رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخططات «الإرهابية» ضد الأقباط


فى عهد عمر التلمسانى، مرشد الإخوان الثالث، كانت مجلة «الدعوة» الإخوانية تطلق قذائف الفتنة فى أرجاء مصر. كما كانت هذه المجلة بما فيها من محتوى مسموم، تُحرّض بشكل مستمر على الأقباط فى الفترة من عام ١٩٧٦ حتى عام ١٩٨١ لدرجة أن مفتى الإخوان أحمد عبدالله الخطيب كان ينشر الفتاوى التى تُحرّم بناء الكنائس فى مصر، وتحريم إصلاح الكنائس التى هُدمت بفعل عوامل الزمن أو بسبب أى عمل تخريبى.
وفوق هذه الفتاوى كان يبث الكراهية ضد الأقباط إلى أن كانت الفتنة الكبرى التى أوقدها الإخوان عام ١٩٨١ بأحداث الزاوية الحمراء.
وفى عام ١٩٩٧ أصدر مصطفى مشهور، مرشد الإخوان، فتوى أثارت ضجة بأن الأقباط خونة ولا يجوز أن يلتحقوا بالجيش، ويجب أخذ الجزية منهم، أما علماء الإخوان الأزهريون منهم وغير الأزهريين فقد كانوا يُحرّمون دائمًا أن يبادر المسلم بالسلام على المصرى القبطى، هذا فضلًا عن فتاوى عدم جواز الترحم على أمواتهم وعدم جواز تهنئتهم بالأعياد، وإن أنسى فلا أنسى ما حييت كتابًا للشيخ محمد الغزالى اسمه «قذائف الحق» صب فيه جام غضبه على أقباط مصر، وشنع عليهم دون أن يتحقق من تشنيعاته التى أسهمت بشكل كبير فى تأجيج نار الغضب فى نفوس الشباب المسلم السطحى الذى يتلقى دون أن يفكر، ومن بعد نعرف كلنا ما قاله سليم العوا الذى نشر الفتنة فى مصر عندما اتهم الكنيسة بأنها تقوم بتخزين أسلحة من أجل أن ينقلبوا على المجتمع ذات يوم.
وبعد سنوات اتضح أن الذى كان يخزن الأسلحة ويتدرب عليها هم الإخوان لا الأقباط، وقد استخدموا هذه الأسلحة فى التعدى على الكنائس فى محافظتى المنيا والجيزة وغيرهما من محافظات مصر، ولم تستطع الكنائس أن تدافع عن نفسها لأنها لم تكن فيها إلا الصلبان والشموع والأكاليل. الغريب أن كل هذه الفتنة كانت تحدث بلا انقطاع ولكن الإخوان فى ذات الوقت كانوا يتحالفون مع الأقباط فى الانتخابات النقابية والبرلمانية، وأتذكر من خلال تجربتى الشخصية الأوامر الإخوانية العليا التى كان يتم توجيهها لقسم المهنيين بوجوب أن يتحالف المحامون الإخوان مع قبطى فى كل انتخابات، وللتاريخ أذكر أن الدكتور محمد حبيب رفض أن تضمه قائمة مع الوطنى القبطى الشهير جمال أسعد عبدالملاك، ولعل الأستاذ جمال أسعد يتناول حبوب الشجاعة ويحكى لنا عن أسباب رفض محمد حبيب وجوده فى قائمة واحدة معه رغم تنبيه الإخوان على حبيب بوجوب أن يقبل هذا التحالف ولكن حبيب كان يقول لهم: «لا أخالف عقيدتى»!
