رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إهدن.. الضيعة المزدوجة».. من هنا كانت بداية جبور الدويهى

جبور الدويهي
جبور الدويهي

في حوار أجراه "الدستور" مع الكاتب اللبناني الكبير جبور الدويهي والذي رحل عن عالمنا منذ قليل عن عمر ناهز الـ 72 عامًا وجهت له سؤالًا عن تأثير قريته إهدن في كتاباته، وكان رد جبور الدويهي كالتالي.

 

قال جبور الدويهي:" ولدت وأعيش فى بلدة «مزدوجة»، أى أن السكان أنفسهم يمضون فصلي الشتاء والربيع فى «زغرتا»، البلدة الساحلية فى شمال لبنان، ثم يصعدون جميعهم أو الأغلبية الساحقة منهم خلال فصل الصيف إلى «إهدن» ذات الطبيعة الجبلية الخلابة التى تقع على ارتفاع ١٥٠٠ متر وتبعد عن «زغرتا» مسافة ٣٥ كيلو مترًا.

 

ويضيف:" للبلدتين «سجل نفوس» واحد وبلدية واحدة. أما الميزة الأخرى لـ«زغرتا» فهي أنها مدينة صغيرة «أكثر من ثلاثين ألف نسمة» والأهالى يعرفون بعضهم ولهم سمعة يختلط فيها العنف بالرجولة. استوحيت من بلدتي، أو من بلدتيّ الاثنتين، الكثير مما كتبته فى مؤلفاتي الأولى، من نماذج، وأطياف بشرية رافقت طفولتي وشبابي، حكايات متداولة وتاريخ شفهي يختزل بكل ثقة المصائر والأزمنة، تزخر بها قصص «الموت بين الأهل نعاس» ورواية «ريّا النهر»، وخصوصًا «مطر حزيران» التى استرجعت فيها سنوات الثأر العائلى الذى اشتهرت به بلدتنا فى عقود مضت، والتى تمثّل «بورتريه» شبه متكامل لمجتمع ريفى يتلمس إشارات الحداثة وسط نزاعات تغذيها السياسة اللبنانية وطموحاتها التعيسة".

 

وأكمل:" الواقع أنى أكتب عن أمكنة أو أشخاص أعرفهم أو أعرف طرفًا منهم، فأشعر بهذه الألفة التى أرتاح إلى التعبير عنها. لكن اليوم ومع فيض الصور والأشرطة المرئية من كل نوع وحضور السينما والتليفزيون، بتنا نتعرّف عن قرب على مطارح بعيدة، فمن منا ليس متآلفًا مع شوارع نيويورك أو باريس ومقاهيها ونمط الحياة فيها، ولو أنه لم يقم فيها أو لم يزر هذه الأمكنة «المعولمة». فى المقابل أعتقد أن الالتصاق المفرط العاطفى بالبيئة الخاصة يحول أحيانًا دون السخرية التى لا مناص منها «أقلّه بالنسبة لى» فى الكتابة الروائية. الإنسان ابن بيئته لكن العالم بات أكثر وأكثر فى متناوله".