رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران بيروت للروم الأرثوذكس: الإنجيل يدين كل لبناني لا يحب الله ووطنه

مار بشارة بطرس الراعي
مار بشارة بطرس الراعي

قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في تصريحات له:" داخل الإنجيل دينونة لكل لبناني مستميت في الدفاع عن زعيمه وتأليهه، بدلا من الاعتراف بألوهة الله فقط، وحب هذا الوطن الذي منحنا إياه، والاستماتة في الدفاع عنه، وطنا لجميع أبنائه، وليس وطنا لمن يرضى عنه الزعماء؟ الكلام الإنجيلي البسيط يبرز أمامنا مسائل صعبة الحل".

وأضاف: “نرى المسيح يربط العبودية للمال بالإنشغال من أجل الطعام والشراب واللباس. من هنا أتت الوصية: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون (مت 6: 25). هذه الأمور كلها تبحث عنها الأمم، أي الوثنيون. أما المسيحي فيعمل، متكلا على الله، ومؤمنا أنه لا يتخلى عنه طالما كان قلبه مع الله. لكن المؤسف أن الوضع الذي أوصلنا إليه المسؤولون جعل الشعب لا يفكر إلا بما يأكل ويشرب ويلبس. إنها حيل الشيطان الذي يحاول الإيقاع بنا، لكن الله معنا فلن يكون أحد علينا. المهم أن نجاهد ضد الشيطان وألاعيبه ونعمل بكد لننال الخلاص المرجو”.

وتابع: "ما معنى العمل الذي هو وصية من الله؟ إن الله قبل السقوط أعطى الجنة لآدم ليعملها ويحفظها (تك 2: 15)، وبعد السقوط قال له: بعرق جبينك تأكل خبزك (3: 19). تشمل عبارة بعرق جبينك إجتهاد الإنسان من أجل توفير حاجاته. إن عرق الجبين عند البشر يأتي من التعب الجسدي، وأيضا من قلق النفس التي تواجه مشاكل المعيشة الضخمة. لافت أن الله يربط بين عرق الإنسان والموت: بعرق جبينك تأكل خبزك، حتى تعود إلى الأرض التي منها أخذت، لأنك تراب وإلى التراب تعود (3: 19). يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي إن العمل قبل السقوط كان اهتماما بالأمور الإلهية. لكن وصية لا تهتموا لا تعني لا تعملوا أو لا تهتموا بمن أنتم مسؤولون عنهم من أهل وعائلة، إذ نسمع في رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس: إن كان أحد لا يعتني بخاصته... فقد أنكر الإيمان (8: 5). لكن الإهتمام لا يقف عند حدود الماديات، بل تدعونا الكنيسة في كل طلبة من أجل أن نودع أنفسنا وبعضنا بعضا للمسيح الإله، لأننا نؤمن بأن ما لا يستطيع البشر تأمينه، سيؤمنه الرب، إذا كان مناسبا، وطبعا شعرة واحدة من رؤوسنا لن تسقط من دون مشيئته".

وأكمل: "يطلب منا الرب ألا نهتم، وهو يريد أن ينتزع انتباهنا من الأشياء الخارجية، ويوجهه إلى دواخلنا، حيث ملكوته (لو 17: 21). يريد أن يعتقنا من الإضطرابات الباطلة ويكرسنا للأمور الجوهرية، وأن ننمي العمل الداخلي الذي يحركه أولا البحث عن النعمة الإلهية بالصلاة: أطلبوا أولا ملكوت الله وبره (مت 6: 33)، وسائر الأمور الأخرى ستعطى لكم بلا قلق".