رحل وترك ميراثا فنيا مميزا.. حاتم علي أيقونة الدراما التاريخية

استطاع المخرج السوري الكبير الراحل حاتم علي أن يفرض لنفسه شخصية مغايرة على المستوى الفني، من خلال عشرات الأعمال التاريخية التي قدم عن طريقها، لوحات فنية عربية من التاريخ الإسلامي والحديث، ليضع لنفسه نهرًا يجري طوال الوقت في خيال متابعيه وجمهوره.

رحل حاتم علي وترك لجمهوره والمشاهدين بكافة أنحاء العالم العربي ميراثا من الأعمال التاريخية التي أحدث من خلالها ضجة كبيرة، بسبب نوعية الأعمال المختلفة التي قدمها والتفاصيل الخاصة بالشخصيات التي تحدث عنها في أعماله بطريقة متنوعة وغير مملة وهو ما جعلها تجد النجاح في أغلب الأوقات.

ولد المخرج الراحل ولد في 2 يونيو 1962 بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة، وحصل على شهادة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق قسم التمثيل عام 1986، وكان أول أعماله على مستوى التمثيل مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار 1988، ليقدم بعدها أعمالا أخرى خلال أواخر الثمانينات ومطلع التسعينيات، قبل أن يتجه في نصفها لعالم الإخراج وتبدأ مهمته في كشف ملابسات التاريخ والإفصاح عن شخصيات لها ثقلها في عالمنا العربي والإسلامي.

فكانت من أبرز الأعمال التاريخية التي قدمها مسلسل "صلاح الدين الأيوبي"، الذي عُرض في 2001، وبعده قدم "الملك فاروق" عام 2007 ومسلسل "عمر" عام 2012، وكلاهما لاقى نجاحا كبيرا على الرغم من بعض الجدل الذي قابله في مسلسل "عمر" الذي جسد حياة عمر بن الخطاب، الإ أنه خرج بوسائل الاعلام ورد على ذلك قائلًا "أن الحرية هي أساس الإبداع، والعالم العربي يحتاج إلى مساحة من الحرية لخلق بيئة ثقافية واجتماعية، خاصة أن الأزمة لا تتعلق بعدم وجود مواهب بقدر تعلقها بكيفية إدارة وتطوير هذه المواهب".

وقدم الراحل علي 49 عملا فنيًا، من ضمنها "فارس في المدينة 1997"، "مرايا 1998 - 1999"، "الفصول الأربعة 1999 – 2002، وغيرهما، وقدم في مصر عدة أعمال من ضمنها "تحت الأرض" لأمير كرارة ودينا الشربيني، "حجر جهنم" لكندة علوش وشيرين رضا وإياد نصار، "كأنه امبارح" لرانيا يوسف وأحمد وفيق، وآخر أعماله "أهو ده اللي صار" عام 2019.