رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتصار جديد للعلم.. هل حقنة علاج السمنة بديلًا للعمليات الجراحية؟

علاج السمنة
علاج السمنة

طفرة جديدة حققها العلم في مجال الطب بعدما أقرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عقارًا جديدًا، لعلاج السمنة يساعد في خفض الوزن بنسبة 15%؜، ومعروف عن هذا المرض أنه أكثر الحالات الطبية صعوبة من ناحية العلاج والتصدي لها لم يتم، نسبيًّا تحقيق سوى تقدم ضئيل في علاج السمنة باستثناء تغيير نمط الحياة، ولكن تم جمع العديد من المعلومات بخصوص العواقب الطبية لحالة السمنة.

وفي تصريح للدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض الباطنة بجامعة هارفارد الأمريكية أكد أن هذا العقار يمثل ثورة في عالم الطب؛ لأنه سيكون بديلًا لعمليات الجراحة باهظة الثمن كما أنه أقل خطورة منه، مضيفًا أن هذا العقار الذي جرت الموافقة عليه موجود بجرعة تستخدم منذ سنتين في الولايات المتحدة وقد تُطرح في الأسواق المصرية هذا العام بنفس الجرعة، وتصل إلى 1 مجم، لكن الجرعة التي جرى الموافقة عليها كبيرة وتبلغ 2.4 ملليجرام.

أشاد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد، بإقرار هيئة الدواء المركزية (FDA) العقار الذي أتاحته والذي يساعد في خفض الوزن أو معدل كتلة الجسم  بمتوسط نسبة يصل إلى 15%: "شئ ممتاز جدًا ويمثل طفرة في مجال الطب"، موضحًا أن العقار أو الحقنة تُستخدم منذ فترة في حالات مشابهة لمرضى السكر وأصحاب الوزن المرتفع، لكن ما أقرته الهيئة حديثًا هو استخدام الجرعة الأكبر وهي 2.4 مللجرام في الاسبوع على خلاف النظام المتبع في السابق وهو الجرعات الأقل.

أوضح عز العرب، لـ"الدستور"، أن الحقنة تعتمد على هرمون GLP-1  وهو هرمون يتم إفرازه في القناة الهضمية ويقوم بالعمل على خفض معدل الانسولين من البنكرياس وبالتالي يقلل من مستوى السكر في الجسم، وثانيا يقلل إفراز السكر من الكبد، والأهم يعمل على المخ حيث يحفز ويعزز مناطق الشبع فتعطي هذا الايحاء بشكل دائم. 

أضاف أن التجارب الإكلينيكية أوضحت أن هذه الحقنة لا تعطى لمرة واحدة، فقط، لكن لفترات طويلة حيث استغرقت نحو 67 أسبوعًا ومن الممكن أن تستغرق أكثر من هذا، مشددًا على ضرورة الحصول عليها تحت إشراف طبي فهناك اشتراطات معينة للحصول عليها منها ألا يعاني المريض من أي اضطرابات في البنكرياس أو المرارة لانها يمكن ان تساعد على حدوث حصوات في المرارة، وكذلك أصحاب الأمراض النفسية لأنها يمكن أن تصيب المريض بأي عرض نفسي مثل الاكتئاب أو غيره. 

وتابع "من الممكن لهذا العقار أن يسبب سرطان في الغدة الدرقية لذلك يُمنع استخدامه لمن يعاني أو عانى من سرطان في الغدة الدرقية وكذلك مرضى الحساسية المرتفعة.

الإنسان المصاب بالسمنة، هو الإنسان الذي يملك أنسجة دُهْنِية زائدة وقيمة مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديه فوق 30. إن مؤشر كتلة الجسم عبارة عن مؤشر يقيس الوزن مقارنة مع الطول، قد تكون للأنسجة الدهنية الزائدة، عواقب صحية وخيمة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهنيات في الدم.

وعن الحالات التي يمكن لها الحصول على هذا العقار، ذكر عز العرب أنه في حالة معدل كتلة الجسم أعلى من 27 ولدى الشخص عنصر خطورة مثل مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو خلل في مستوى الدهون بالدم في هذه الحالة يمكن لهذا المريض الحصول على هذا العقار ولكن مع التأكيد أن يكون تحت إشراف طبي فقط.

واستطرد: “أما اذا كان معدل كتلة الجسم أكثر من 30 يمكن أن يحصل عليه المريض دون أن يكون لديه أمراض السكر أو الضغط، لكن أقل من 30 لا يحصل عليه  إلى جانب ممارسة الرياضة والتغذية السليمة  مع التشديد على وجود إشراف طبي ومتابعة مستمرة من جانب الطبيب وأهمية وجود رقابة على هذا العقار حتى لا يتم استغلاله بصورة خاطئة”. 

هذا العقار جرى تجربته على مصابي مرض السكري، واستطاع خفض التراكمي إلى أقل من 5.7% لـ50% من المرضى، كما خفض التراكمي إلى أقل من 7% في 80% من المرضى.

وشدد عز العرب على أنه بجانب هذا العقار وأهميته في انتظام السكر في الجسم وقدرته على الاستغناء عن جراحات السمنة، لكن لا بد أن يتم الحصول عليه تحت إشراف طبيب، ولا يجب على أي مريض أن يحصل على هذا العقار من نفسه أو نتيجة الدعاية عنه تجنبًا لأي أخطار وأعراض جانبية، مضيفًا أن أي دواء هو سلاح ذو حدين ويجب المتابعة المستمرة مع الأطباء. 

وعن ارتفاع سعر العقار الجديد خاصة مع استخدامه بصورة اسبوعية عند التداول، أوضح عز العرب أن أي عقار جديد عندما يتم تداوله في الأسواق يكون بسعر مرتفع في البداية ثم يبدأ في الانخفاض لوجود تنافسية في الشركات لتصنيعه، ثم يتم تسعيره بأسعار مختلفة وينزل سعره من 800 جنيه للحقنة الواحدة إلى أقل أو أكثر من 100 جنيه مع هذه التنافسية وكثرة تداوله. 

وقال الدكتور نبيل ويصا، استشاري سكر وغدد صماء، إن العقار لا يتم الحصول عليه لكافة الأشخاص ولا الأعمار وليس لكل الحالات، "لو مريض لديه مشاكل في القلب لا يمكنه الحصول عليه  أو مريض أخر لديه قصور في الكلى". 

وأوضح ويصا، لـ"الدستور"، أن العقار لا يساعد في خفض الوزن بسرعة أو ضبط نظام السكر في الجسم مثل العمليات الجراحية؛ لأن المريض يجب أن ينتظم عليه لفترة تستغرق من 3 أشهر إلى 6 أشهر كي يستطيع خفض وزنه من 10إلى 15%.

أضاف أن العقار يساعد في خفض وزن المريض ومن ثم يساعد في تقليل معدلات السكر: "من يتناول الانسولين يمكنه أن يعتمد على الادوية الأقل فعالية أو جرعات أخف لأن هذا العقار ساعد في خفض وزنه وبالتالي ساعد في تقليل أعراض السكر في الجسم" لأن زيادة الوزن هي عامل من عوامل إصابة بعض المرضى بالسكر.