رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فالنتين السودان».. مع «موسى الزبير» شكل تاني

فالنتين السودان
فالنتين السودان

يعتقد في أن الحياة لا تساوي لحظة حزن؛ لذا قرر أن يرسم تجاعيد وجهه بلون الفرحة، فسار بين الناس بوجه باسم ضحوك، يوزع القفشات ويلقي النكات على المارة وفي مجالس السمر والونسة، حتى عرفه أهل حلته في منطقة "سراج" و"المربعات" و"الشقلة" بولاية أم درمان بجمهورية السودان بـ"الزول الضاحك"، أو "الرجل الضاحك".

قرر العم "موسى الزبير"-في العقد الخامس من عمره- في يوم عيد الحب، أن يتقمص دور "فالنتين السودان"، إذ ارتدى الزي السوداني باللون الأحمر، وخرج ليقابل الأهل والأصدقاء في يوم العيد، ليهديهم زهور الحب مغلفة بعطر الكلام.

العم "موسى الزبير" أو "فالنتين السودان" عرفه المقربون له بأنه حكاء لا يضاهيه أحد، فهو يحفظ الأساطير السودانية والأحداث التاريخية، وسلسال الأنساب حتى أقدم الجدود، فضلًا عن موهبته في السرد التي تجذب إليه الجموع ليستمعوا لحديثه في كل وقت.

"الدستور" قابلت "فالنتين السودان" في يوم عيد الحب بولاية أم درمان، وسألناه عن سبب ارتداءه للزي السوداني باللون الأحمر على الرغم أن معظم الشعب السوداني وخاصة أهل الولاية التي تفتقر إلى مظاهر الحداثة مقارنة بالعاصمة الخرطوم لا يعتقدون في هذا العيد وغيره من الطقوس الغربية، وقال: "الحياة قصيرة، وخسران من يفوت لحظة لا يضحك أو يفرح فيها".

وتابع "فالنتين السودان":" اليوم قررت أن ارتدي الزي السوداني باللون الأحمر، بالتزامن مع الاحتفال بعيد الحب العالمي، ليس بسبب المعني الرومانسي للحب، ولكن بسبب المعني الأشمل الأعم لمعني الحب الذي خلقنا من أجل الله سبحانه وتعالي، فنحن خلقنا لنحب بعضنا بعضًا، وليس من أجل أن نبغض بعضنا أو نكره أو ندخل في خصام، فالحب أسمى المعاني يا زول".

العم موسى، حفيد لأحد علماء السودان من عائلة صغيرون أحفاد العالم عيد الركابي الذي انتقل من شبه الجزيرة العربية إلى السودان وكان له بصمات واضحة في وضع أسس التربية والتعليم في السودان قبل مائة عام.

يقول موسى الزبير: "أصولي من ناحية والدي تمتد من شبه الجزيرة العربية، أما من ناحية والدتي فهي تمتد من جزيرة زرنيخ في أرض النوبة المصرية، والتي كان يعيش بها الجد "يعقوب المتجلي" الجد الأكبر لقبيلة الزرانخة في السودان".

ويتابع: "عاش الجد يعقوب المتجلي في الجزيرة علي أحد ضفاف نهر النيل، وسميت هذه المنطقة التي سكنها بـ"الحل فاية"، وكان لهذه التسمية قصة طويلة، إذ كان هناك ملك لجزيرة زرنيخ لدية ابنة مريضة بمرض عضال، ولم يستطع كل الأطباء أن يطببوها منه، فشار عليه الناس أن يذهب بها إلى الشيخ يعقوب المتجلي، فإنه شيخ له مكارم في شفاء الناس بفضل الله، وقد ذهب الملك إليه، ووعده في حال استطاعته شفاء ابنته من مرضها أن يزوجها له، واستطاع "المتجلي" أن يشفيها بفضل الله، وتزوج الأميرة" فاية"، وبعد ذلك زاع سيطه بين الناس، وبدأوا يذهبون إليه، وكانوا يقولون أنهم ذاهبون إلى الرجل الذي "حل فاية" أي حل عقدة الأميرة فاية".