رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشروع للحرارة الجوفية فى فرنسا يتسبب بزلزال قوته 3.9 درجات

زلزال
زلزال

استفاقت ستراسبورج في شرق فرنسا على زلزال بقوة 3,9 درجات عند الساعة الخامسة السبت هو الأقوى بين سلسلة هزات تسبب بها مشروع متوقف للحرارة الجوفية قرب المدينة.
سُجل مركز الهزة على عمق خمسة كيلومترات في بلدة لا وانتزينو شمال ستراسبورج على ما أفادت الشبكة الوطنية لرصد النشاط الزلزالي.
وسجلت هزة ارتدادية بعد خمس دقائق بلغت قوتها 2,3 درجة. واعتبرت الهزتان ناجمتين عن النشاط البشري.
وفيما يعتقد أن الهزتين لم تلحقا أضرارا تذكر باستثناء التسبب ببعض الشقوق في منازل، إلا أن ذلك أعاد الجدل حول مشروع حرارة جوف الأرض الذي تم وقفه العام الماضي بعد سلسلة من الهزات المماثلة.
وهذه أقوى هزة تسجل في المنطقة في الأشهر الأخيرة.


وغرد آلان فونتانيل أحد قادة المعارضة في مجلس ستراسبورج البلدي "الهزة كانت قوية هذه المرة. اهتز المنزل كله على مدى ثوان. شكرا للمشعوذين في مجال الحرارة الجوفية على إيقاظنا بهذه الطريقة المباغتة".


وظهرت تعليقات مماثلة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وشهدت منطقة تقع شمال ستراسبورج حتى ديسمبر مشروعا لحرارة جوف الأرض مع منطقتي حفر على عمق خمسة كيلومترات.
ونسب الى المشروع التسبب بـ15 هزة بقوة درجتين على الأقل منذ نوفمبر 2019.
وأعلنت سلطات منطقة باران في السابع من ديسمبر الماضي وقف المشروع نهائيا بعد سلسلة من الهزات المتفاوتة القوة بينها واحدة من 3,5 درجات في الرابع من نديسمبر اعتبرت ناجمة عن النشاط البشري.
وأقرت شركة "فونروش جيوتيرمي" أن نشاطاتها تتسبب ببعض الهزات.

الطاقة الحرارية الجوفية هي مصدر طاقة بديل ونظيف ومتجدد، وهي طاقة حرارية مرتفعة ذات منشأ طبيعي مختزنة في الصهارة في باطن الأرض. حيث يقدر أن أكثر من 99% من كتلة الكرة الأرضية عبارة عن صخور تتجاوز حرارتها 1000 درجة مئوية. 

وترتفع درجة الحرارة بزيادة تعمقنا في جوف الأرض بمعدل نحو 2.7 درجة مئوية لكل 100 متر في العمق، أي أنها تصل إلى معدل 27 درجة مئوية على عمق كيلومتر أو 55 على عمق كيلومترين وهكذا. 

ويستفاد من هذه الطاقة الحرارية بشكل أساسي في توليد الكهرباء، ويتطلب ذلك حفر أنابيب كثيرة إلى أعماق سحيقة قد تصل إلى نحو 5 كيلومترات. 

وفي بعض الأحيان تستخدم المياه الساخنة للتدفئة عندما تكون الحرارة قريبة من سطح الأرض، ونجدها على عمق 150 مترا أو أحيانا في مناطق معينة على صورة ينابيع حارة تصل إلى سطح الأرض.

هذه الطاقة المتجددة، نظريا، يمكن أن تكفي لتغطية حاجة العالم من الطاقة لمدة 100.000 سنة قادمة إلا أن تحويلها إلى طاقة كهربائية هي عملية باهظة التكاليف بسبب عمليات الحفر إلى أعماق سحيقة والحاجة إلى أنابيب كثيرة لاستخراج الماء الساخن بكميات وفيرة، وذلك رغم أن الطاقة الأساسية (المادة الأولية) مجانية وهي متوفرة بكثرة لكن صعب الحصول عليها.