رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرائم «الإرهابية» بعد فض بؤرة رابعة: اغتيالات وتفجيرات وإحراق للمنشآت

جرائم الإرهابية
جرائم الإرهابية

حالة السعار التى أصيبت بها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، بعد عرض مسلسل «الاختيار ٢»، تعكس حجم النجاحات التى حققها العمل الدرامى المميز، فى كشف جرائم التنظيم والكوارث التى ارتكبها، ومدى دموية الجماعة التى ظهرت بشكل أكبر بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة الإرهابيين، حيث أرادت تلك العصبة المارقة أن تحول مصر إلى ساحة للفوضى والتخريب الممنهج، لولا عناية الله التى أنقذتها، وقوة ويقظة القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة التى حافظت على البلد من السقوط. وفى السطور التالية، تستعرض «الدستور» أبرز المحطات الرئيسية فى سلسلة جرائم الجماعة الإرهابية، التى تعددت بين محاولة قطع الطرق واستهداف أقسام الشرطة واغتيال أفراد من القوات المسلحة ووزارة الداخلية، وتدمير وحرق مؤسسات حكومية وغيرها من الجرائم.

 

اقتحام وإحراق ديوان عام محافظة الجيزة

 

إثارة الشغب والاشتباك مع المواطنين فى الشوارع وحرق الأقسام، كان أول بنود مخطط الإخوان الذى تم إعداده داخل اعتصام رابعة، حيث كشفت تحريات الأمن الوطنى عن أن المرشد العام للجماعة محمد بديع اجتمع بعدد كبير من قيادات التنظيم بالمحافظات بتاريخ ١١ أغسطس ٢٠١٣ قبل فض الاعتصام بـ٣ أيام، فى غرفة ملحقة بمسجد رابعة العدوية.

وأظهرت التحريات أن المرشد كلف القيادات، خلال الاجتماع، بكل الأعمال العدائية التى ستقوم بها الجماعة فى حالة فض الاعتصام وعدم تلبية مطالبهم بعودة المعزول محمد مرسى، وتضمن المخطط أن تخرج مسيرات ومظاهرات فى مختلف أنحاء المحافظات واستغلال تلك المسيرات فى إثارة الشغب والاشتباك مع المواطنين المعارضين لهم والتعدى على أقسام الشرطة والكنائس والمنشآت الحكومية، خاصة دواوين المحافظات، والتزمت القيادات بتوصيل الخطة الموضوعة إلى أعضائها وتنفيذها.

وعلى إثر ذلك، نفذت الجماعة مخططًا تخريبيًا فى محافظة الجيزة، حيث تبين من التحقيقات أنه فى يوم ١٥ أغسطس وعقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، وتنفيذًا لتكليف المرشد، اتصلت ٨ قيادات إخوانية بالجيزة بـ٣ من أبرز القيادات بمنطقة العياط وطالبتهم بإمدادهم بالعناصر المخصصة لإثارة الشغب، فضلًا عن عدد من أعضاء الجماعة للمشاركة فى المسيرات، وبالفعل خرجت مسيرة ضخمة توجهت إلى مبنى محافظة الجيزة بشارع الهرم وخلال ساعتين تم اقتحامه وحرق المبنى والاستيلاء على محتوياته.

وتبين من أقوال ضابط الأمن الوطنى مجرى التحريات، أمام شريف أشرف، مدير نيابة العمرانية آنذاك، أن ٢٢ عنصرًا من العياط و١١ من العمرانية شاركوا فى جريمة الاقتحام، تحت إشراف قيادات الإخوان بالجيزة، بعد إمدادهم بزجاجات المولوتوف الحارقة والأسلحة، فضلًا عن ٦ عناصر إجرامية تم استئجارهم مقابل مبالغ نقدية تراوحت بين ٣٠٠ و٥٠٠ جنيه للفرد. 

 

قتل 14 ضابط وفرد شرطة والتمثيل بجثامينهم فى كرداسة

اقتحام مركز شرطة كرداسة وسحل وقتل ١٤ ضابط وفرد شرطة، إحدى أبرز الجرائم البشعة التى ارتكبتها الجماعة فى يوم ١٤ أغسطس من عام ٢٠١٣، حيث عقد المتهم عبدالسلام بشندى، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة الإخوانى المنحل، اجتماعًا بمسكنه قبيل فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة ضم العديد من العناصر المتطرفة للإعداد لخطة مواجهة الدولة حال فض الاعتصامين.

واتفق هؤلاء الإرهابيون، خلال الاجتماع، على الإجراءات الهجومية والتصعيدية ضد قوات الشرطة والمنشآت العامة وعقب اتخاذ الدولة إجراءات فض الاعتصامين، احتشد المجرمون ببلدتى كرداسة وناهيا واستخدموا مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد فى تحريض الأهالى على التجمهر أمام مركز شرطة كرداسة لتخريبه، وأعدوا السيارات والوسائل اللازمة لنقل المشاركين فى التجمهر ومن انضم إليهم من العناصر الإجرامية المسجلة، ثم أغلقوا مداخل البلدة تحسبًا لمواجهة قوات الأمن حتى الانتهاء من تخريب مركز الشرطة وقتل من فيه من الضباط والأفراد.

وتوصلت تحقيقات النيابة العامة إلى أن الجناة تمكنوا من تدبير الأسلحة النارية من البنادق الآلية والخرطوش والذخائر وقذائف صاروخية «آر بى جى» وعبوات السوائل الحارقة «المولوتوف» والأسلحة البيضاء والعصى وقطع حادة من الحجارة ولودر يستخدم فى أعمال الهدم، وتوجهوا صوب المركز وأطلقوا القذائف الصاروخية تجاه السيارة المدرعة الخاصة بتأمين المركز والسور الخارجى فقتلوا اثنين من أفراد الحراسة.

