رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهجوم الإيراني على السفينة الإسرائيلية.. حادث فردي أم بداية سلسلة هجمات؟

السفينة الإسرائيلية
السفينة الإسرائيلية

يسود القلق المستوى السياسي والأمني في إسرائيل بعد التفجير الذي لحق بسفينة الشحن الإسرائيلية في خليج عُمان الأسبوع الماضي، وهي السفينة التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار المقرب من رئيس الموساد يوسي كهين.

أبحرت السفينة من الدمام في السعودية في طريقها إلى سنغافورة، لكن على الطريق، وفي مقابل ساحل مسقط وقع الانفجار، ترك الانفجار ثقبين كبيرين على جانبي السفينة عرضهما متر ونصف المتر، لكن محرك السفينة لم يصب بضرر، فواصلت الإبحار وأبحرت إلى مرفأ آمن لإصلاح الضرر.

بعد الحادث وجهت إسرائيل أصابع الاتهام إلى إيران، فالإيرانيين كانوا يعرفون أن مالك الباخرة إسرائيلي، ولهذا هاجموها، في المؤسسة الأمنية مقتنعون بأن ما جرى هو عمل مقصود ضد هدف محدد، صحيح أن الباخرة أبحرت وهي ترفع علماً لجزر الباهاما، وملكيتها تعود لشركات مسجلة في الخارج، لكن ليس صعباً أن تعرف إيران أن مالك السفينة هو رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار، الذي يملك عشرات البواخر المتخصصة بشحن السيارات، يبدو أن الإيرانيين قاموا بعمل استخباراتي دقيق في جمع المعلومات عن الباخرة وحركتها.

اهتمت المؤسسة الأمنية في إسرائيل بفحص الهجوم، وكان السؤال الأهم: هل الحادث فردياً أم بداية لسلسة هجمات إيرانية نحو إسرائيل؟

الإجابة ستكون واضحة إذا نفّذ الإيرانيون هجوماً آخر، ووقتها ستشعر تل ابيب أن كل ماهو إسرائيلي في العالم مُهدد من قبل إيران، وحتى الآن ليس واضحاً بعد، ولكن التقديرات تشير أنه سيكون عمليات أخرى للإيرانيين.

خلاف عسكري استخباراتي حول الرد على طهران

في الغرف المغلقة بتل أبيب، نشب خلاف بين المستوى الاستخباراتي والعسكرية، فرأى رئيس الموساد يوسي كهين ضرورة توجيه ضربة إلى "الإيرانيين"، وطالب برد شديد يردعهم عن التحرك مجدداً، بينما رأى رئيس الأركان أفيف كوخافي أن من الأفضل أن يكون الرد مدروساً، من دون المخاطرة بفتح معركة واسعة وعابرة للحدود، إسرائيل ليست معنية بها في الوقت الحالي، بحسب التقارير، موقف كوخافي هو الذي سيتم تطبيقه، وتم الاكتفاء بمجموعة من الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا.

تسرب نفطي واستهداف السفارة الإسرائيلية في دلهي

في إطار المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران، كانت الأهداف الإسرائيلية خارج النطاق، أما في العملية الحالية فقد رفع الإيرانيون مستوى رهانهم، وبدأوا بالمس المباشر بأهداف إسرائيلية.

الحادثة لم تكن الأولى، فقبل أسابيع قليلة، انفجرتعبوة ناسفة بالقرب من سفارة إسرائيل في نيودلهي دون إصابات.

كما ظهرت تقارير حول التلوث بالقطران على الساحل الإسرائيلي الأسبوع الماضي بعد أن جرفت مياه البحر حوتا نافقا يبلغ طوله 17 مترا على الساحل الجنوبي لإسرائيل، بالإضافة إلى كائنات بحرية أخرى ميتة.

ذكرت وسيلة إعلام إسرائيلية أن ناقلة نفط خام تبحر تحت العالم اليوناني وترسو حاليا قبالة سواحل إسبانيا هي المتسببة بكارثة التسرب النفطي التي غطت معظم شواطئ البحر الأبيض المتوسط في إسرائيل، فيما نفت نفت الشركة اليونانية المالكة للسفينة، أي تورط لها في التسرب قبالة سواحل إسرائيل، فيما أشارت تقارير إلى بصمات إيرانية في الكارثة البيئية التي شهدتها إسرائيل.

حادث فردي أم سلسلة هجمات؟

القرب الزمني بين الحوادث الثلاث ضاعف القلق في تل أبيب، ورجحت التقديران بأن الهجوم هو بداية لسلسلة هجمات إيرانية نحو إسرائيل.
وفقاً للتقديرات الأمنية الإسرائيلية، فإن الهجوم على السفينة هو الرد الإيراني المُتوقع على اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة؛ في نوفمبر الماضي في ضواحي طهران (في عملية نُسبت إلى الموساد).

كما أن قائد فيلق القدس اسماعيل قاني، يسعى إلى الانتقام لاحتواء حالة الاحتقان والغضب المتراكم في الوحدات بالحرس الثوري الإيراني. وبحسب المسؤولين الاسرائيليين هناك تحذيرات لتنفيذ هجمات إيرانية جديدة في البحر الأحمر وفي الخليج العربي ضد سفن إسرائيلية بهدف الحاق الضرر بأهداف اسرائيلية، ردا على اغتيال "زادة" وتنفيذاً للتهديدات الإيرانية بالرد "بطريقتها" على اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.