رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالمنعم سعيد: 4 عوامل لتشكيل وعي منظّم يفيد الوطن

الدكتور عبدالمنعم
الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى

 

قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ، إن مصطلح الوعى يعنى إدراك معارف متعددة تجعل الشخص قادرًا على أن يفيد الوطن من ناحية، ويدافع عنه فى التحديات، وضد الجهات المعادية من ناحية أخرى.

وأضاف «سعيد» أن الوعى يتحقق من خلال مساحة التدريب والمعلومات والمعرفة بشكل عام، مشيرًا إلى أن المواطن كامل المواطنة يجب أن يكون على قدر كبير من المعرفة ولديه القدرة على التفكير البناء واكتشاف مَكمَن الخطر، وهذه درجة عالية من المواطنة.

وأوضح أن المواطنة تجعل المواطن مدركًا لإمكانيات بلده وتاريخه والهوية الكامنة الموجودة فيه، ولديه إحساس بأنه مرتبط بهذا الوطن، مضيفًا: «على سبيل المثال هناك أشخاص هاجروا إلى دول أخرى وطلبوا جنسيات هذه الدول، وعلى النقيض أشخاص آخرون قرروا العودة إلى وطنهم، لأن لديهم ارتباطًا بهذا البلد وقيمته الحقيقية يستمدها من مصر».

وأشار إلى أن الوعى يتم بشكل منظم عن طريق عدة عوامل، تنتقل عن طريق الأسرة والتعليم، وكذلك عن طريق الإعلام والدراما، لافتًا إلى أن مصر قبل يناير ٢٠١١، كانت تتقدم ببطء، وكان هناك تضارب فى الاختيارات السياسية الداخلية، مما أدى لغياب الوعى.

وتابع: «فى عام ٢٠٠٥ سنحت فرصة كبيرة لجماعة الإخوان بحصولهم على ٨٨ مقعدًا فى البرلمان، وبدأ يتحدث الإخوان على أنهم مشاركون فى الساحة والشأن العام، كانت هناك نظرية وقتها استمرت فى الخارج، أن الإخوان من الممكن أن يكونوا شركاء فى الساحة السياسية».

وذكر «سعيد» أن جماعة الإخوان ظهرت على حقيقتها بشكل كبير، عندما حاولت الاستيلاء على ثورة يناير، وحصلت على السلطة، ولم يمر وقت طويل إلا وثار عليها الشعب، وأدركوا ما لم يدركوه من قبل، وهذا الاكتشاف تم فى الفترة ما بين ٢٠١٢ و٢٠١٣، لأن جماعة الإخوان أظهرت وجهها الحقيقى.

ولفت إلى أن هذا يعنى أن الوعى فى فترة ما قبل يناير كان قاصرًا، ولكن ليس كل الشعب كان يعانى من هذه الحالة، متابعًا: «فى تلك الفترة ما قبل يناير، حاول الإخوان أن يصوروا أنفسهم على أنهم معتدلون وبعيدون ومختلفون عن التنظيمات الإرهابية التى كانت موجودة فى التسعينيات، وأنهم ضد تنظيم القاعدة».

وأردف: «حاولوا أن يكونوا على مسافة من هذه التنظيمات، ولم يكن لدى الشعب درجة وعى كافية بأن الحاضنة الرئيسية التى تفرغ كل هذه التنظيمات الإرهابية هى جماعة الإخوان، وهذا ما تم إدراكه فيما بعد».

وأشاد بالدراما الرمضانية التى أنتجتها شركة «المتحدة» مثل مسلسل «الاختيار ٢»، و«هجمة مرتدة»، و«القاهرة كابول»، وتوضيح حقائق ما حدث فى فض اعتصام رابعة، مؤكدًا أن هذا جزء من تشكيل الوعى، وكان نقطة تنوير كبيرة.

وأكد أن تلك المسلسلات تُحذر المواطنين من الإرهاب وتُوضح للمواطنين الأعداء المعروفين، وكذلك الوقائع التاريخية، ولكن نحتاج إلى الكثير من الأعمال التى تستهدف إتاحة الفرص وكيفية مضاعفة معدلات النمو.

وذكر أن هذا النوع من الدراما يضيف للمواطن كمًا من المعلومات والوعى بالوطنية المصرية، ولكن حتى يكون الكلام علميًا، لا بد من إجراء قياس عن طريق استطلاعات رأى منظمة قبل وبعد عرض هذه المسلسلات لمعرفة مدى تطور وعى الشعب، قبل العرض وبعده، مثل الاستطلاعات التى كان يقوم بها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وطالب بإصدار كتاب يوضح ما حدث فى اعتصام رابعة، ويثبت أن هناك ضباطًا وجنودًا استشهدوا وأصيبوا فى هذه العملية، مطالبًا بإنتاج فيلم تسجيلى عن أحداث رابعة، والتى اعتُبرت خطًا فاصلًا ما بين الشعب المصرى وجماعة الإخوان، وما بين الوطنية المصرية ونظام شعار «الإسلام هو الحل».