رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من العجمي لمرسي أبي العباس».. حكايات الأولياء المغاربة على سواحل الإسكندرية

إسكندرية من تاني
إسكندرية من تاني

حظت مدينة الإسكندرية بأن تكون أولى مدن مصر التي تتأسس فيها مدارس سنية، فالوزير رضوان ولخشي أسس في العام 523 هجرية مدرسة صوفية نسبة إلى فقيها أبى الظاهر الإسكندراني، كما أنشأ بن سلار وزير الخليفة الظاهر بأمر الله 546 هجرية للفقيه الحافظ إبى طاهر الأصفهاني الذي استوطن الإسكندرية 511 هجرية، وهكذا كانت بلاد المغرب مركز للتصوف ومصر للأولياء الذين ملأوا مشارق الأرض ومغاربها بأفكارهم وأشعارهم ومنهم : محيي الدين بن عربي ، أبن سبعين، وممن حظيت بهم مصر: سيدى أحمد البدوي، سيدي حسن الشاذلي، المرسي أبو العباس، البوصيري.

 ويرصد كتاب "إسكندرية من تاني" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة للكاتبة الصحفية سهير عبد الحميد تاريخ الأولياء المغاربة في الإسكندرية، والذين استقر مقامهم الأخير على سواحلها، بدءا من سيدي العجمي، والمرسي أبي العباس وسيدى رحال وكلاما هما من بلاد المغرب.

وتشير الكاتبة إلى أنه ذكرت "موسوعة وصف مصر" ضريح الشيخ العجمي بأنه عبارة عن حصن صغير أقيم  على قمة السلاسل الصخرية التي هي في مستوى سطح مياه لسان إلى الجنوب الغربي من خليج الإسكندرية .

 وأشارت الكاتبة  إلى تاريخ وجود المرسي أبو العباس بالإسكندرية والذي يعد ثاني خلفاء الطريقة الشاذلية، وقد ساقه القدر إلى ترك مرسية حيث ولد وعاش في كنف أبيه وتعلم أصول الفقة ، وذلك حين عزم والده الحج فركب مع أسرته السفينة من شواطئ الجزائر. إلا أن السفينة غرقت في البحر ولم ينجو إلا أبو العباس وشقيقة محمد الذين وصلا إلى شواطيء تونمس وعاش بها وهناك عمل شقيقة بالتجارة كوالدهما.

 وعن سر وصوله لمصر تقول "التقي ابو العباس أستاذه أبو الحسن الشاذلي ، واختار التفقه في أمور الدين على يديه ثم رحل معه إلى مصر واستقرا معا في الإسكندرية. 

 وتختم  الكاتبة إلى أن الإسكندرية ولفترات طويلة كانت مهبط العلماء القادمين من المغرب والأندلس المارؤين بالمحروسة للتزود بالعلم أو التماس الراحه في رحلة الحج الطويلة، وبخاصة في العهد اللفاطمي الذي حاول فرض مذهب التشيع على المصريين لكنهم ظلوا أوفيا للمذهب السني وبخاصة أهل الإسكندرية  التي ظلت سني على مذهب إلا مام مالك خصوصا وقد ظل كثيرا من  القبائل العربية مرابطا بها ، كما حرص كل حكام الدولة الإسلامية على أن يبقى ربع الجيش الموجود في الإسكندرية لحمايتها وحماية حدود مصر الشمالية.