وتمكن الجناة من اقتحام المركز وتهديد مَن فيه من رجال الشرطة بالأسلحة النارية والقذائف الصاروخية، والاستيلاء على الأسلحة الموجودة داخله ثم تعدوا على القوات بطريقة وحشية، ثم أجبروهم على الخروج من مركز الشرطة واحتجزوهم داخل ورشة لإصلاح الدراجات بجوار المركز وتناوبوا الاعتداء عليهم وتصويرهم على هذه الحالة لإذلالهم.

وتبين أن الإرهابى محمد نصر الغزلانى، زعيم الإرهابيين، أطلق النيران بكثافة صوب الرهائن الذين حاول بعضهم الفكاك عبر الشارع السياحى فاعترضهم الجناة لمنعهم من الهرب وعاودوا الاعتداء عليهم بقسوة حتى قتلوا ١٤ ضابطا وفرد شرطة واستمر بعضهم فى إطلاق النار على جثامين الشهداء بعد وفاتهم.

واستكمل الإرهابيون تنفيذ مخططهم الإرهابى بالتعدى على نائب مأمور المركز بالضرب المبرح وقطعوا شرايين يده اليسرى وعذبوه حتى قتلوه ثم حملوا جثمانه بسيارة أحدهم وجابوا بها شوارع البلدة مبتهجين بفعلتهم. 

إحراق 13 مبنى حكوميًا و20 منشأة كنسية و3 مدارس بالمنيا

 

نالت محافظة المنيا النصيب الأكبر من الإرهاب الإخوانى عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث تعرض ١٣ مبنى حكوميًا للحرق ومحاولات الحرق، إضافة لاقتحام وحرق ومحاولات حرق أقسام شرطة مطاى والعدوة وغيرهما، وحرق قرابة الـ٢٠ مبنى كنسيًا و٣ مدارس بخسائر قدرت حينها بصورة مبدئية بـ٢ مليار جنيه.

واقتحم الإرهابيون مركز شرطة مطاى، وارتكبوا جريمة قتل العميد مصطفى رجب العطار، نائب مأمور المركز، وشرعا فى قتل الضابط كريم فؤاد هنداوى، والشرطى علاء محمد حافظ، كما ارتكبوا جرائم تخريب مركز الشرطة وإشعال النيران فيه، وإتلاف الدفاتر والسجلات الرسمية، وتمكين المحبوسين داخله من الهرب، وسرقة الأسلحة والمهمات الأميرية داخل المركز.

وتزامنًا مع فض الاعتصام، تجمهر الإرهابيون أمام مركز شرطة العدوة، وتمكنوا من اقتحامه تحت تهديد الأسلحة النارية والبيضاء، وقتل اثنين من أفراد الشرطة والشروع فى قتل عدد آخر من رجال الشرطة، إضافة لتخريب مركز الشرطة وإشعال النيران فيه، وفى سيارات ومركبات ومعدات الشرطة، وإتلاف الدفاتر والسجلات الرسمية، ومكنوا ٣١ متهمًا من المحبوسين داخله من الهرب، وسرقوا جميع الأسلحة والمضبوطات.

كما شهدت الأحداث فى المنيا، حرق وتدمير ١٨ كنيسة أبرزها كنائس «السيدة العذراء بدير الأنبا إبرام بقرية دلجا بمركز ديرمواس، والكنيسة الإنجيلية بملوى، ومار جرجس بأبى قرقاص، ومار جرجس بالمنيا، والجيزويت بالمنيا، وقلب يسوع للكاثوليك بملوى، وبلهاسيا بمركز مغاغة، ومطرانية ديرمواس، والأمير تادرس الشطبى المنيا، والأنبا موسى المنيا، ومارمينا المنيا والإنجيلية بحى أبوهلال، والرسولية ومارمينا بنى مزار، والعذراء بنى مزار، وغيرها.

واندلعت أحداث عنف وشغب فى قرية دلجا، حيث أشعل إرهابيون النيران فى مجمع خدمات تابع للكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة السيدة العذراء ودير الأنبا إبرام، واستهدفوا منزل الأنبا أنجليوس وأكثر من ٢٠ منزلًا من منازل المسيحيين بالقرية.

 

اغتيال قيادات أمنية فى تفجيرات أمام جامعة القاهرة

نفذ إرهابيو الجماعة عدة تفجيرات فى محيط جامعة القاهرة، حيث زرعوا فى يوم ٢ أبريل ٢٠١٤ قنابل وعبوات ناسفة أسفل شجرة بالميدان بجوار تمركز قوات أمن الجيزة والأمن المركزى المكلفة بتأمين ميدان النهضة والجامعة، ما أدى لاستشهاد رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة وحكمدار الجيزة وإصابة ٥ ضباط آخرين بينهم قيادات لتشكيلات أمنية ومرورية. 

وكشفت التحقيقات عن أن الجماعة الإرهابية زرعت عبوتين بإحدى الأشجار المواجهة للباب الرئيسى لجامعة القاهرة أسفل شجرة مجاورة لتمركز قوات الأمن، وأن العبوتين تم وضعهما لإرهاب الدولة وقتل ضباط الشرطة.

كما زرعوا قنبلتين لاستهداف نقطة تمركز تأمين مقر السفارة الإسرائيلية القديم حيث تم وضع القنبلة الأولى بجوار السور الحديدى للكوبرى، المواجه لتمركز قوات الأمن، وانفجرت وأحدثت دوى انفجار شديدًا، نتج عنه تحطم بعض أجزاء من الأسياخ الحديدية للكوبرى، دون وقوع إصابات فى نقطة التأمين.