رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ينقلب إلى ضده».. الإفراط في استخدام التنفس الصناعي قد يؤدي للموت

التنفس الصناعي
التنفس الصناعي

أصيبت السيدة كريمة الضبع صاحبة الـ65 عاما بكورونا سبتمبر الماضي، وعلى إثرها عُزلت داخل مستشفى اليوم الواحد بأشمون، واستمرت داخل الرعاية الحرجة مدة عشرة أيام، خاصة أنها مريضة سكر مزمنة وقد تعافت مؤخرًا من فيروس الكبد الوبائي "سي" كما يذكر ابنها الأكبر، مصطفى، بعد انقضاء تلك الفترة واستمرار إيجابية المسحة لثلاث مرات أصرت على الخروج من المستشفى، ومراعاة لحالتها النفسية واستقرار وضعها الطبي نسبيًا سمحت لها الإدارة بالخروج مع استمرار عزلها منزليًا.

يذكر "مصطفى" أن الطاقم الطبي تابع حالتها داخل المنزل نحو أسبوع، مع متابعة أطباء آخرين، لكن تدهورت حالة "كريمة" سريعًا، وزاد احتياجها للتنفس الصناعي نتيجة الالتهاب الرئوي الحاد ونقص نسب الأكسجين في الدم بشكل مخيف، احتاجت للاعتماد على أنابيب الأكسجين ووفرتها الأسرة بالتعاون مع إحدى الجامعات الأهلية التي وفرت كميات من الغاز المعبأ، لكن نظرا لخوف أبنائها المستمر على حالتها وضعوها تحت أجهزة التنفس الصناعي على مدار الـ24 ساعة، دون الالتزام بتعليمات الطبيب المشرف.

يكمل صاحب الثامنة والعشرين عاما أن متابعته للأخبار والتقارير المنشورة عن كورونا وحالات المرضى، جعلت لديه قناعة أن مرضى كورونا خاصة كبار السن في حاجة للأكسجين، الوساوس من تلك الفكرة كلف الأسرة حياة الأم.

هذه ليست بالحالة الفردية، فمن خلال متابعة ملايين المرضى الذين أصيبوا بوباء كورونا المستجد حول العالم هناك من توفى بالإفراط في استخدام الأكسجين الصناعي، كما سقط على الجانب الآخر من لم يجد أسطوانات الممتلئة وواجهت نقصا فيه تحت الأجهزة.

في هذا التقرير نعرض وجهات نظر الأطباء عن الطريقة المثلى لتلقي جرعات التنفس الصناعي وتوضيح خطورة المبالغة في استخدامه.

◄ طبيب صدر: الأكسجين يجب التعامل معه كدواء يحسب بجرعات

" الأكسجين دواء يجب حسابه بجرعات محددة" هكذا بدأ الدكتور خالد زمزم، أستاذ الأمراض الصدرية بالأكاديمية العسكرية، حديثه لـ"الدستور" عن عدم الحرص في استخدام الأكسجين الصناعي، حيث أوضح أنه ينبه على مرضاه، الالتزام بالتعرض لجهاز التنفس الصناعي بوقت محدد وكميات محسوبة عن طريق ملاحظة العداد والمنظم المتواجد فيه، فالجرعة تُحدد على حسب حالة المريض والأعراض جانبية لاستخدامه على حسب كل مريض.

وحذر "زمزم" من أن استعمال الأكسجين بجرعة غير صحيحة يعرضنا إلى مشاكل صحية ولا يعود بفائدة، هو يحمل سمات الأكسجين في التكوين، لكن هو في النهاية صناعى فله خواص مختلفة له بصمات متغيرة على أجهزة الجسم خاصة أنه مكثف وعلى هيئة سائل ويتحول إلى غاز حال ضخه للمريض ودرجة حرارته أقل من الطبيعى قد يسبب جفافا في الممرات الهوائية وخمولا بالأهداب ولا يستخدم إلا في حالة الحاجة إليه، وجميعها عبارة عن غضاريف وأنسجة استمرار جفافها يتلفها ويؤدي للوفاة.

لذا نصح أهالي أستاذ الأمراض الصدرية المعزولين منزليًا بالالتزام بالنسب التي يقررها الطبيب ومتابعة العداد بشكل لحظي، مع إرسال صورة لمؤشراته لرؤية سرعة سريان الأكسجين، والتي قد تختلف من وقت للثاني على حسب نسبة الأكسجين في الدم، وحذر أيضًا من أن المستويات المرتفعة الأوكسجين بإمكانها إصابة الرئتين وقتل المريض فورًا.

◄ طبيب رعاية حرجة: التنفس الصناعي حل أخير نلجأ له

من ناحية أخرى ذكر الدكتور حاتم الملاح، طبيب الرعاية الحرجة، أن وضع المرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي، هو الحل الأخير أمام الأطباء لإنقاذ المصابين بفيروس كورونا المستجد، ويجب التعامل مع الأكسجين على هذا الاساس فهو ليس جزءً من برتوكول العلاج الخاص بالفيروس لكنه علاج انعاشي ضعف الجهاز التنفسي عن القيام بعمله، وهنا يكون التنفس الصناعي سبيله للنجاة.

وأوضح " الملاح" أن داخل مستشفيات العزل لا يتم التعامل مع أجهزة التنفس الصناعي إلا عند تدهور الحالة والأكثر مع كبار السن، لذا فلا يجب استخدامه قبل الآوان لأن ذلك قد يفاقم حالة المرضى، خاصة أن ثلثي المصابين بالفيروس الذين وضعوا على أجهزة التنفس انتهى بهم الأمر إلى الوفاة، س في مصر وحدها ولكن ذلك وفقًا لحصائيات حول العالم ونُشرت في مجلات ودوريات العلمية لتنبيه الأطباء قبل المرضى بالطرق المثلى للتنفس الصناعي.

وأوضح أن هذه الأجهزة تعمل على ضخ الأوكسجين لجسم المصاب، عندما تفشل الرئتان بأداء هذه المهمة، وتشمل العملية تخدير المريض وإدخال إنبوب في حنجرته وهي أشبه بالجراحة فلا يجب التعريض لها الا عند الحاجة، لأن إدخال الأوكسجين المضغوط إلى الرئتين من الممكن أن "يتلف" أعضاء الجسم، كما قد يسبب إدخال الأجهزة بشكل مبكر التهابات في الرئتين.

وأكمل طبيب الرعاية الحرجة أنهم يضعون جهازا مرطبا للحفاظ على الغشاء المخاطى وعدم تليف الأنسجة، وأشار إلى أن عدد كبير من الأهالي يوفرون الاسطوانات من باب الهلع وليس من باب الحاجة، منبهًا لأن وجود أسطوانات الأكسجين في المنزل أمر في غاية الخطورة لأنها قد تنفجر في حالة تعرضها لشرارة أو شرز أو حتى إشعال سيجارة دون الانتباه إلى وجود الأسطوانة، ولا يجب أن يكون الأكسجين في المنزل إلا في حالات نادرة وصعبة جدا، ولا تصرف إلا بروشتة طبيب.