رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيد ناشيد عن موكب المومياوات: ليلة تجلى الرّوح المصرية

سعيد ناشيد
سعيد ناشيد

مازالت أصداء موكب المومياوات الملكية تتردد في المحافل الدولية والعربية٬ لتعكس الإعجاب والانبهار الذي أصاب العالم لهذا الحدث التاريخي المصري.

وحول الحدث قال الباحث المغربي سعيد ناشيد: "لم يكن الموكب يشبه أي موكب آخر في العالم، لم يكن كرنفالا عاديا مثلما دأبنا على مشاهدته في مختلف أرجاء المعمورة، بل كان شيئا آخر أقرب إلى الحلم والقيامة ومواكب الآلهة في الملاحم القديمة والعظيمة، كان حدثا ملحميا سواء من حيث الشكل أو المضمون، وكان تكثيفا لعبقرية الإنسان المصري في أقصى مظاهرها الفنية والحضارية".

وتابع "ناشيد"، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": "كانت ليلة استثنائية بكل المقاييس، ليلة تجلي الرّوح المصرية في مشهد قيامة المومياوات الملكية وفق نبوءة مضى عليها آلاف السنين، ليلة عودة الروح المصرية التي تعرضت عبر تاريخها الطويل لضربات قاسية من الداخل والخارج، لكنها لم تسقط، بل بعد كل طعنة غادرة كانت تنهض مثلما تنبعث الأرواح من المقابر العريقة.

كانت ليلة استحضار الروح إذن، وكان كل شيء مصمما لكي ينجح ذلك الطقس الجليل، وقد كان طقسا لكنه كان درسا كذلك.

كان إيقاع قرع الطبول عند انطلاق الموكب يبدو كأنه دعوة إلى قيامة الروح، وكانت الروح العائدة تبدو كأنها تتراقص على إيقاع الطبول قبل أن تعلو أصوات الكورال الفرعوني المهيب، ثم تنطلق الموسيقى القادمة من فجر التاريخ، وأثنائها ينطلق الموكب الذي تتقدمه أطباق بلورية مضيئة هي نفسها التي كانت تنير طريق الفراعنة أثناء رحلاتهم، إحالة إلى قرص الشمس، وقد عادوا هذه المرة في رحلة جديدة استغرقت نحو 45 دقيقة على مسافة 7 كيلومترات تقريبا، من المتحف المصري في ساحة التحرير إلى متحف الحضارة في الفسطاط.

وأردف موضحا: "يتعلق الأمر بـ 22 مومياء ملك، ضمنهم 4 مومياوات ملكات، تم نقلهم على مركبات خلابة مصممة للغرض، إلى حيث المقام الذي يليق بعظماء الذاكرة المصرية، وبعظماء ملوك فجر تاريخ البشرية".

كانت ليلة حلم

لكننا نعلم أن الحلم هو لحظة الانكشاف التي ترسم الطريق، وأن الشعوب التي لا تحلم لا تصنع التاريخ، ثم أن النهضة لا تنطلق إلا من الفن الذي هو الروح والحلم والإرادة والوجدان، كانت ليلة حلم إذًا.