رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عظيم ومتواضع وأسمى البشر.. «النبي» كما يراه توفيق الحكيم

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

كان للأديب الراحل توفيق الحكيم رؤية خاصة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يراه أسمى البشر جاء بمكارم الأخلاق، وأنه ليضحك ويبكي، ويأكل الطعام، ويمشي في الأسواق، ويستشير الناس حتى لا يخطئ، ويرضى ويغضب، ويرفض أن يقبل أحد يده أو ينحني له أو يسجد.

 

وفي مقال نشر بمجلة "الهلال" بعددها رقم 10 الصادر بتاريخ 1 أكتوبر لعام 1972، ذكر فيه رأي الحكيم في النبي محمد، موضحا: لقد مسرح الحكيم السيرة العطرة، ومن خلال مسرحيته تتجلى إنسانية محمد بأحلى معانيها، هو يبكي مصرع المبشر الصالح زيد بن عمرو، ويتألم لظلم المستضعفين، ويتفطر قلبه لقسوة الإنسان على أخيه الإنسان.

 

وأوضح توفيق الحكيم أن النبي كان إنسانا متواضعا غاية التواضع، يكره الصلف والاستعلاء، سمع أن عثمان بن عفان، الثري، زوج ابنته رقية، قد استعلى على العمل بيديه، وحين حثه عمار بن ياسر على ذلك بشدة ضربه وعيره بأمه، فكبر عليه ذلك، أن عمارا لأفضل من عثمان، فقد ضحى في سبيل الدعوة بأكثر مما ضحى عثمان، وهو أفضل منه لأنه يعمل، ومحمد لا يحب أن يشعر أحد أنه يفضل أخاه، إلا بعمله، ومضى يعنف عثمان بن عفان، فاعتذر هذا لعمار، وأقبل يعمل بيده، وفي شدة كربه جاءه المؤيدون يواسونه ويطرونه، فقال لهم في ضيق: لا تطروني، فقالوا: لماذا لا نطريك وأنت سيدنا جميعا، فنهرهم وثار عليهم.. يجب ألا يجعلوا له مقاما فوقهم، يجب ألا يقدسوه، فإن هو إلا بشر مثلهم يخطئ ويصيب، لا يعرف الغيب، وما هو بمعجز، فما البشر بمعجزين!

 

وعن النبي؛ قال توفيق الحكيم: محمد الإنسان يكره قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، لم يلجأ إلى القتال إلا مضطرا، ولكن الحرب شيء والاغتيال شيء آخر، غير أن قمة إنسانسية محمد كانت في تحرير العبيد، كان لا يفتأ يحض أتباعه على أن يحرروا عبيدهم، ورأى مرة أحد أصحابه يضرب عبده، فغضب وقال له: "الله أقدر عليك منك عليه"، فقال له صاحبه: "هو حر لوجه الله" فقال له محمد: "أما أنك لو لم تفعل للفحتك النار"، كما كان النبي بالنسبة للحكيم إنسانا عظيما، وقدوة ربه لبني جنسه.