رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تريند «تحريك الموتى» ينتشر.. وخبراء: من الخطر توافر تلك التقنية للعامة

ماي هيرتدج
ماي هيرتدج

خدمة إليكترونية حديثة قدمها موقع "ماي هيرتدج" وهو منصة إليكترونية مهتمة بعلم الأنساب والعلاقات العائلية، عبر أحدث تقنيات الحمض النووي الحديث المنصة تضم 4 مليارات شخصيات من مختلف الأزمنة، وتضم 36 مليون مستخدم.

التجربة الجديدة أتاحت لكل من لديه حنينًا وتشوقًا للرجوع إلى الماضي أن يستعيد ذكرياته مع أحبائه بعد وفاتهم، عن طريق توفير الموقع لتقنية جديدة تسمى التزييف العميق أو" ديب نوستالجيا"، والتي بإمكانها أن تحرك الصور الثابتة للمتوفين، أي يمكنها أن تحرك عيني المتوفي يمينًا ويسارًا، بل أن تظهر عليه كذلك بعض الانفعالات العاطفية، لتجعله وكأنه جزءًا من فيديو قصير.

لاقت هذه التقنية، إعجاب الكثير من الأشخاص فبدأوا باستخدامها وتم تداولها على مواقع فيسبوك وتويتر، معتبرينها وسيلة تصبرهم على فراق أحبائهم.

على الجانب الآخر وجد البعض هذه التقنية "مفزعة" لتحكمها في ملامح أشخاص توفت وتوقفت عن الحركة تمامًا إلى الأبد، فتأتي هذه التقنية وتعيد حركاتهم وكأنها أحيتهم من جديد.

ويرى خبير البرمجيات مالك صابر، أن تقنية "ديب نوستالجيا" تعد أقل من مستوى تقنيات تكنولوجية عديدة أصبحت متاحة الآن، موضحًا أن تقنية الديب النوستالجيا ماهي إلا استخدام العديد من المؤثرات التي أصبح من المعتاد استخدامها حاليًا في هذا العصر التكنولوجي الصارخ الذي نعيشه.

وتابع "صابر" لـ"الدستور"، أن هناك العديد من كبرى أفلام هوليوود تستعمل تقنيات أعلى في التطور منها، والتي بالفعل يمكننا إطلاق لفظ "المخيفة" عليها لما تمثله من تطور تكنولوجي هائل، والذي قد يغير كثيرًا من إدراكنا للواقع بل ويعكس مفاهيمه تمامًا.

كذلك يوضح خبير تكنولوجيا الاتصالات محمود أمين، أنه من الخطر توافر تلك التقنية لدى العامة، مشيرًا إلى أن هذا التوافر قد يؤدي لاستخدامها في أغراض أخرى غير استعادة الذكريات، أو بث الحياة من جديد في صور من رحلوا، وأضاف أنه ربما يستخدمها البعض على الأحياء، وهذا ما وضح أنه بالفعل قد حدث مع بعض الشخصيات العامة مثل باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق، حين ركب باحثون في جامعة واشنطن الأمريكية فيديو مزيف له، استخدموا خلاله جهاز ذكاء اصطناعي لرسم نموذج متحرك لفم أوباما مكنهم أن يضيفوا إليه أي صوت وكلمات.

وأشار محمود أنه ينبغي التوعية بخطورة استخدام هذه التقنية من قبل الجمهور العادي، موضحًا ضرورة توعية المجتمعات المختلفة بما تستطيع تلك التقنيات فعله، لأنه لن يمكن فيما بعد السيطرة على مستخدمي التطبيقات الشبيهة بـ"ماي هريتج"، منوها بضرورة وجود قوانين حاسمة تحدد من يمكنه استخدام هذه التقنيات وفيما يستخدمها.