رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإدمان أو الجريمة.. الوجه الآخر للعبة «بابجي»

بابجي
بابجي

لا يمر يوم إلا وتتسبب الألعاب الإلكترونية في حادث جديد، في الأغلب يكون ضمن فئة المراهقين وربما الأطفال، الذين يقضّون ساعات طويلة على الهواتف المحمولة للخوض في غمار تلك الألعاب التي أصبحت خطر عليهم في الوقت الحالي.

وتعد من أخطر تلك الألعاب هي "بابجي" التي انتشرت بشكل كبير مؤخرًا بين الشباب والمراهقين، وأدت إلى وقوع حوادث متعددة للأهل بسبب إدمان الأطفال تلك اللعبة الإلكترونية إلى جانب عدد من الألعاب الأخرى التي انتشرت سريعًا.

واتساقًا مع ذلك، كانت آخر أضرار لعبة بابجي تلك، ما حدث مع شاب في كلية الحقوق والذي كان يقضي ساعات طويلة في تلك اللعبة بعد تخرجه بدون هدف، وبعد شهور من الخوض في غمارها قرر أن يجعل ما يحدث في اللعبة الافتراضية واقعًا ملموسًا.

وتقمص الشاب دور أحد أبطال اللعبة ونزل إلى الشارع للبحث عن مسرح لتنفيذ ما يحدث في اللعبة، واختار حارس أمن وأخرج سكينًا أخفاها بين طيات ملابسه ونحر بها رقبة الحارس وتركه غارقًا فى دمائه وهرب مسرعًا من المكان.

وتم تكثيف التحريات وإفراغ محتوى كاميرات المراقبة والقبض على الشاب الذى اعترف بجريمته وأبدى ندمه على فعلته قائلًا: «بابجى» هى السبب وأحالته المحكمة إلى مستشفى الأمراض العصبية والنفسية حتى يتم البت في القضية.

وبالفعل فهناك جرائم ووقائع مآساوية تحدث نتيجة إدمان الشباب للألعاب الإلكترونية والتي تعتبر بابجي من ضمنها، وهناك بالفعل ضحايا تحولوا إلى مدمنين لتلك الألعاب، وتحدثت "الدستور" مع عدد من الأهالي الذين لجأوا إلى عيادات نفسية لعلاج أبنائهم من إدمان الألعاب الإلكترونية.

أدمن نجل رنا محمود، ثلاثينية، لعبة بابجي فور صدورها وصار يقضي أغلب أوقات يومه في غمار تلك اللعبة مستغنيًا بها عن الأكل والشرب والحياة اليومية لاسيما خلال فترة الحظر التي فرضتها جائحة فيروس كورونا خلال العام 2020.

قالت: "24 ساعة مفيش حاجة غير بابجي والألعاب الإلكترونية لا بيخرج ولا بيأكل ولا بيكلم حد وكل محاولات إقناعه أن ده خطر فشلت وأصبح مدمن للألعاب دي بشكل كبير وتحولت من وسيلة للترفيه لشيء ملوش أي فايدة شاغله طول الوقت".

أوضحت أنها لم تعرف لتلك المشكلة حل سوى اللجوء إلى إحدى العيادات النفسية لتخليص ابنها من ذلك الإدمان، لاسيما أنها ليست لعبة مفيدة: "روحت للدكتور وهو اللي ساعدني أخلصه من إدمان اللعبة دي، وبدأت أشغله بأنشطة تانية مفيدة ومهمة وفيها حركة عشان جسمه، لأن الألعاب الإلكترونية ممكن فعلًا توصل الشباب للإدمان".

ولم تكن جريمة شاب كلية الحقوق هي الأولى، ففي منتصف عام 2020 لقى طفل يبلغ من العمر 15 عامًا، مصرعه إثر تلقيه طعنة نافذة في القلب من قبل أحد أصدقائه الذى يصغره بعام واحد، بعد مشاجرة اندلعت بينهما، بسبب خلاف نشب بينهم على لعبة "بابجي".

أما عبير رجب، عشرينية، فقد عانت مع نجلها الوحيد أشد المعاناة بسبب إدمانه لعبة بابجي، والتي كانت تجعله يعكف داخل حجرته 24 ساعة لا يفعل شيء سوى الدخول في حروب افتراضية مع أصدقاؤه في لعبة بابجي.

قالت: "كان سايب مذاكرته وحياته كلها عبارة عن لعبة بابجي رغم إنها المرة الأولى اللي يعرف فيها يعني إيه ألعاب إلكترونية، لكن اللعبة دي جذابة بشكل مش طبيعي وممكن تخلي الأطفال يفضلوا طول الوقت عليها بدون أي فايدة".

تابعت: "كل المحاولات فشلت سواء العقابية أو التفاهمية وكان بينزل يلعب في محلات الكمبيوتر بالساعات، مكنش قدامي حلول غير العلاج لأنه فعلًا مدمن، وروحت عيادة علاج إدمان السوشيال ميديا لأن فيها جزء يخص الألعاب الإلكترونية".

وأضافت: "العيادة دي بتعالج مدمنين الألعاب الإلكترونية والسوشيال ميديا عمومًا، فيها جلسات نفسية وحكي ومحاولة شغل نشاط الطفل بحاجات تانية، وفعلًا بعد شهرين بدأ يستجيب للعلاج وقلل عدد ساعات الألعاب الإلكترونية في اليوم الواحد".

وفي آواخر عام 2018، قتل طالب في الإسكندرية معملته بسكين حاد في جريمة بشعة هزت عروس البحر المتوسط، بسبب لعبة إلكترونية، حيث قتلها الطالب تنفيذًا لأوامر اللعبة بأن يقتل شخص يوم مولده، وسدد لها عدة طعنات لقيت مصرعها على إثرها في الحال.