رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الوصلات للباروكة.. كيف تطور الشعر المستعار عند المصريين القدماء؟

الشعر المستعار
الشعر المستعار

في العصور القديمة كان الشعر يعتبر أكثر أدوات الزينة شيوعًا، كونه في متناول الجميع وعلى الرغم من أن الشعر الطبيعي قابل للتصفيف بعدد لا يحصى من الأشكال إلا أن الباروكة كان يتم استخدامها وقتها بشكل كبير، حيث تنوعت تسريحات الشعر لاعتبارات مناخية وعملية. فحرارة الجو من الممكن أن تدفع النساء لحلق شعرهن، وعلى الرغم من أن غطاء الرأس كان كفيلًا بتجنب أشعة الشمس، إلا أن غطاء الرأس الأمثل في هذا التوقيت هو الشعر المستعار.

◄ صناعة الشعر المستعار

كانت تتم التوصية على صناعة الشعر المستعار من جانب فنيين ومدربين على هذا الأمر، أما الكهنة فكان يخدمهم في هذا الشأن أفراد يحملون ألقابًا مثل المشرف على صناعة الباروكات، وهذا ظهر من خلال جداريات المقابر حيث يظهر عليها مصففو الشعر وهم يضفرونه ويمشطونه ويضيفون إليه وصلات الشعر المستعار.

وكانت الباروكات تتم صناعتها في ورش متخصصة وكذلك الدبابيس والأمشاط وبعض الأدوات الأخرى، فكانوا يصنعون الوصلات والضفائر المتنوعة والجدائل المتموجة وينسجونها فوق قاعدة من الخيوط المجدولة والمضفرة يضعونها فوق رأس خشبية، وعندما تكتمل الباروكة تتم تغطيتها بشمع العسل الدافئ وضمع الراتنج بعد إذابته عند درجة حرارة 60 درجة عندما يبرد، حيث يثبت الشعر على التصفيف المراد ليقاوم حرارة ورطوبة المناخ في مصر.

◄ أفضل شعر مستعار

يعد أفضل شعر مستعار تم اكتشافه حتى الآن في صندوق من البوص تم العثور عليه داخل مقبرة في قرية العمال في دير المدينة، وهو عبارة عن باروكة كاملة من الشعر الطبيعي، به جدائل بنية حلزونية مركبة فوق مقاطع من مئات الضفائر البنية الداكنة، فالنساء حينها كن يفضلن التصفيفات البسيطة التى تبدو مثل الطبيعي وهناك بعض النساء كانوا يدفنون معهن الباروكات الخاصة بهن مثل الأميرة حنتمبت 1500 ق.م.
◄ البرديات القديمة

كما تعد البرديات القديمة دليلًا على أن الشعر المستعار كان يتم استخدامه في الحفلات كجزء من الأمور الأكثر جاذبية للمرأة والملكات بالتحديد حيث كان التاج المصمم من زهرة اللوتس هو الأكثر انتشارًا بين أدوات الزينة، وبداخل المقابر الحديثة تم اكتشاف الأمشاط المصنوعة من العاج والخشب والمرايا الفضية والنحاسية بأشكالها المختلفة، حيث يعكس هذا الموضة لدى المصريين القدماء باختلاف العصور.

واستمر تصنيع الشعر المستعار في مصر خلال العصر البطلمي، حيث كانت الباروكات يتم تصنيعها بالكامل من ألياف النخيل أو العشب، وكان الشعر الطبيعي لا يزال يتم استخدامه لصناعة قطعة جامدة من الشعر المستعار تشبه الهلال وكان يتم ارتداؤها في أعلى الجبهة في مقدمة الرأس، حيث الدليل على ذلك الأوربيس وهو تمثال موجود في مصر في مدينة كوم غراب بالفيوم.