«إسكندرية من تاني».. كتاب يروي قصة صعود «ساركيس» صاحب تمثال الصداقة الأرمينية المصرية

رصدت الباحثة والكاتبة الصحفية سهير عبد الحميد عبر كتابها «إسكندرية من تاني» الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة تفاصيل رحلة وجود وصعود الفنان الأرمني «ساركيس طوسنيان» صاحب ثمثال الصداقة الأرمينية المصرية، والذي يقول إنه مواليد 953 بمدينة الإسكندرية.

وقال: «لقد جاء أجدادي إلى الإسكندرية فرار من مذابح الأتراك ضد الأرمن في بداية القرن العشرين، والده كان يعمل في صناعة الأحذية، وكانت والدتي مهتمة بالفنون، حيث تعلم الرسم في مدرسة الراهبات الأرمن بالإسكندرية، فهويت الرسم مثلها وتعلمته على يد الفنان  جاررو كالوسديان». 

وتابع ساركيس طوسنيان: «في المدرسة تعلمته على يد الفنان الأرمني الشهير هامبار هامبار تسوميان، الذي ولد وعاش وتوفي بالإسكندرية، وشارك بينالي الإسكندرية ثلاث مرات، ثم درست في أتيلية الإسكندرية، وتعلمت على يد المصور السكندري فاضل عجمي، وفي مدرسة الفنان الأرمني هامبر تسوميان للأعمال اليدوية، تعلمت البحت  وأحببته، وعندما سافرت إلى قبرص التحقت بالمدرسة الداخلية الأرمينية مليكونيان في نيقوسيا».

وأكمل ساركيس: «عدت بعدها إلى الإسكندرية للالتحاق بكلية الفنون الجميلة وتعلمت على يد أشهر الأساتذة بها حينذاك د جابر حجازي، ودكتور عبد الرازق السيد، ثم كانت المرحلة الأهم في حياتي من خلال المتحف اليوناني الروماني الذي عشقت مقتنياته، خصوصا تماثيل التناجرا.

لفت إلى أن أعماله شديدة التأثر بالحس السكندري، وتماثيله في مناطق شتى بالقاهرة والإسكندرية منها تمثال داخل قسم المغادرة بمطار القاهرة الدولي يعكس معرفة العالم، وتمثال يرمز للصداقة الأرمنية المصرية في أوبرا القاهرة، وقد صممته وقام بافتتاحه رئيس وزراء أرمينيا أثناء زيارته لمصر عام 2007، ولي تمثال أمام مكتبة الإسكندرية وتمثالان في المتحف المفتوح بأسوان كما شاركفي بينالي أسوان ثلاث مرات، إضافة إلى ذلك له تمثال في مركز الإبداع بالإسكندرية يرمز للتحرر من القيود».

وقال عنه  الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي، أن سركيس طوسونيان الآن واحد من أهم نحاتي مصر، وأعماله الميدانية تتألق فى مطار القاهرة، وحديقة الحرية بالقاهرة، ومكتبة الإسكندرية، والسفارة والبطريركية الأرمنية، ونوادي الأرمن بمصر، وفي العديد من المؤسسات.

تخرج سركيس طوسونيان في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1979، وتفرغ تماما للعمل الفني، شارك في سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت على الحجار الصلبة وغيره، والتي أبدع فيها العديد من الأعمال، وشارك في معارض الفن المصري المعاصر في مصر والخارج.