على الأمور السياسية لا سيما في الآونة الأخيرة، وما من جماعة على وجه الأرض إلا ولها أخطاء، وكانت الاخوان تسعى للوصول للحكم لكنهم لم يوفقوا.

المحكمة: «قال بعض الشباب في بعض القضايا أنهم يستندون إلى ماكانوا يسمعونه من شيوخ كثيرة ومن بينهم الشيخ محمد حسان».
فأجاب الشاهد: «ذكرت أن دلالة اي نص نوعان دلالة إضافية ودلالة حقيقة، الحقيقة هي التابعة».