رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكل الضفادع والبخل وتعقد من الميكروفون.. عقد عانى منها توفيق الحكيم فى حياته

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

في عام 1951 التقط أحد مصوري مجلة "المصور" صورة فوتوغرافية للأديب توفيق الحكيم بلحيته.

 

وعلم "الحكيم" بعدها أن المجلة باعت الصورة لوكالات الأنباء الأجنبية، فغضب من ذلك، وانتظر حتى ترسل له المجلة "حق لحيته"، أي نصيبه المادي في تربية لحيته، مثل حق الأداء العلني في الأغاني والموسيقى.

 

لكن المجلة تجاهلت الأمر، فقال "الحكيم": هل لحيتي لا صاحب لها؟ هل هي لحية سايبة أم هل ظننتم أنني "غني" لا أكترث للمال؟ هاتوا فلوسي، هاتوا حق نشر لحيتي"، حسبما قال في حواره لمجلة آخر ساعة 1952.

 

وزاد "الحكيم" من اعتراضه، وقال إن قصصه ورواياته ومسرحياته تترجم إلى اللغات الأجنبية، وتمثل على مسارح دول العالم، ولا يقبض من ثمنها شيئا، وهكذا توالت الأمور، فقد حقه في نشر لحيته، وحقوق عصارة عقله ذهبت هبًاء في هباء، وتوالت عليه المصائب.

 

أما عن مسألة حلاقة اللحية، قال الأديب الراحل إنه دفع غاليًا في سبيل إزالتها، لأنه خجل من الذهاب للصالون، وأحضر حلاقًا إلى منزله، وبهذا دفع الأجر ضعفين، خمسين قرشًا، ونكاية في ذلك أخذ شعر لحيته ولم يتركه للحلاق، قائلًا: "هيبقى موت وخراب ديار"، واحتفظ به.

 

أكل الضفادع 

لم يكن الأديب الراحل توفيق الحكيم يحب الطعام بشراهة، يشبع بعد خمسة لقيمات، لكنه يحب الطهو ويعتبره فنًا كسائر الفنون، فالطباخ الماهر بالنسبة إليه فنان ماهر، لذا يحب تذوق الطعام دون أن يتمادى في تناول وجبة كبيرة منه.

 

كما كان توفيق الحكيم يكره تعدد الأصناف على المائدة لأنها تشتت انتباهه، فهو يحب التركيز على طبق واحد، يتفرغ لأكله والتهامه، لذا يستبعد العديد من الأطباق ويبقي طبق واحد يفضله فقط على المائدة.

 

وفي حوار له قال "الحكيم"، أنه تناول طبقًا من الضفادع في باريس، قال:"جاءني الشيف بطبق فيه كل شئ، اعتقدت أنه ورك أرنب صغير، مطهو بطريقة جيدة، مذاقه لذيذ، لكن اكتشفت أنه طيق ضفادع، لكنها ليست كالضفادع التي في بلادنا، تعيش في الترع والبرك، فقد تربي في أحواض صغيرة مخصصة له، فأكلتها مثلما أكلت القواقع".

 

عقدة الميكروفون 

توفيق الحكيم،  كان دائمًا يرفض اللقاءات والحوارات التلفزيونية والإذاعية، لأنه من وجهة نظره أن  صوته ليس جيدًا مثل قلمه، وطلب منه الفنان سمير صبري كثيرًا لإجراء حوار تلفزيوني معه ولكنه رفض.

 

صبري أصر على تسجيل الحوار مهما كانت السبل لإقناعه بذلك، ولكنه لم ينجح، وفي يوم كان الأديب الراحل يوسف السباعي وزيرًا للثقافة والإعلام، فعرف منه صبري، أن الحكيم سيحضر مع مجموعة من الأدباء لافتتاح فرن جديد في مصانع الحديد والصلب، فاتفق مع الوزير، على أن يحضر كاميرا وميكروفون، وألا يخبر الحكيم بذلك.

 

سمير قال في حوار صحفي قديم له مع مجلة "الموعد": "إن الجولة كانت منظمة بحيث تبدأ من عند الفرن وتنتهي في استراحة يتناولوا فيها طعام الغداء، وقام بوضع الميكروفون داخل الورد على إحدى الموائد، ووجهه بحيث ينقل كلام توفيق الحكيم ويتم التسجيل، واتفق مع الوزير يوسف السباعي على أن يتم جلوس الحكيم على هذه المائدة بالذات حتى يكون أمام الكاميرا فهي لا تسبب له حرجًا"

 

وتابع: "عند دخول الحكيم شاهد صبري فسأله أوعى يكون معك ميكروفون؟، فرد عليه أنت شايف الكاميرا بتصور بدون الميكروفون، وقال وزير الثقافة لحكيم: أتفضل هنا يا توفيق بيه في الركن ده»، واقترب منه سمير صبري وقال له: أنت خايف من الميكرفون ليه؟، فقال له: لأني لا أحب الميكروفون، فقال له: "أنا فاهم إنك عدو المرأة، لكن عرفت الآن إنك عدو الميكرفون، فقال له: أيه رأيك بقى أنا مش عدو المرأة، وأنا طول عمري أحب المرأة وأقدرها وأفهم فيها، وبدأ الحكيم يتكلم براحته، وسأله فجأة مفيش ميكروفون، فقال له لا فقال: الكاميرا دي إيه؟ فرد عليه أنت شايف في ايدي ميكرفون قول أهو يبقى ذكر بيني وبينك".

وفوجئ توفيق الحكيم، وهو في بيته أنه يظهر على شاشة التلفزيون ويتحدث أيضًا، وقال الوزير له: "معلش يا أستاذ توفيق أصل الولد سمير صبري ضحك عليا وأذاع المقابلة معاك بدون علمي، فقال له خللي الولد سمير يجي عندي، وبعد أيام ذهب إليه سمير فقال له شوف طول عمري أرفض الكلام في الميكروفون، وأبعد عني الإذاعة والتلفزيون وأنت الوحيد إللي خلتني أنطق أمام الكاميرا"، و من يومها انفكت عقدة توفيق الحكيم، من الميكروفون، وصار يوافق على إجراء المقابلات الإذاعية والتلفزيونية.