رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة بريطانية تشيد بـ الاختيار 2: فضح الجماعة والمقدم مبروك أحد المناضلين ضد مشروع تمكين الإخوان

الاختيار
الاختيار

أشادت صحيفة العرب البريطانية بالجزء الثاني من مسلسل الاختيار الذي يُعرض في شهر رمضان، كما أشادت الصحيفة بدور الضابط المصري محمد مبروك الذي راح فداءا للوطن.

 

أعاد اكتشاف طبيعة شخصية ضابط الأمن

وقالت الصحيفة، إن المسلسل أعاد اكتشاف طبيعة شخصية ضابط الأمن وتضحياته وأدواره في التصدي لمخاطر عنف التنظيمات التكفيرية المسلحة وكبح مطامع فصائل تيار الإسلام السياسي، وكشف مخططات تعاون تلك الكيانات مع جهات ومنظمات أجنبية وإفشاء أسرار الأمن القومي.

وأضافت أن البعد التوثيقي الذي صاحب أحداث المسلسل عبر إرفاق مقاطع مصورة من الأحداث الحقيقية أسهم في نقل الواقع والصورة المعبرة بصدق عن حياة ضباط الأمن الوطني وأدوارهم، والتي لم يتسن للمشاهد العادي معرفتها بالنظر إلى طبيعة المعالجات الدرامية السابقة، علاوة على حرص تنظيمات الإسلام السياسي على تصدير صورة مسيئة لضابط الأمن الوطني.

وأشارت إلى أن ما ضاعف من تأثيرات المسلسل الإيجابية عرضه لمسيرة عدد من ضباط جهاز الأمن الوطني مثل المقدم محمد مبروك المسؤول عن نشاط جماعة الإخوان بالجهاز، بدءًا من نشاطه في تثقيف الضباط المتدربين بشأن أيديولوجية الجماعة وحركتها، ومرورًا بدوره في الكشف عن العديد من القضايا الخطرة المتعلقة بتورط الجماعة في الإرهاب وصناعة الميليشيات، وانتهاءً باستشهاده على خلفية كشفه تخابر قيادات التنظيم وفي مقدمتهم الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي مع أجهزة مخابرات أجنبية قبل أحداث عام 2011 وبعدها.

 الكثير من الحقائق المرتبطة بجرائم جماعة الإخوان وحلفائها 

ومن خلال سرد حياة المقدم مبروك وعرض قصة اغتياله، كشف المسلسل عن الكثير من الحقائق المرتبطة بجرائم جماعة الإخوان وحلفائها التكفيريين، خاصة خلال السنوات العشر الماضية، ومن ضمنها اغتيالات الرموز والقيادات الأمنية بغرض إحداث الفراغ الأمني والسيطرة على البلاد وحماية قادة الجماعة من الملاحقة وعدم الكشف عن معلومات خطيرة تدينهم قضائيًا.

والأخطر في مسيرة المقدم مبروك هو ما بيّنه في تقريره الذي تم عرضه على المحكمة بعد اغتياله، حول التنسيق بين الإخوان وحماس وحزب الله قبل يناير 2011 لإحداث فوضى تتيح للجماعة القفز على الثورة.

 

حقيقة ما كان يجري

وقالت الصحيفة، إن حكاية هذا الضابط مع جماعة الإخوان فتحت نافذة واسعة أمام المصريين والعرب والعالم للاطلاع على حقيقة ما كان يجري فعليًا على أرض الواقع، لكونها ليست مجرد مواجهة مع فصيل متمرد مسلح أو مهمة لتأديب فصيل إرهابي، بل هي حرب وجود للتصدي لأدوات تفكيك المؤسسات والجيوش وتقسيم الدول بالتعاون مع جهات خارجية.

ووقف المقدم مبروك محاضرًا أمام عدد من الضباط المتدربين محددًا المرجعية الحركية التي أقنع قادة جماعة الإخوان من خلالها شبابها للانخراط في تنفيذ مخطط عنف وفوضى شاملة بعد عزل الجماعة عن السلطة في يونيو 2013 وإلقاء القبض على بعض قادتها و ناشطيها.

