رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المونتيور يشيد باكتشافات الدقهلية الأثرية: تلفت الانتباه لمنطقة الدلتا

اكتشافات الدقهلية
اكتشافات الدقهلية الأثرية

أشاد موقع المونتيور الأمريكي بالاكتشافات الأثرية الأخيرة في محافظة الدقهلية بمنطقة الدلتا، واعتبر المونتيور أن هذه الأكتشافات الأثرية هامة للغاية كما أنها تلفت الانتباه إلى منطقة الدلتا الغنية بالآثار.

 

يأتي هذا فيما  أعلنت البعثة الأثرية العاملة بمنطقة كوم الخلجان بمحافظة الدقهلية شمال مصر ، عن اكتشاف 110 مقابر ترجع إلى ثلاث حضارات مختلفة في أبريل الماضي ، ومن بينها حضارة الوجه البحري المعروفة باسم بوتو الأولى والثانية ونقادة و ثالثا حضارة وعصر انتقالي يعرف بفترة الهكسوس.

 

ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري الاكتشاف بأنه حدث تاريخي وأثري مهم، وأوضح أن هناك 68 مقبرة ترجع إلى حضارة الوجه البحري وخمسة مقابر من عصر نقادة الثالث و 37 مقبرة من عصر الهكسوس مؤكدا على استمرارالحفريات  للكشف عن المزيد من أسرار هذه المنطقة .

وقال أيمن عشماوي، رئيس دائرة الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار ، في بيان الوزارة عن العثور على الوجه البحري: "هذه المقابر بيضاوية الشكل ، ويبدو أن الناس دفنوا بداخلها في وضع جنيني. كان معظمهم مستلقين على جانبهم الأيسر ورؤوسهم متجهة إلى الغرب. تم العثور على بقايا طفل في جرة من فترة بوتو الثانية مع إناء فخاري كروي صغير".

وأضاف عشماوي: "إن المدافن الخمسة التي تعود إلى فترة نقادة الثالثة هي أيضًا حفر بيضاوية الشكل  كما عثرت البعثة داخل الحفر على مجموعة من الأثاث الجنائزي المميز لهذه الفترة، بما في ذلك الأواني الأسطوانية والكمثرية الشكل ، بالإضافة إلى الأواني الحجرية أو الفخارية، وجميعها مزينة برسومات وأشكال هندسية وكتلة صغيرة من الصوان كانت تستخدم في الكحل".

وقالت  نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية للوجه البحري بالمجلس الأعلى للآثار: أن "مقابر العصر الانتقالي الثاني، ما يسمى بفترة الهكسوس، يبلغ عددها 37. ووجدت البعثة 31 منها ما يلي:  حفر شبه مستطيلة تتراوح أعماقها من 20 سم إلى 85 سم ،  وعثر على تابوت من الطين وطفل مدفون بداخله ، وقبران لطفلين مصنوعان من الطوب اللبن على شكل هيكل مستطيل".

كما عثرت البعثة على بعض الأثاث الجنائزي منها إناء فخاري صغير الحجم وخاتم فضي ، بالإضافة إلى مجموعة أفران ومواقد ، وبقايا أساسات من الطوب اللبن ، وتمائم جعران ومجوهرات كالأقراط ، وبعضها مصنوع من الأحجار شبه الكريمة.

وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية ، حسين عبد البصير ، لـ "المونيتور" عبر الهاتف: "هذا الاكتشاف مهم على كل المستويات حيث يلقي الضوء على مراحل الحضارة المختلفة ومن غير المعتاد العثور على مدافن الهكسوس في هذه المنطقة ، حيث دفنوا موتاهم في منطقة تل الضبعة [بمحافظة الشرقية في شمال مصر] ، التي كانت عاصمتهم. الاكتشاف أكثر روعة لأنه تم تنفيذه من قبل المصريين وحدهم ".

وأضاف: "الاكتشاف مهم للمنطقة التي عثر فيها على المدافن لأنه يلفت الانتباه إلى منطقة الدلتا الغنية بالآثار و التنقيب في المنطقة صعب بسبب طبيعة تربتها الطينية التي تختلف عن التربة الرملية في جنوب مصر"، وقال إن هذه المنطقة تحتاج إلى اهتمام عاجل لاستخراج الآثار المعرضة لخطر الغمر في نهاية المطاف.

وتنشط مصر في الترويج لآثارها لدعم قطاع السياحة ، الذي عانى من ضربات متتالية منذ انتفاضة 2011 ، وتحطم الطائرة الروسية في سيناء نهاية عام 2015 ، وتفشي وباء كوفيد -19 في عام 2020، وتساهم السياحة بما يصل إلى 15 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمصر ومصدر رئيسي للعملة الأجنبية.

وأوضح عبد البصير:  أن "هذا الاكتشاف له قيمة علمية أكبر ولم يحظ باهتمام إعلامي كبير مثل الاكتشافات الأخرى مثل المدينة القديمة التي تم اكتشافها في الأقصر ".

وقال بسام الشماع، كاتب في علم المصريات ومرشد سياحي ، لـ "المونيتور" عبر الهاتف إنه من المميّز العثور على مقابر في منطقة الدلتا حيث  كانت معظم المقابر المكتشفة في عام 2020 في سقارة بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة) والبر الرئيسي الغربي في الأقصر (جنوب مصر) وموقع أبيدوس في محافظة سوهاج (جنوب مصر).

وأشار شماع   إلى أن أي اكتشاف أثري لا يقدر بثمن بالنسبة للعلم ويضفي معلومات جديدة عن الحياة اليومية للأشخاص الذين عاشوا خلال هذه العصور مثل الطعام الذي أكلوه واستخدامهم للموارد وتعليمهم وكيفية تنظيم المساحات الحضرية.