رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أفارقة يتحدثون لـ«الدستور».. كيف دعمت مصر القارة السمراء؟

إفريقيا
إفريقيا

دعم مستمر يقدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أفريقيا منذ سنوات عديدة على الأصعدة كافة، إذ تربط مصر بالقارة السمراء علاقات قوية تحاول الأولى كل فترة توجيه الدعم بطريقة ما إلى كل دول إفريقيا على حد سواء.

ويدعم تلك العلاقة ما قام به الرئيس السيسي منذ توليه الحكم في العام 2014 وحتى الآن، إذ أطلق العديد من المبادرات للأفارقة في مصر، وكذلك برامج تدريب للأفارقة من الخارج، ما أدى إلى توطيد العلاقة بين مصر وإفريقيا.

وبالنظر على الروابط التي تجمع مصر بإفريقيا، فنجد أنها اهتمت بالجانب الصحي للشعوب الأفريقية، فأطلقت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، والتى استهدفت علاج المصابين بفيروس سى في ١٨ دولة أفريقية بدأتها من دول حوض النيل.

إلى جانب ذلك، أطلقت مصر برامج تدريبية وتعليمية في الجامعات الحكومية خلال عام 2019، من أجل تدريب وتعليم الأفارقة هنا وعرف ذلك المشروع باسم 1000 قائد إفريقي تم تدريبهم في الجامعات المصرية.

وإزاء تلك المبادرات وطرق الدعم التي قامت بها مصر نحو إفريقيا، يكن الأفارقة مشاعر ودّ وامتنان لمصر وللرئيس السيسي تحديدًا ممن استفادوا من تلك المبادرات، وتحاور "الدستور" في هذا التقرير عدد من الأفارقة الذين استفادوا من البرامج والمبادرات المصرية.

سهاد: «1000 قائد أفريقي علّمنا القيادة الشبابية السليمة»

من جنوب السودان إلى مصر، سافرت سهاد بابكر خلال عام 2019، من أجل المشاركة في برنامج 1000 قائد إفريقي الذي أطلقه الرئيس السيسي وقتها، وعلمت عنه من خلال صفحة كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة على موقع التواصل الاجتماعي.

تعمل سهاد في إفريقيا بمجال الزراعة، وتحب العمل التطوعي، تقول: "أنا ناشطة أيضًا في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، ولكن اتطلع لكل ما هو جديد دومًا، لذلك تقدمت إلى ذلك البرنامج حتى يؤهلني في مجال القيادة الشبابية".

يمر البرنامج بحسب وصف بابكر بخمس مراحل، الأولى تعريفية يقدم فيها كل مشارك المشروع الخاص به، والثانية هي التعريف بمراحل البرنامج، والثالثة التخصص والرابعة تكوين المجموعات من الشباب المشاركين أما المرحلة الخامسة هي نموذج محاكاة للاتحاد الأفريقي.

اختتمت: "تعلمنا من البرنامج المصري كيفية القيادة الصحيحة، إذ أنه يؤهل الشباب إلى أن يكونوا أصحاب مشاريع وكيفية إدارة تلك المشاريع، إلى جانب التشبيك والمشاركة مع شباب في مصر وأفريقيا".

يعتبر 1000 قائد إفريقي برنامج أطلقه الرئيس السيسي من أجل توطيد وتدعيم العلاقات المصرية والأفريقية، فهو يُعد الأول من نوعه على المستوى الإقليمي، وبناء القدارات القيادية للشباب في مصر وإفريقيا.

بدأ المشروع بالتعاون مع جامعة القاهرة خلال العام الماضي، واستطاع تدريب 1000 شاب إفريقي على أسس القيادة والعمل الجماعي، على 5 دفعات متتالية، حيث تقدم 5 آلاف شاب من 34 دولة إفريقية وعربية.

واختير 1000 فقط، بالتعاون مع كلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة،  وتم تخريج آخر دفعة منذ أيام قليلة، لعدد من الشباب الأفارقة، وساهم البرنامج في تفعيل القوة الناعمة المصرية.

محمد: «التشبيك وكيفية القيادة الشبابية هما الاستفادة القصوى من البرنامج»

كان لجمهورية تشاد نصيب أيضًا للمشاركة في ذلك البرنامج الرئاسي، كان منهم محمد الخوالد، الذي علم عن البرنامج من خلال صفحة جامعة القاهرة وقدم خلال عام 2019، ولم يصدق قبوله في مصر، إلا بعدما سافر إليها واجرى مقابلة داخل جامعة القاهرة وأضحى من المقبولين.