وأرجع ما يجري إلى خطة وضعها سيد قطب المفكر الرئيسي للجماعة في منتصف ستينات القرن الماضي تحت عنوان “خطة رد الاعتداء على الحركة الإسلامية”، وتشمل تنفيذ شباب الجماعة عبر خلايا حركية سرية لعمليات اغتيال للرموز السياسية والضباط وعمليات تفجير للمرافق العامة خاصة الكباري الرئيسية والقناطر وشبكات الكهرباء، بغرض إحداث فوضى وتذمّر شعبي يتيح للجماعة الثأر واستعادة مكتسباتها باعتبار أنّ ما حدث ضدها بمثابة اعتداء على الدعوة الإسلامية.

وتعكس هذه المشاهد اطّلاع ضابط الأمن على المناهج الحركية القديمة والحديثة لجماعة الإخوان، بالنظر إلى أن الكتاب الذي أصدره قادة الجماعة تحت إشراف مؤسس ما يسمّى باللجان النوعية محمد كمال في العام 2014 ليكون المرجعية الحركية والفقهية لها ولحلفائها بعنوان “فقه المقاومة الشعبية ضد الانقلاب” قد شمل العديد من أطروحات منظري الجماعات الأخرى بغرض كسب ولاء أعضائها، فضلًا عن التوسع في سرد مقتطفات من خطط قطب الحركية التي طبقها تنظيم 1965 بهدف إبقاء جماعة الإخوان في صدارة مختلف طيف الحركة الجهادية بعد حرمانها من النشاط السياسي وحتى لا تخطف إحدى فصائل الحركة الأضواء من الجماعة الأمّ ما يؤدي لانبهار شباب الإخوان بها.

وكشفت حوارات المقدم مبروك الحقيقية مع زملائه عن فهم عميق لأسس جماعة الإخوان الأيديولوجية وأهدافها الحقيقية ووسائلها المفضلة خاصة تلك المتعلقة بمخطط التمكين وإخفاء الأهداف المستقبلية وازدواجية الخطاب بين الداخل والخارج والتصرفات الحركية بين ما هو سري تحت الأرض ومعلن في الواجهة.

وفرّق المقدم مبروك من خلال محاضراته وحواراته بين الإسلام باعتباره دينا وتيار الإسلام السياسي يوصفه تهديدا وجوديا ليس فحسب على كيان الدولة بل على صحيح الدين الذي جرى توظيفه تحت شعار أن الإسلام دين ودولة، ومقولة أنّ المسلمين آثمون ما لم تقم حكومة إسلامية لخدمة أهداف قوى خارجية تحت ستار عودة الخلافة علاوة على مطامع جماعات محلية في السلطة.

والأهم والأخطر في مسيرة عمل المقدم مبروك هو ما كشفه في تقريره الذي تم تقديمه للمحكمة بعد اغتياله في الـ18 من نوفمبر 2013 حيث لم يمهله القدر للإدلاء بشهادته بخصوص ما يعتبره أهم إنجازاته بشأن التنسيق بين عناصر الإخوان وقادة حماس وحزب الله اللبناني قبل حراك يناير 2011 بغرض إحداث فوضى تتيح للجماعة القفز على الثورة والإطاحة بالنظام القائم والهيمنة على السلطة.

وقدّم تفصيلات مسهبة لمقدمات هذا المخطط عبر رصد الاتصالات التي جرت بين قيادات الإخوان ونواب في الكونجرس الأميركي خلال الفترة بين 2004 حتى 2011، بالإضافة إلى التمهيد لعقد لقاءات على مستوى أكبر مع مسؤولين أميركيين، جرى بعضها في القاهرة، فضلًا عن اللقاءات التي عقدت بمدينة إسطنبول برعاية المخابرات التركية بين قادة التنظيم الدولي للإخوان ومندوبي فروعها بالدول العربية والإسلامية بهدف الإعداد لخطة يناير 2011، وترتيب تسلل العناصر الإخوانية من الخارج لاقتحام السجون وإطلاق قادتهم، وعلى رأسهم الرئيس مرسي.

