رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صرخ وضربني وقص شعري».. مأساة سامية جمال مع والدها

سامية جمال
سامية جمال

قصت الفنانة سامية جمال حكايتها مع والدها وكيف تسبب في قص شعرها، والمعاملة السيئة التي كانت تعاملها بها زوجة أبيها، تقول سامية جمال: "حلمت ذات يوم بأنني ألبس بدلة راقصة، وكأنني أرقص في الفضاء، ورحت أنزل ببطء ورويدا رويدا، ومن حولي نجوم تتهادى للأسفل، تحاوطني وترقص معي وتلف حولي، وفجأت بدأت النجوم تتحول إلى أطفال صغار غاية في الجمال، وانفتح أمامي نور عظيم يهديني للطريق، وراحت الناس تحيط بي من كل جانب، والكثيرين يصفقون لي، ورأيت صورة أمي من بعيد كأنها تراني وتفرح لي، كانت تبتسم وتشجعني وملامحها مرسومة عليها ابتسامة كبيرة، وكانت شفتاها تقول بصوت اسمعه واضحا: "سوف تشقين طريقك يا ابنتي إلى النجاح".

وأكملت سامية جمال حكاياتها كما سردتها في تقرير نشرته مجلة الكواكب: «سمعت دعوات أمي وهي في طريقها للسماء، وحين استيقظت من نومي في الصباح قمت ووقفت أمام المرآة وكان هناك نغم ينبعث من المقهى المجاور لبيتنا، وراحت النغمات تحاوطني، ورحت أرقص وأرقص».

ولكن يحدث ما يفسد اللحظة على سامية جمال فقد دخل والدها الحجرة فجأة وفوجئت به أمامها وصرخ بقوة وجن جنونه وهو يمسك بابنته: "أترقصين يا مجرمة"، وانهال علي ضربًا، واشتركت امرأته معه في هذه المهمة، ولم تمض لحظات حتى احتشد أهل البيت حولي يساهمون في هذا العمل الجليل الذي بدأه والدي وزوجته.

تضيف: «ولم يكتفوا بذلك، بل أمسك والدي بالمقص وجز شعري الطويل الذي كنت أعتز به كل الاعتزاز، حتى حلق نصف رأسي تمامًا، واوشك أن يستمر لولا تدخل أخي الأكبر، والذي رحم دموعي فجعل يتوسل إلى أبي ليكتفي بهذا القدر من التعذيب، فتركني برأس نصفه يعلوه الشعر ونصفه الآخر محلوق تمامًا».

وتتابع: «لم تتوقف زوجة أبي ولكنها كانت تعلم أنني لا أخرج للحارة، ومن يومها وهي تحاول أن ترسلني لشراء طلبات البيت، وكنت أنظر في المرآة وأبكي، كيف أخرج إلى الحارة بهذا الشكل المشوه، وكيف تكون شماتة البنات والجيران اللواتي كن يعلمن أنني أجمل منهن، وربطت رأسي بمنديل حتى استطعت أن أخفي معالم شعري تمامًا، وما كدت أخرج إلى الحارة حتى رأيت العيون كلها تحيط بي، وكانت المفاجأة أنهن اعتقدن أنني أضع المنديل بهذا الشكل للدلال، فأصبح المنديل موضة في كل الحارة".

أما عن سامية جمال فاسمها الحقيقي «زينب خليل إبراهيم محفوظ»، وهي من مواليد بني سويف جنوب القاهرة، ظهرت في أواخر الأربعينات من القرن العشرين وعرفت باسم سامية جمال، حيث بدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابني حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما حيث شكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنّان فريد الأطرش في عدة أفلام وقدّمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال سته أفلام شهيرة.