رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإيكونوميست»: كوبا تعكف على تطوير لقاحات كورونا دون نتائج معلنة

لقاحات كورونا
لقاحات كورونا

ذكرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن كوبا تعكف على تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد وتجرى تجارب على متطوعين للتحقق من مدى فاعلية هذه اللقاحات، لكن نتائج هذه التجارب ما زالت غير معلومة.


وأوضحت المجلة البريطانية، في تقرير لها بهذا الشأن، أن "كوبا تقوم حاليا بتطوير خمسة أنواع من اللقاحات المحتمل استخدامها للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، ومن بينها لقاح /سوبيرانا – 2/ الذي تطوره شركة /بايو كوبا فارما للتكنولوجيا الحيوية/ المملوكة للدولة".


وأضافت أن "المركز الكوبي للمناعة في العاصمة /هافانا/ ينتج مكونا رئيسيا في هذا اللقاح، وجرى تطعيم أكثر من 44 ألف متطوع به حتى الآن لتجربته، كما تم شحن 100 ألف جرعة من هذا اللقاح إلى إيران لإجراء المزيد من التجارب عليه".


وأشارت إلى أن "الحكومة الكوبية تتطلع لإنتاج 100 مليون جرعة من هذا اللقاح بحلول نهاية العام إذا نجحت هذه التجارب، وأي لقاحات لا تُستخدم محليا ربما ستباع لحلفاء كوبا في الخارج مثل فنزويلا"، لافتة إلى أن مسئولين كوبيين يفكرون أيضا في عرض التطعيم بهذه اللقاحات على السياح من أجل كسب عملة صعبة.


وقالت مجلة الإيكونوميست في تقريرها: "إن كوبا ربما تصبح أصغر دولة تنتج لقاحات مضادة لفيروس كورونا، لكن الأمر ما زال يتطلب الانتظار لمعرفة ما إذا كانت ستكون هناك موافقة على استخدام تلك اللقاحات في الخارج أم لا؟ ".


وأضافت أن "كوبا دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 11 مليون نسمة، وتعاني من نقص السلع الأساسية، ومع ذلك فإن تاريخها الطويل في مجال الأبحاث الطبية جعلها في وضع جيد نسبياً خلال فترة تفشي وباء فيروس كورونا".


وأشارت المجلة إلى أن نصف أطباء كوبا كانوا قد فروا إلى الخارج عقب اندلاع الثورة الشيوعية خلال عام 1959، وقالت: " إن الديكتاتور السابق، فيدل كاسترو، رد على ذلك بضخ أموال في مجال الرعاية الصحية على أمل أن يؤدي ذلك إلى إمكانية تصدير الأدوية مثلما يحدث مع تصدير السكر ، وعلى الرغم من حالة الانهيار الاقتصادي التي حدثت عقب تفكك الاتحاد السوفييتي وتوقف الإعانات التي كان يقدمها مطلع تسعينيات القرن الماضي، افتُتح المركز الكوبي للمناعة في هافانا".
ونقلت المجلة البريطانية عن الخبير الاقتصادي الكوبي ريكاردو توريس قوله: "لم تكن هناك أموال لشراء الغذاء في البلاد، لكن كان هناك مركز حديث لأبحاث السرطان ويستحق هذا المركز التضحية بالمال من أجله"، مضيفا أن "كوبا، بفضل المعهد، أصبحت تنتج خمسة ملايين جرعة من اللقاحات البسيطة أو المركبة للتطعيم ضد أمراض متعددة للاستخدام المحلي فقط سنويا".

 

دبلوماسية اللقاحات


وأوضحت "الإيكونوميست" أنه "مثلما انغمست حكومات العديد من الدول الكبرى في تطبيق دبلوماسية اللقاحات قام الحزب الشيوعي الكوبي بتكثيف دعايته لنظام الرعاية الصحية في كوبا، ويجري حاليا تطوير لقاحات متعددة مضادة لفيروس كورونا".


ولفتت إلى "إطلاق أسماء شهيرة على هذه اللقاحات، مثل لقاح مامبيسا وهو الاسم الذي اشتهر به الفدائيون الذين كافحوا ضد الحكم الاستعماري الإسباني، ولقاح "عبدالله" وهو اسم مسرحية لكاتب ثوري يدعى خوسيه مارتي وصفته صحف كوبية بأنه بطل".


وأشارت المجلة البريطانية إلى أن طابورا طويلا من المتطوعين كان يصطف منذ الساعة السابعة صباحا حول المركز الطبي بالقرب من قصر الثورة في هافانا، وكان المتطوعون ينتظرون بالساعات على أمل تجربة لقاح /سوبيرانا – 2/ الذي يوصف بأنه أكثر اللقاحات المطورة للتطعيم ضد فيروس كورونا.


وقالت إنه على الرغم من أن الإصابات في كوبا تعد قليلة مقارنة بمعظم دول العالم، حيث يتم تسجيل حوالي ألف حالة إصابة يوميا وأن هذا العدد يزيد عشرين ضعفا عما كان عليه في نهاية عام 2020، موضحة أن بعض هذه الزيادة نجمت عن تدفق الزائرين الأمريكيين من أصل كوبي الذين قدموا من الولايات المتحدة بعد إعادة فتح المطارات خلال شهر نوفمبر الماضي.

 

أمر محفوف بالمخاطر 


وترى الإيكونوميست أنه "حتى لو أثبت أحد تلك اللقاحات فعاليته، فمن المحتمل ألا تجني الحكومة الكوبية الكثير من المال جراء ذلك؛ لأن تطوير لقاح حديث أمر محفوف بالمخاطر حيث يتطلب رأس مال يفوق طاقة الاقتصاد الكوبي الذي يعاني من القيود المفروضة عليه".


وأضافت أن: "تكاليف التصنيع اللقاح تعتبر كبيرة؛ لأن كوبا تنتج القليل من المكونات محليا بدلا من الاعتماد على الواردات باهظة الثمن".


وأشارت إلى أن "نقص زجاجات اللقاح، على سبيل المثال، ربما يعرقل عملية تطعيم سكان كوبا ضد الفيروس، والمحصلة تتمثل في أنه على الرغم من احتمال أن تصبح كوبا أول دولة في أمريكا اللاتينية تنتج لقاحا ضد كورونا، إلا أنها تأخرت في تطعيم مواطنيها؛ فضلا عن أن التجارب الإكلينيكية للقاح ربما تستغرق عدة أشهر، كما لم يتضح بعد إذا ما كان التصنيع سيتم محليا أو سيجري الاستعانة بمصادر خارجية في إيران والصين أو تايلاند".


وقالت الدكتورة إيميلي موريس، أستاذة الاقتصاد بكلية لندن الجامعية، إن أنباء اللقاحات الكوبية المحتمل استخدامها هي أخبار سارة في حد ذاتها، لكن المواطنين الكوبيين العاديين لا يمكنهم العيش على الأخبار السارة فقط، خاصة في ظل حالة الغموض التي تكتنف نظام الحكم في بلادهم واحتمال أن يحكمهم حاكم من خارج عائلة كاسترو، للمرة الأولى منذ 60 عاما، وذلك عقب إعلان الرئيس راؤول كاسترو اعتزامه الاستقالة من رئاسة الحزب الشيوعي الكوبي.