وكشفت المحادثات التي رصدها المقدم مبروك وجرت خلال هذه الفترة بين مرسي وعضو التنظيم الدولي أحمد عبدالعاطي، وهو أحد المتهمين الرئيسيين في قضية التخابر، طبيعة الإعداد المسبق والتنسيق المحكم بين قادة الإخوان والمسؤولين في تركيا بشأن مخطط إشعال الثورة في مصر بمجهودات أفرع التنظيم الدولي للإخوان وحركة حماس وحزب الله واتخاذها مطية للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن تأثير المسلسل الايجابي يعزّزه عرضة لتجارب عدد من ضباط جهاز الأمن الوطني، مثل المقدم مبروك المسؤول عن متابعة جماعة الإخوان، بدءًا من نشاطه في تثقيف الضباط المتدرّبين بشأن أيديولوجية الجماعة وحركتها، إلى دوره في الكشف عن تورطها في الإرهاب.

وقالت إن العمل التلفزيوني الذي كانت فيه شخصية المقدم مبروك محورا رئيسيا في أحداثه لم يكن موجهًا فقط إلى الداخل المصري؛ حيث بعث برسائل عديدة إلى الدول الغربية من خلال استعراضه جوانب هامة من شخصية ومسيرة ضابط الأمن الوطني وسرده بطريقة درامية توثيقية قصته مع تنظيم الإخوان بداية من فضحه لخطط الجماعة وأهدافها وطبيعتها الأيديولوجية وحتى اغتياله قبيل الإدلاء بشهادته على يد عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس.

مجتمعات موازية

وتابعت أن ما يكتشفه النشطاء وتؤكده الأجهزة الأمنية في الغرب أن جماعة الإخوان تبني مجتمعات موازية، وهو ذاته ما رصده المقدم مبروك وحذر منه في مصر كجزء من خطة الجماعة الشاملة للتمكين؛ فهي تقول لأعضائها في كل مكان حول العالم “احرصوا على أن يكون لديكم مجتمع صغير داخل المجتمع الكبير، وغيتو إسلامي خاص بكم”.

وأكدت أن كل ما تفعله الجماعة في المجتمعات الغربية سبق وأن طبقته في بعض الدول العربية حيث لجأت للتغطية على أنشطتها السرية وأهدافها الحقيقية إلى إنشاء المنظمات المعنية بقضايا المجتمع واختراق التنظيمات النقابية واتحادات الطلاب والجمعيات المدنية لتكتسب بعد عملية اختراق طويلة للنسيج الديني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي قوة كافية تدعم تطلعاتها للاستيلاء على السلطة.

وقالت إن عرض سيرة المقدم مبروك، أحد المناضلين ضد مشروع تمكين جماعة الإخوان في سياق عمل فني موثق بمشاهد من الأحداث الحقيقية، هو بمثابة تحول عملي في مجال مكافحة الإرهاب وتنظيمات الإسلام السياسي عبر سرد قصص تكشف جرائمها وأفكارها وأهدافها.

واختتمت تقريرها قائلة أن رحلة ضابط الأمن المصري هذا مع جماعة الإخوان في مصر تؤكد أنه لا فرق كبيراً بين وسائل الجماعة وأهدافها التي اتبعتها في المنطقة العربية والتي تطبقها في الدول الغربية، بدءًا من خطط الانعزالية والهيمنة من الداخل على أكبر قدر من المؤسسات التعليمية والثقافية والدعوية بهدف تغيير هوية الدولة وصولًا إلى البدائل الخشنة التي تستخدمها الجماعة للدفاع عن كيانها الموازي وهو ما توضح فيما جرى اكتشافه من مشاريع تمكين مكتوبة في أميركا الشمالية وسويسرا والسويد وألمانيا.