رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات

«صدقتك مش مكانها الشارع».. هاشتاج يفضح نصب المتسولين

الصدقة
الصدقة

"ساعدوني أجيب الدواء لابني"، كان نداء متكرر ولافت للنظر دفع محمد سعد، 29 عامًا، للخروج من مبنى عمله في منطقة الهرم يتفحص الأمر، ليجد رجل في منتصف العمر يحمل طفل صغير وروشتة أدوية يطلب من المارة إعطاؤه أموال من أجل صرف تلك الأدوية.

صدفةَ كان نداؤه بجوار صيدلية خرجت منها الطبيبة وطلبت منه إعطائها الروشتة لصرفها له مجانًا، ولن فوجئت كما يقول محمد برفض من الرجل: "كان بيقول أنا لسه هكشف على ابني، فلما سألته إزاي وأنت عايز فلوس عشان تجيب الدواء قالي لا أديني فلوس وأنا هكشف لسه الأول وبعدين أجبله الأدوية".

صممت الطبيبة الإطلاع على الروشتة من أجل معرفة المرض الذي يعاني منه الصغير إلا أن الرجل رفض وكرر: "ساعدوني أجيب الدوا لابني أنا فقير ومحتاج أجيب الدوا لابني"، رافضًا إعطاء الطبيبة الروشتة أو لـ"محمد" من أجل التكفل بمصاريفها.

يقول: "الناس استغربت لأنه عاوز يجيب دواء لابنه وهو لسه معملش كشف طبي، ورافض يدي الروشتة لحد كل اللي عايزه فلوس وبس، وبدأ ناس كتير تتجمع ودكاترة من الصيدلية بيسألوه، لحد ما خاف وخد ابنه وطلع يجري".

ما حدث لـ"محمد" هو واحدة من ضمن عشرات القصص والحكايات التي كشفها هاشتاج "صدقتك مش مكانها الشارع"، بعدما تصدر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، والتي كشفت عن طرق النصب التي يتبعها المتسولين من أجل جمع الأموال لاسيما في مواسم مثل شهر رمضان.

واقعة أخرى يكشفها ذلك الهاشتاج وتحكيها "منال راشد" فتاة جامعية، صادفت في إحدى المرات أثناء عودتها من الجامعة متسولة في مترو الأنفاق وقعيدة تطلب المساعدة من الركاب بأي ثمن، استمالتها في البداية لإعطائها أموال إلا أن منال طرأت لها فكرة أفضل.

تقول: "عرضت عليها أخذها إلى أحد الجمعيات الخيرية التي تعمل بها صديقة ليّ، وسيتم توفير كرسي متحرك ومرتب شهري لها يبلغ تلات آلاف جنيه، إلا أنها رفضت بشدة بدعوى أنها تربح أكثر من التسول وتتحصل على ألف جنيه يوميًا".

تضيف: "كتير من المتسولين ممكن يأذوا نفسهم وجسمهم عشان يكسبوا تعاطف الكتير من الناس، زي الجروح أو فقأ العين وغيرها من الأفعال، وأغلبهم يتحصلون على مبالغ وهمية من التسول يوميًا في الشارع أكثر مما يتحصل عليها الموظفين".

أما دينا شمس، ثلاثينية، لديها قصة أخرى مع نصب المتسولين، تقول: "أنا مغتربة بالقاهرة ولذلك ارتاد القطارات بشكل شهري من القاهرة إلى دمياط، وفي إحدى المرات وجدت رجل يدعو الناس إلى إعطاؤه الأموال من أجل دفن قريب له وبالفعل تعاطفنا جميعًا معه لإكرام الميت وأعطيناه أموال".

تضيف: "مر شهر على تلك الواقعة حتى قابلت نفس الرجل مرة أخرى في القطار وهو يطلب أموال من الناس لدفن قريبه بنفس المواصفات، تعجبت هل لازالت الجثة لم تدفن إلى الآن، ثم مرة شهرين وثلاثة واعتادت على مقابلته بنفس الرواية والجثة لم تدفن إلى الآن".

توضح: "أنه بعد مرور فترة حفظه جميع ركاب القطار، لذلك قام بتغير الوجه والخط إلى قطار آخر، حتى أصبح وجهه وقصته معتادة داخل محطة السكة الحديد، والتي تكشف عن الألاعيب التي يقوم بها المتسولين لجلب الأموال".

ووقعت مريم رجب، عشرينية، ضحية لأحد المتسولين وعمليات النصب تلك، تقول: مرة كنت ماشية في الحصري وقابلتني ست كبيرة وطلبت مني مساعدة في مبلغ عشان تروح ومكنش معايا يكمل، روحت إدتها نص المبلغ وخليت معايا فلوس عشان أروح".

تضيف: "قولتلها بعفوية عايزة تاني افتكرتها هتقولي شكرًا قالتلي هاتي وفعلًا اديتلها باقي الفلوس وسبت معايا 10 جنيه بس ومشيت ومكنتش زعلانة خالص بالعكس مبسوطة إني ساعدتها، لكن ببص ورايا لقيتها واقفه مع حد تاني وبتطلب منه فلوس".

توضح: "وبعد كدة بقيت كل ما أجي الحصري ألاقيها واقفة مع حد وبتطلب منه المساعدة وبتعيد عليه القصة نفسها، ولمت فلوس كتير جدًا وتقريبًا بتغير المنطقة كل شوية لما اللي موجودين فيها يحفظوا شكلها وتكسب استعطاف آخرين".