رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد عكاشة: الوعي الوطني يُبنى بالثقافة والاستنارة

العميد خالد عكاشة
العميد خالد عكاشة

أوضح العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن صناعة الوعى هى التى تحصن الشعوب وتسهل المهام أمام الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، مشيرًا إلى أن حائط الصد من الوعى الوطنى اليقظ والصلب الذى يستند إلى الحقائق والتمسك بثوابت الوطن، يجعل سهام الهجمات العكسية ترتد خائبة ومنهزمة، كما حدث إلى أرض مصر فى السنوات الأخيرة ووثقته الدراما التليفزيونية هذا العام.

وأضاف «عكاشة» لـ«الدستور»: «الوعى يعنى الاستنارة والثقافة والتمسك بالثوابت الوطنية والأخذ بأسباب العلم والفعل المبنى على الدراسة والإدراك والخطط الاستراتيجية الواضحة التى تحفز السير نحو المستقبل بخطى ثابتة، بالإضافة إلى إدراك طبيعة المهددات التى تستهدف هدم الدول، وإصابة المجتمعات بفيروسات ومعضلات من الممكن أن تؤخره، وكذلك إدراك المواطن لهذه المهددات وأساليب مواجهتها من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة».

وتابع: «الشعب المصرى قبل يناير ٢٠١١ كان لديه وعى، لكن كان يشوبه بعض التشويش، لأن المناخ العام جعل الفرقة هى سيدة الموقف، لذا كان المصريون متفرقين على مذاهب شتى، وكانت طبقات من الصدأ تعلو مساحات الوعى الوطنى، التى لم يجر اختبارها بشكل حقيقى وكبير إلا بعدما حدث فى ٢٠١١».

واستطرد: «بمجرد اختبار الوعى عادت اللحمة الوطنية مرة أخرى ونفض المصريون عن كاهلهم كل أشكال التشويش والتراجع، وهذا هو معدن المواطن المصرى الذى يظهر عندما يستشعر الخطر الحقيقى، ويعود مرة أخرى بمفاهيم جديدة وأسلحة جديدة ورغبة حقيقية فى استعادة مكانة الوطن الحقيقة لدى المصريين والمنطقة والعالم كله، ودفعه إلى الأمام».

وأوضح رئيس مركز الفكر والدراسات الاستراتيجية أن ظهور المعدن المصرى الأصيل لم يتأخر بعدما واجهته مصر، بل عاد قويًا خلال عام أو عامين، وخرج المصريون فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ بقدر هائل من الوعى وحجم كبير من الاستنارة والإدراك بأن الوطن كان مهددًا فى ثوابته وعقيدته الأصلية، لذا تمكن المصريون من استرداد الوطن بشكل سريع والاستعداد لخوض كل المعارك التى تواجهه.

ونوه إلى أن الشعب المصرى والدولة بكل مؤسساتها، ممثلة فى الجيش وأجهزة الاستخبارات والأمن والقضاء وغيرها، انخرطوا جميعًا منذ اللحظة الأولى من الثورة فى مواجهة كل التحديات والتهديدات التى أعقبت الانتصار الكبير الذى حققته مصر فى ثورة ٣٠ يونيو.

وعن دور الدراما والأعمال الفنية فى نشر الوعى، قال «عكاشة»: «الشركة المتحدة حققت نجاحًا كبيرًا فى معركة الوعى واستخدام القوة الناعمة، ممثلة فى سلاح الدراما التليفزيونية، لتوثيق جرائم الإرهابيين ومناقشة القضايا المهمة مثل قضية الإرهاب والتطرف، مع معالجة فصول من التاريخ الذى عاشته مصر خلال الفترة الاستثنائية الماضية».

وأكد أن «المتحدة» نفذت مهمة وطنية وإبداعية صعبة واستطاعت أن تتفوق بشكل كبير، وتحظى أعمالها بالمتابعة الكبيرة مصريًا وعربيًا ودوليًا، معتبرًا أن ذلك هو خير شاهد على نجاحها فى طرح القضايا الصعبة بموضوعية ومهنية وإبداع فنى.

وأضاف: «الدراما من الأسلحة المهمة فى المعركة، والتى طال انتظارها، وطالبنا بها كثيرًا فى السنوات الماضية، لكن خطواتها الأولى بدأت فى العام الماضى بمسلسل (الاختيار)، لكن العام الحالى شهد نقلة كبيرة فى هذه المعركة، ممثلة فى مسلسلات (الاختيار ٢) و(هجمة مرتدة) و(القاهرة كابول)، بمستواها الفنى الرفيع، وتناولها قضايا مهمة ودخولها فى مناطق شائكة جدًا، مع معالجة ذلك بشكل سلس ومهنى رفيع المستوى، ساعد على تحقيق المستهدف منها».

وعن تأثير هذه المسلسلات على الوعى العام للمواطنين، قال رئيس مركز الفكر والدراسات الاستراتيجية، إن مساحة الحرب الحقيقية ضد الإرهاب تكون فى ساحات الوعى والثقافة والإدراك لدى جموع المواطنين وشرائح الأجيال الشابة المعرضة للاستهداف من الأفكار المنحرفة والمتطرفة.

وأضاف: «الإرهاب والتطرف لا يبدأ كفعل مادى على الأرض يُسقط الضحايا وينفذ العمليات، لذا فإن تعزيز وعى الأجيال الجديدة بهذه الواجبات الوطنية وبذل الجهد فى ذلك يعد مهمة وطنية من طراز رفيع، تسبق المهام الأمنية والعسكرية». وتابع: «بعد بث هذه الأعمال الناجحة فإن الأمور ستختلف لدى الرأى العام المصرى بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، ولن تعود إلى ما كانت عليه من قبل، وسيساعد ذلك فى تنفيذ خطة الدولة الشاملة، التى تؤكد عليها الدولة والقيادة السياسية، بأن بناء الدولة المصرية لن يكون إلا بسواعد المصريين واصطفافهم ووعيهم بثوابتهم الوطنية».