رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشاركون فى مؤتمر دعم الجيش اللبنانى: المؤسسة العسكرية هى الركيزة الأساسية للاستقرار

الجيش اللبنانى
الجيش اللبنانى

أجمع المشاركون في مؤتمر دعم الجيش اللبناني اليوم الخميس على أهمية تقدم الدعم اللازم للمؤسسة العسكرية باعتبارها الركيزة الأساسية للاستقرار في لبنان.

جاء ذلك في مؤتمر افتراضي دولي لدعم الجيش اللبناني، شاركت فيه وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي ووزير الدفاع الإيطالي لورنزو جويريني ونائب رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع الوطني ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة السيدة زينة عكر والمنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونتسكا وقائد الجيش العماد جوزاف عون وممثل عن الاتحاد الاوروبي، ووزراء دفاع كلّ من: المملكة المتحدة والمملكة الإسبانية والإمارات العربية المتحدة وقطر.

كما شارك في المؤتمر ممثلون عن كلّ من: مصر والبحرين والدانمارك والولايات المتحدة الأمريكية والصين والسويد وألمانيا وتركيا وروسيا وفنلندا وكندا وهولندا، إضافة إلى قادة الجيوش لكلّ من: الأردن والكويت، وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وذلك بدعوة من فرنسا ودعم من إيطاليا ومكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان.

وأكّدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي دعم بلادها المتواصل للبنان جيشا وشعبا، معتبرة أن الجيش اللبناني هو العمود الفقري وركيزة الأمن والاستقرار، وشدّدت على ضرورة المحافظة على تماسك الجيش كي يبقى قادرا على إكمال مهماته، داعية إلى توحيد الجهود لتلبية الحاجات الملحة للجيش كالدعم الإنساني واللوجستي، وذلك لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.

واعتبر وزير الدفاع الإيطالي لورنزو جويريني أن لبنان يمر بأزمة غير مسبوقة، مشيرا إلى ضرورة الاستجابة إلى حاجات الجيش من خلال توفير متطلّبات الدعم الأساسية له.

من جهتها أكّدت وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر أن مؤتمر اليوم هو عمل تضامني إضافي يقوم به المجتمع الدولي لدعم المؤسسة العسكرية، وقالت: "لا يجوز أن يُسمح بالتخلي عن الجيش اللبناني أو بزعزعته جراء تراكم الأزمات وأبرزها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. ونحن نتطلع إلى تحقيق هدفنا المشترك وهو دعم الجيش اللبناني الذي يشكل الضمانة لصون استقرار لبنان وأمن اللبنانيين".

من جانبها، اعتبرت المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونتسكا أن الأزمة الاقتصادية والسياسية تؤثر على لبنان على جميع الصعد بما فيها المؤسسة العسكرية، مشيرة إلى أهمية تماسك الجيش وتفعيل عمله في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701

وحثّت فرونتسكا الدول المشاركة على تلبية حاجات الجيش الطارئة والضرورية، مؤكدة أن مكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيتابع نتائج المؤتمر عبر لقاءات دورية تبدأ في أيلول المقبل. وختمت قائلة: "تقف الأمم المتحدة إلى جانب الجيش لدعمه في هذه المرحلة الدقيقة".

وألقى العماد عون كلمة شكر فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تنظيم هذا المؤتمر، كما شكر المشاركين فيه انطلاقا من ثقتهم بالمؤسسة العسكرية وحرصهم على بقائها واستمراريتها، لأنها العمود الفقري للبنان والركيزة الأساس لاستقراره أمنيا واجتماعيا.

وبعد عرض المهام العديدة الموكلة إلى الجيش والتحديات التي يواجهها على مختلف الصعد، إضافة إلى دوره بعد انفجار مرفأ بيروت، قال إن الجيش يحظى بدعم وثقة محلية ودولية، "لذا تزداد الحاجة اليوم أكثر الى دعمه ومساندته كي يبقى متماسكا وقادرا على القيام بمهامه".

ونوّه قائد الجيش بأداء العسكريين الذين يواجهون هذه الظروف الصعبة بعزيمة وإصرار وانضباط وايمان بقدسية المهمة، وأضاف: "يواجه لبنان اليوم أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وفي ظل انعدام فرص الحلول في الوقت القريب، بات أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر".

واعتبر العماد عون أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان وهي الأسوأ في تاريخه أثّرت بشكل كبير وسلبي على الجيش، وبخاصة على مهماته ومعنويات عسكرييه، رغم كل الجهود التي تقوم بها القيادة وبالحد الأدنى من المهمات للمحافظة على الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن تدهور قيمة الليرة في مقابل الدولار أدّى إلى تدنّي قيمة رواتب العسكريين بنسبة 90%، والنسبة عينها تنسحب على التغذية والعلاج والمهمات وقطع غيار الآليات، علما ان الجيش اعتمد ولا يزال سياسة تقشّف لافتة.

وحذّر قائد الجيش من ان استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتما إلى انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية، وبالتالي فإن البلد بأكمله سيكون مكشوفا أمنيا وعرضة لمخاطر عديدة، أبرزها الإرهاب الذي سيجد في لبنان مسرحا لأعماله ونقطة انطلاق الى الخارج.

وشدّد العماد عون على ضرورة دعم العسكري كفرد لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة، اضافة الى دعم المؤسسة ككل كي تبقى قادرة على القيام بمهامها، وختم مؤكدا على ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة والأخيرة التي لا تزال متماسكة وهي الضمانة للأمن والاستقرار ليس في لبنان فقط وإنما في كل المنطقة، وأي مساس بها سيؤدي إلى انهيار الكيان اللبناني وانتشار الفوضى، قائلا: "نؤمن بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بفضل عزيمة جنودنا وارادتهم وبدعم الشعب اللبناني والدول الصديقة".

وخلال المؤتمر أجمع المشاركون على أن هذا الدعم للجيش يعكس اهتمام المجتمع الدولي بوحدة لبنان وسيادته واستقراره، وشدّدوا على ضرورة مساندة الجيش لأنه الركيزة الأساسية للاستقرار في لبنان، مؤكدين ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل تلبية الحاجات الضرورية لمواجهة هذه الأزمة، والتي ستصل مباشرة إلى المؤسسة العسكرية.

كما اتفق المشاركون على أن يستكملوا اللقاءات، كما تكليف ملحقيهم العسكريين في لبنان التنسيق مع قيادة الجيش لمتابعة الأطر التنفيذية للمساعدات المزمع تقديمها والتي ستشمل الحاجات الإنسانية والطبية واللوجستية.