كان ما سلف هو المقدمة الضرورية التى من خلالها نستطيع فهم نظرية الإخوان الحالية الرامية إلى إسقاط الدولة المصرية، ولهم فى ذلك استخدام كل الوسائل الإرهابية، بما فيها توجيه ضربات اقتصادية متنوعة، إلا أنهم ينظرون فيجدون مصر تقاوم، وتبحث عن حلول، وتشقى ولكنها لا تنحنى، وشعبها صابر، إذن ما الحل فى ذلك الشعب الذى لا يريد أن يدخل فى حالة فوضى؟. كان الحل الثالث بعد التفجيرات الموجهة للشرطة، والحرب القائمة ضد الجيش فى سيناء وتوجيه ضربات اقتصادية تعاونهم فيها دول كبرى ودول جوار- هو إدخال الأقباط فى المعادلة، الآن آن أوان استخدامهم، وكانوا قد أعدوا العدة من قبل، حيث قاموا من خلال لجانهم الإلكترونية بحملة وقيعة منظمة بين الرئيس والأقباط، وكان الرئيس يستشعر ما يفعلونه فيئد الفتنة فى مهدها، ويذهب للكنيسة فى عيد القيامة مهنئًا، ثم تقع أحداث فتنة يثيرها الإخوان فى صعيد مصر، وتبدأ لجان الإخوان الذين صنعوا الفتنة فى اتهام الرئيس بأنه أهمل شأن السيدة التى تمت تعريتها ولم يذهب إليها لتهدئة خاطرها، ويتلقف بعض شباب الأقباط فتنة الإخوان، فيقعون فيها ويُبدون امتعاضهم من الرئيس، وكان المشهد عبثيًا.
الإخوان يقومون بتعرية سيدة قبطية، ثم الإخوان يكتبون فى وسائل التواصل الاجتماعى إدانة للرئيس، والعقل المصرى القابل للتلقى، مع إعلام غير مسئول، فتكون النتيجة سلبية، ورغم ذلك لم تجد تلك المحاولات، لذلك يبدأ التمهيد لشىء ما، فتكتب مها عزام البريطانية الإخوانية ربيبة المخابرات البريطانية بيانًا تطلب فيه من الأقباط الغضب من البابا تواضروس، وإقالته من موقع البابوية لأنه متحالف مع الرئيس السيسى!.. ومن بعدها تكتب قناة الجزيرة القطرية دراسة سمجة وسطحية قبل حادث الكنيسة بأيام تقول فيها: «هل انتهى الود بين الأقباط والسيسى». فى ظنهم أن الملعب أصبح مهيأ لعمل ما، وليكن هذا العمل تفجير كنيسة كبرى، وتعطى الأوامر للهجين الإرهابى الجديد وفقًا لتعبير الباحث ماهر فرغلى، المكون من الإخوان وداعش وحماس، بتنفيذ هذا التفجير، ويتم اختيار شاب إخوانى المنشأ تم تدريبه مع تنظيم ولاية سيناء، وهو تنظيم داعشى، ثم يأخذ إشارة البدء هو ومجموعته فيحدث ذلك التفجير البشع الجبان.
وهنا ولأول مرة فى التاريخ تقوم جماعات إرهابية بإدانة عمل إرهابى!، إذ أصدرت سواعد مصر وحسم والإخوان بيانات شجب، ثم بدأت لجان الإخوان باللعب بمشاعر الأقباط، فتوجه الاتهام للنظام والشرطة، وللرئيس أحيانًا، وكأن الرئيس يريد أن يزعزع أركان حكمه! ولكن العقول القابلة للتصديق تتلقى الاتهامات وتصدقها، وعندما وصلت الشرطة فى وقت قياسى للفاعلين، وعرفت الانتحارى واسمه ورسمه، وقدمت ما لديها من أدلة وبراهين للرئيس الذى قام بدوره بإعلان هذا الكشف ليؤكد للكل أن مصر قادرة على مواجهة الإرهاب وكشفه، إذا بلجان الإخوان نفسها تعاود اللعب من جديد فتثير الشكوك فيما أعلنه الرئيس، ولكن الله وفق الدولة حينما أوضحت الحقيقة بالأدلة والبراهين.
كان المستهدف واضحًا، ولكن العيون التى اغرورقت بالدموع قد لا ترى، كانوا يريدون من الأقباط أن يثوروا على البابا ثم على الرئيس، كانوا يريدون منهم الخروج فى مظاهرات عارمة، فينزل الإخوان وقتها معهم إلى الشارع، وتعم الفوضى، فيستخدم الإخوان مواردهم وموارد قوى الشر التى تنتظر على أحر من الجمر اللحظة السانحة لإسقاط مصر، وترتفع أسلحتهم فى مواجهة صدور كل المصريين، ويعودون من جديد للاستيلاء على الحكم، ثم القضاء بعد ذلك على الأقباط الذين ثاروا! هل عرفتم إذن من الذى اعتدى على الإعلاميين المصريين فى الكنيسة البطرسية بعد التفجير؟ الحقيقة أن من اعتدوا «ليسوا أقباطًا وليسوا مصريين»، كانوا هم الإخوان فاعلموا وانتبهوا يرحمكم الله.