رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أحبت أحدهم بسبب بياض أسنانه».. قصص الحب المجهولة فى حياة الفنانة صباح

الفنانة صباح
الفنانة صباح

قالت الفنانة الكبيرة الراحلة "صباح" في تقرير نشرته مجلة الشبكة، إن أول حب لها كان خلال فترة الدراسة، وقتها سمعت صباح أن إذاعة "صوت أمريكا"، تستقبل الفنانين في بيروت، وتسجل لهم أغنيات لقاء أجور محترمة، فذهبت إلى هناك لتطلب تسجيل بعض الأغنيات، فأدخلوها إلى مكتب المدير وكان اسمه كنعان الخطيب.

حين رأته صباح خفق قلبها بقوة، تقول: “كان الخطيب وسيمًا حلو الكلمة تنشق شفتاه عن أسنان كاللؤلؤ خاصة أنني أضعف أمام الأسنان الجميلة النظيفة، فالأسنان هي واجهة الإنسان، ومن أسنانه تستطيع أن تحكم على نظافته النفسية، والجسدية معًا، وشعر كنعان كأنني أتحدث عن كل شىء إلا الأغاني، ولا أنظر إلى اية جهة إلا إلى فمه وأسنانه ففهم أنني وقعت في حبه، وحتى يبادلني الوقعة بمثلها، راح يحدثني عن الأدب والفن والجمال، ويشفع حديثه بأبيات من الشعر”.

تواصل: "وفجأة مد يده إلى جيب سترته الداخلية، كأنه يريد أن يخرج محفظته فانزعجت وكدت أصاب بخيبة الأمل، لولا أنني رأيته يخرج بدلًا من محفظته قصبة، أي "ناي".

تتابع: "واكتشفت أن كنعان الخطيب مدير ٱذاعة "صوت أمريكا"، شاعر وفنان وعازف ناي وأستاذ لغة إنجليزية، ومفسد أخلاق المطربات عند اللزوم، وانتهينا من جلستنا الأولى بعد بثلاثة تسجيلات، تسجيل الأغاني في "صوت أمريكا"، وتسجيل الحب في الفلبين، وتسجيل موعد ليوم الغد، ورحت أدرس على يدي جميع الفنون، وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية، وإن كنت أحسنت أداءها بعد ذلك فالفضل يرجع إلى حبيبي ومعلمي كنعان الخطيب.

وتكمل: " أقول حبيبي لأنه كان أول حب حقيقي غزا قلبي وسرى في دمي وأسر كياني، ولم يعد كنعان يطيق فراقي لحظة واحدة، فراح يتردد على بيتنا، ويمضي معظم سهراته عندنا، وراح يتحول يومًا بعد يوم إلى واحد من أفراد البيت.

تضيف: "وتطورت علاقتي به بعد أن تبلورت أفكاره عن طلب خطير هو أن اعتزل الفن وأصبح شريكة حياته، وقال لي الخطيب وقتها إن ما أربحه من مال  يهدر على أهلي، إذن ما الفائدة، وكدت أقتنع أنا الصغيرة، التي تحولت في نهاية المطاف إلى لعبة بيديه، خصوصًا وأنه كان يكبرني بعشرين عامًا، ولكني تراجعت في اللحظة الاخيرة عندما تبينت أن حبي لأهلي لا يفوقه أي حب في الدنيا، وأني أفضل أصغر فرد في عائلتي على أكبر سلطان على قلبي، لأن حبهم متغلغل في عروقي، واعتذرت من كنعان، وقلت له "لن اعتزل الفن"، فقال ":"أنت حرة في عدم اعتزالك الفن، ولكن هل أنت حرة في اعتزال حبي؟"، فأجبت"لا.. سأظل أحبك إلى الأبد.. وليعذرني إذا لم أحبه إلى الأبد".

 راهب طلب منها الزواج

وعن حكايتها مع الراهب قالت صباح: " كنت أتردد على إيبرشية الموارنة في حي شبرا بالقاهرة لأقوم بخدمة القداس الإلهي، وكان أحد رعاة الإيبرشية المرحوم الأب بولس مسعد الذي قتل عام 1960 على طريق مجدل بلبنان واتهم في قتله كل من الصيرفي جورج غصن، وسليم عبد الخالق.

كان الأب بولس مسعد شابا وسيما يحب الحياة، وكنت ألاحظ نظراته تطاردني باستمرار، وأنه يدبر المناسبات ليلتقي بي وجهًا لوجه، ثم يرشدني إلى طريق الخير والجمال الحقيقي.

والحقيقة لقد أعجبتني ثقافته، فأصبحت استعذب لقاءه، ومن ضمن الذي كان يقوله لي " الله محبة، والسماء محبة، والأرض محبة، والجمال محبة، لأن الله جميل يحب الجمال"، ولم أكن أعرف أن هذه المحبة كانت نارًا تضرب في قلبه، لقد أحبني كما أحب الكاهن بنت الرعية، بل أكثر وربما كان حبه مثل حب الجار لبنت الجيران.

وأدهشني حين وقف مرة معي وقال:

-  لقد طفح الكيل يا جانيت"، فسألته "أي كيل يا أبونا"

 ولاحظت أن كلمة أبونا قد جمدته تماما، وأكمل

- "كيل المحبة يا جانيت"

 قلت له لم أفهم، فتابع

-  "لقد تحولت محبتي لك إلى حب.. حب صاعق.. ولكنه برىء"، فسألته "أتعني أنك تحبني يا أبونا"، فأجاب" أجل، أنا أحبك بقلبي وضميري وطهري ولكن.. أرجوك لا تقولي كلمة ابونا مرة ثانية بعد اليوم".

 فقلت له

- "وماذا تحب أن أناديك الآن"

 فأجاب

-  "قولي يا بولس"

 فقلت له

-  "ولكني أستحي"، فقال "لا تستحي يا جانيت لأنك حين تنادينني ببولس فقط فإنك تلامسين القلب والحقيقة والواقع".

 فقلت

- "أية حقيقة يا مولانا"

 فأجاب

-  "لأني سأخلع ثوب الكهنوت يا جانيت إذا .. إذا.. إذا رضيت بي زوجًا، أجل يا جانيت، سأخلع ثوب الكهنوت، وقد فكرت مليًا بالأمر، ووجدت أنه لا يحق لي ككاهن نذر نفسه لخدمة الرب أن ينحدر للدنيويات وهو يرتدي الثوب المقدس، لذلك وإخلاصًا مني لربي وصيانة مني لكرامة الكنيسة قررت أن أخلع ثوب الثوب إذا رضيت بي زوجًا، فهل تقبلين؟".

فأطرقت للحظات وأنا أفكر في هذه المفاجأة، وقلت له

- "وأنا أيضا أحبك يا ابتِ، ولكن كما تحب أي مؤمنة رجل رب، وكان يسعدني أن أقرن حياتي بشاب ذكي لو كنت عازبًا ولم تكن كاهنًا، أعتذر يا أبن واستودعك الله.

وعصر قلب أبونا العذاب فطلب نقله من القاهرة للبنان، وكنت أتصور كل شىء في هذه الحياة إلا أن أغيب عنه 15 سنة فأعود لأجده مقتولًا على درب مهجور في إحدى قرى لبنان.