يقول: "كنت أشعر إنني في مرحلة هامة وفاصلة من حياتي العملية والتي بالتأكيد تغيرت بعد البرنامج الذي أضاف لها الكثير من لاسيما أن كل مجموعة تختار تخصص معين لانتاج مشروع يكون بمثابة نموذج محاكاة".

اختار محمد التعليم كتخصص لإنتاج مشروع خاص به، لرؤيته أن التعليم هو أساس بناء الدول والنهضة، مضيفًا: "العالم العربي والافريقي لديه نقص في التعليم وفكرة القيادة هي أكثر شيء يركز عليه البرنامج ليعرف كل شاب أين يقف وما الذي يجب عليه فعله".

خرج محمد من البرنامج وهو لديه رصيد ضخم من المعلومات عن مشاريع التعليم، والقيادة الشبابية، إلى جانب التشبيك مع العديد من الشباب المصريين والأفارقة، إلى جانب تعلم طرق الابتكار والتعاون: "نشكر الرئيس السيسي على ذلك البرنامج".

لم يكن اهتمام مصر أو الرئيس ينصب على البرامج القيادية فقط بالنسبة للأفارقة، ولكن طالت الجوانب الصحية، منها اطلاق مصر قوافل في الداخل والخارج لعلاج مليون مليون أفريقي، وتقديم العلاج بالمجان.

كما ساهمت وزارة الصحة المصرية في النهوض بالجانب الصحى في العديد من الدول الأفريقية، بعد نجاحها في الوصول لعلاج الملايا، وتقديم وحدات غسيل كلوى للدولة الإثيوبية، للحد من انتشار ومعالجة مرضى الفشل الكلوى في أديس أبابا.

محجوب: «تعالجت في 100 مليون صحة كمصري»

محجوب محجوب، ثلاثيني من جنوب إفريقيا، وأحد المستفيدين من مبادرة علاج الأفارقة من فيروس سي من خلال قوافل 100 مليون صحة، يقول: "كنت أعيش في مصر منذ 5 سنوات أصبت خلالهم بفيروس سي".

طاف محجوب على أطباء ومستشفيات كثيرة من أجل تلقي علاج فيروس سي بالمجان، لكن دون نتيجة حتى أصبح متأقلمًا مع المرض ومتعايش معه: "عاد لي الأمل من جديد حين تم الإعلان عن حملة ١٠٠ مليون صحة من أجل القضاء على فيروس سي في مصر والكشف المبكر عنه".

استطرد: "كنت أخشي أن تكون تلك المباردة مقتصرة على المصريين فقط، ولكن تم الترحيب بي في وحدة صحة الجيزة وخضعت للكشف بشكل طبيعي كأي مصري، وبالفعل طلعت تحاليل الدم إني مصاب بفيروس سي، وتم تحويلي لمستشفى هرمل في دار السلام لتلقي العلاج".

واختتم "لمدة ٩ شهور كنت بصرف العلاج بشكل شهري وكل المستلزمات الخاصة بمريض فيروس سي، لحد ما تعافيت في أول سنة ٢٠١٩، ومكنش عندي قبل حملة ١٠٠ مليون صحة أمل إني أخف خالص".

وكذلك كان لمصر دور في ربط الدول الافريقية ببعضها البعض، من أجل سهولة التنقل وتيسير حركات التجارة بين دول القارة، وكان واحد من أهم مشروعات التنقل التي هو الطريق الذي يربط ٩ دول أفريقية يبدأ من الإسكندرية.

ليس ذلك فحسب إذ يصل إلى أسوان ثم يمر بالسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وتنزانيا وكينيا وزامبيا حتى يصل إلى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، في مدة لا تتجاوز الـ ٤ أيام، ويبلغ طوله ١١ ألف متر كم، بالإضافة للربط بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط.

وساهمت مصر في بناء سد ومحطة توليد كهرباء جوليوس نيريرى بدولة تنزانيا، بأيادى مصرية، وكلّف وقتها الرئيس السيسي بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة المشروع في تنزانيا من أجل دعم افريقيا.