رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حبشى جرجس.. قصة أول مؤسس لإذاعة أهلية مصرية

حبشي جرجس
حبشي جرجس

يسرد كتاب موسوعة تراث مصري للكاتب الصحفي والباحث أيمن عثمان، تفاصيل قصة إنشاء أول اذاعة أهلية مصرية، حيث يقول: «بدأها الطالب حبشي جرجس الذي سافر إلى انجلترا عام 1922 لدراسة الهندسة اللاسلكية، ومن ثم عاد إلى مصر عام 1927، في ذلك الوقت لم تكن هناك محطات إذاعية مصرية، باستثناء محطة تابعة للبريطانيين تخدم أهدافهم وثقافتهم.

وأضاف: «درس حبشي فكرة إنشاء محطة أذاعية أهلية، ولكن " اليد قصيرة " فلجأ إلى وكالة البلح فوجد ضالته في وكالة "الياس شقار"، والذي كان لديه ماتبقى من محطة الإذاعة، أعجب إلياس بفكرة حبشي، وبدلًا من أن يبيع له ما تبقى من محطة الإذاعة القديمة اشترط أن يكون شريكًا له في مشروعه، وكذلك دفع لحبشي مبلغ ستمائة جنيه لاستكمال المشروع».

وتابع: «كان أول مكان لبث إرسال إذاعة حبشي يأتي من شبرا من بيت إلياس بشارع شبرا، ومن شبرا انتقلت إلى شارع الجيش قرب ميدان القبة، مع الخلافات على الإدارة انتهت شراكة إلياس مع حبشي، واستبدله حبشي التاجر بالأستاذين أحمد فريد، وإسماعيل وهبي، وانتقلت إلى مقرها الأخير في منزل الرفاعي الكائن في شارع النجوم بحدائق القبة».

وأوضح: «كانت تذيع أغاني لصالح عبد الحي، وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، واسمهان، وبديعة مصابني، وفريد الأطرش، وكان هؤلاء لا يتقاضون أجرًا مقابل حق الإذاعة، ونجحت أذاعة حبشي وكانت بمثابة أول اذاعة أهلية مصرية مملوكة لمصريين، وتبث باللغة العربية الخالصة».

وذكر أنه فى 31 مايو 1934 منحت الدولة لشركة ماركونى أمتياز إنشاء محطة الإذاعة اللاسلكية، فصدرت التعليمات الرسمية بغلق المحطات الأهلية ومصادرتها "تأميمها"، وعينت الحكومة حبشى جرجس موظفًا فى الإذاعة الحكومية، لكنه سرعان ما تقدم باستقالته بسبب مهندسين المحطة الذين كانوا أجانب، حيث كانوا يتعمدون الإساءة إليه بمناسبة وبدون مناسبة، وتحول حبشي جرجس في ذلك الوقت إلي فتح محل متواضع لأجهزة الراديو وماكينة السينما بعد إغلاق راديو فاروق وأخوته، ولم يبق له غير الذكريات وأصدائها.