رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس الذى حقق أهداف الثورة

 

مشاعر كثيرة لها طابع عاطفى شعرت بها وأنا فى استاد القاهرة مساء الخميس الماضى، أستطيع اختصارها بأننا إزاء تاريخ يصنعه المصريون، مشروع حياة كريمة ليس فقط أهم مشروع للدولة المصرية فى تاريخها، ولكنه أيضًا تحقيق لأهداف الثورات المصرية الثلاث يوليو ١٩٥٢، ويناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣.. لقد رفعت ثورة يناير شعار العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، وبغض النظر عن أى ملابسات أدت لسرقة الثورة، أو استغلال بعض العناصر الانتهازية لها، فقد كانت الشعارات تعبر عن مطالب مشروعة لهذا الشعب، انحاز الجيش المصرى لثورة يناير وحسم الأمر تقرير كتبه اللواء عبدالفتاح السيسى، الرجل الذى وقف بالأمس يوقع وثيقة تعلن حق المصريين فى حياة كريمة، مد الجيش المصرى يده للعناصر الشبابية التى شاركت فى الثورة، ودخل معها فى حوارات طويلة، لكن شغلتهم أنفسهم وغرهم بالله الغرور، كان بعضهم قليل الخبرة، وبعضهم تحكمه أيديولوجيا قديمة ومثالية، وبعضهم متمول، وبعضهم مغرض، وبعضهم لا يعلم بحاله سوى الله.. كان اجتهادى الفكرى الذى قلته لواحد منهم هو «على الشباب أن يلقوا عصا الثورة ويتحولوا إلى قوة إصلاحية تتعاون مع الجيش المصرى فى إصلاح الدولة المصرية».. سار من يعتبرون أنفسهم ممثلين للثورة فى طريق آخر، وتحالف بعضهم مع كل أعداء هذا الوطن.. وكانوا فى النهاية من الخاسرين.. كانت ثورة ٣٠ يونيو هى حلقة ثانية من الثورة الأولى.. تهدف لتصحيح أخطائها.. حمى الجيش الثورة.. ووقف السيسى يلقى بيان ٣ يوليو التاريخى.. قال إن هذا الشعب لم يجد من يرفق به ويحنو عليه.. ظن البعض أن هذه مجرد عبارة عاطفية يستخدمها رجل يعرف كيف يؤثر فى الناس.. حين اضطرت الدولة للإصلاح الاقتصادى تندر البعض.. قالوا هل هذا هو الحنو على الشعب؟ بالأمس وقف السيسى ليبر بقسمه، ويعلن أنه رجل صادق فى زمن مخلص، ووطنى حقيقى فى زمن كثر فيه المزيفون، ومدعو الوطنية.. حقق السيسى والدولة أهداف الثورات المصرية بالشباب أيضًا، ولكن دون إسقاط الدولة المصرية، كما كان البعض يحلم، بل إنه حول مؤسسات الدولة القوية والقادرة إلى يد تخدم البسطاء، والمعوزين والذين أخنى عليهم الدهر، وسرق البعض حظوظهم فى الحياة، كل شىء حدث أمس فى استاد القاهرة كان مؤثرًا.. لكننى لم أتأثر قدر ما تأثرت بقدر الفيلم الذى روى حكاية المواطن «عز الرجال» والمواطنة «أم محمد».. مصريين كريمين.. ملامحهما تنضح بالكبرياء، يعملان بشرف رغم ضيق الحال.. لولا السيسى لما أمكن لعز الرجال وأم محمد أن يملآ الشاشة، وأن تصفق لهما مصر كلها.. منذ عشر سنوات كانت الشاشات يحتلها فاسدون، وانتهازيون، وسماسرة توكيلات أجنبية، وقوادون فى ثياب إعلاميين.. لكن الصورة تغيرت الآن.. المكسب الحقيقى لـ«عز الرجال» و«أم محمد» ليست الإعانات العاجلة التى تقدم بها شباب حياة كريمة، وهم مشكورون جدًا ورائعون جدًا جدًا.. المكسب الحقيقى هو أن «حياة كريمة» سيمنح أبناء عز الرجال وأم محمد المدرسة والمستشفى والكتاب، التى تكفل لهم أن يشبوا فى ظروف غير ما شب عليه آباؤهم، أن يتعلموا وينجحوا، ويرتقوا اجتماعيًا، وعلميًا فيغيروا حال آبائهم وينتشلونهم من وهدة الفقر التاريخى الذى توارثه ملايين من المصريين جيلًا من بعد جيل وآن الأوان أن ينتهى.. وسينتهى بإذن الله.