رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خطوط وظلال» تطرح طبعة جديدة لكتاب الفن الإسلامي بين اللغة والصورة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدرت حديثا الطبعة الثانية لكتاب "الفن الإسلامي بين اللغة والصورة"، للناقد الشاعر اللبناني شربل داغر عن دار خطوط وظلال للنشر،. وكانت طبعة الكتاب الأولي قد صدرت عن دائرة الثقافة، في إمارة الشارقة العربية، 2018. ويقع كتاب "الفن الإسلامي بين اللغة والصورة"،  في 336 صفحة من القطع الوسط.

وبحسب شربل داغر في مقدمته للكتاب، يطلبُ هذا الكتاب وجهة دراسية تقوم على توسعة النظر التاريخي وتقويته إلى الفن الإسلامي؛ وهو أحوجُ ما يحتاجه درسُ هذا الفن. ويعني النظر التاريخي، في هذا المجال، الكشف عن مصادر للتاريخ أن ينهل منها، وأن يضعها في منظور موافق.

 وتابع الكاتب، هذا ما عنى منذ كتابي الأول، "مذاهب الحُسن : قراءة معجمية-تاريخية للفنون في العربية"، الانصرافَ إلى مواد اللغة والأدب، إلى جانب مواد الفن نفسها، لاستجلاء ما تشتمله من معطيات مناسبة لإقامة أسباب هذا النظر. ويزيد من هذه الحاجة كون الخطاب الغربي انصرف، في أحواله الغالبة، إلى منهج تتنازعه نزعتان آثارية وتفسيرية، على حساب النظر التاريخي (ما سيتمُّ تناوله أيضًا في هذا الكتاب).

و يقيم  الكتاب أكثر من فصل علاقات غير مسبوقة في الدرس الغربي تحديدًا للفن الإسلامي بين : الصورة والأدب، حيث إن هذا الخطاب "استقبل" مواد الفن الإسلامي وفق سياقه الدراسي الخاص، وجعله فنًا "تطبيقيًّا" لما كان يتعيَّن في "عالي" البناء الفني في تجاربه، وهو : فن الرسم (وما انتهى إليه بعد ذلك في "الفنون التشكيلية"، ثم حاليًّا في "الفنون البصرية"). وما هو جدير بالانتباه في هذا المجال – بعيدًا عن صحةِ أو خطإِ التقابل بين فنَّين مختلفَي التكوين والمنظور – هو أن الخطاب الغربي راح يتعامل مع المادة الفنية الإسلامية حسب طرقٍ دراسية مشابهة لدرسه فن اللوحة (أو التمثال وغيره)، طمعًا بإنزال الفن الإسلامي في "تاريخ الفنون العام" ابتداء من اللحظة التي بلغتها تجارب "الفن" في أوروبا تحديدًا.

 وأشار "شربل" إلى أن "الفن الإسلامي"، حصل في ذلك رتبة ومكانة أكيدتَين، إذ جرى تعيينه مثل فن "وسيط" و"انتقالي" بين فنون الحضارات القديمة وفنون أوروبا، أو بين فنون الشرق الأقصى وفنون المتوسط. كسب الفن الإسلامي في هذه العملية، إذ أُدخل (بمعنى ما) إلى "عالمية الفن"، وبات في عداد "الحضارات الكبرى"، التي باتت تتعين (منذ القرن الثامن عشر) في "فنونها" التصويرية خصوصًا (والتي تناسب سياسات الإظهار والعرض والقيمة، سواء في القصر أو في المتحف الناشىء)،  هكذا جرى الإقرار - بعد جدل مديد – بأن هذه المواد المتفرقة المجلوبة من البيئات الإسلامية ليست مواد طريفة وغريبة ومخالفة لما هو معروف في البلاط الأوروبي وحسب، وإنما باتت تتحدد في "متن" جامع لها، وأنها ترتقي إلى "الصنيع الفني" (objet d’art).