رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جسم سليم».. ماذا قدمت الدولة لتحارب السمنة؟

السمنة
السمنة

حينما يؤثر الوزن على الصحة والحركة والمنظر العام للجسم ندعو ذلك "سِمْنَة " ففي تعريفها العلمي مرض معقد يتضمن وجود زيادة مفرطة في كمية الدهون بالجسم، وللبعض ليست مجرد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي، فهي مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بأمراض ومشكلات صحية أخرى مثل، مرض القلب، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم وأنواع معينة من السرطان، ومن بين من وقعوا في شركها محمود سمير.

يروي "سمير" أنه كتب عليه أن يعيش شيخوخة مبكرة في سن الأربعين بعد أن تجاوز وزنه الـ 180 كيلو جرام، حيث يعاني لحظيًا في كل أنشطة حياته من أول الاستيقاظ من النوم وصولًا للعودة إليه، ولم يستطع أن يخسرهم بذاته أو ادخار مبلغ كاف لإجراء جراحة تكميم معدة أو تحويل مسار أمعاء من شأنها تخفيض وزنه بشكل سريع ينقذ حياته، وحينما أطلقت الدولة مبادرة لمعالجة السمنة والتقزم مطلع 2019، حاول الاستنجاد بها والاستفادة منها لكن لم يكن يعلم سبيل للوصول لها لذا يذكر أنه استغل منصات التواصل الاجتماعي لطلب النجدة من الرئيس السيسي لإنقاذ حياته، وبالفعل كانت الاستجابة أسرع مميا يتوقع.

نُقل من مدينته، المحلة الكبرى، إلى مستشفى دار الشفاء بالقاهرة ليجرى له جراحة عاجلة في أغسطس 2020 على يد فريق جراحة سمنة على أعلى مستوى وخلال 4 أشهر فقد 80 كيلو ليصبح وزنه 100 كيلو، وفي الشهرين الماضيين يذكر أنه يخضع لمتابعة مستمرة تعتمد على الرياضة ونظام غذائي دقيق يصلح لحالته الصحي ليس آنيًا فقط لكن مستقبليًا أيضًا لضمان عدم زيادة وزنه مرة أخرى.

علاج "سمير" بالمجان كليًا زرع فيه إحساس بالمسؤولية مما دفعه لتغيير نمط حياته، فأقلع عن التدخين مؤخرًا لتحسين كافة وظائفه الحيوية.

وليس هذا النموذج الوحيد الذي استهدفته الدولة في الفترة الأخيرة، حيث أطلقت وزارة الصحة والسكان منذ عامين حملة موسعة لمعالجة السمنة ضمن حملة 100 مليون صحة بتوجيه مباشر من السيد الرئيس، وتعمل بالتوعية على المستوى الجمعي، حيث تقدم النظم الغذائية الصحية السليمة وطرق التخلص من السمنة في كل وسائل الإعلام المختلفة، وهو برنامج مستمر لأربعة أعوام، الاهتمام بهذا الشق أتى من تسبب الوزن الزائد في العديد من الأمراض المزمنة التي صعب معالجتها ضمن " 100 مليون الصحة " وأحرزت الحملة نتائج ملفتة على مستوى 20 محافظة حتى الآن.

ويعتني المجلس الأعلى للصحة برسم السياسات الصحية ومتابعة تطبيقها بدون أي تقصير، مع التعرف على المعوقات التي تواجه المنظومة وتقديم الآليات اللازمة لحلها سريعا، فالدولة جادة في الاهتمام بملفات الصحة كافة.

وزارة الصحة: تقدم نظام صحي يومي لا ينبغى تجاهله ويجب الابتعاد على الأطعمة المعلبة
من هنا تحرص وزارة الصحة والسكان على تقديم روشتة علاجية للمواطنين بشكل يومي فيما يخص الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، وفي نفس السياق تحذر من عدة أطعمة تتسبب في سمنة مفرطة على مدار زمني قصير ويجب الامتناع عنها مثل القشطة والمايونيز والتقليل من الأطعمة العالية الدهون والتي تسبب سمنة مفرطة كالزبدة والجلد والدهن واللحوم المصنعة والأجبان الكاملة الدسم واستبدالها بالدهون الصحية كزيت الزيتون والزيت الحار وتناول الأسماك مرتين، وتنشر ذلك على منصتها الالكترونية والصحف كي يصل لاكبر عدد من المواطنين.

والبرنامج الذي تقدمه ينوه على ضرورة التقليل من الخبز والأرز والمكرونة والبطاطا لأنها تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات.

عبد اللطيف المر: النظام الصحي في الأكل يجب أن يبدأ من الطفولة
وعقب الدكتور عبد اللطيف المر، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بجامعة القاهرة، أن الازمة الحقيقة التي تتسبب في السمنة لا تعتمد فقط على الأكل الغير موزون والأطعمة الضارة بكميات هائلة، لكن للأمر شق ثقافي فالتربية تقوم من البداية أن صحة الطفل تعتمر على كون جسمه الطفل ممتلئ ووزنه زائد وبالتبعية تقل حركته مع تقدم العمر فيصعب تغيير ذلك، لكن في الواقع كل الأطعمة لا ينبغي منعها بل يكتفى بالاقتصاد فيها، حتى عالية الدهون لكن مع نشاط حركي يساعد على الحرق السريع قبل التراكي في الجسم.

وأشار إلى أن القشطة التي منعت عنها الوزارة هي المعلبة كونها تحوي كيميائية تساعد في الإصابة ببعض الأمراض، فضلا عن المواد الحافظة التي تسبب الإصابة بالأمراض المزمنة، لها القدرة على إحداث إلتهابا في المعدة لاحتوائها على بكتيريا ضارة والتي تصيب الجهاز الهضمي للإنسان وخاصة القاولون، وبشكل عام القشطة مهمة فبها كم هائل من الفيتامينات ؛ ولكن يجب الحذر عند تناولها فيجب تناول ما يتناسب الجسم واحتياجته للحصول على فوائدها، خاصة أنها مهمة في تنظيف المعدة، وما يقال عليها ينطبق على باق الأطعمة المحظورة.