رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف رصد المنسى قنديل تجارة البشر فى «كتيبة سوداء»؟

المنسى قنديل
المنسى قنديل

رغم أن الروائي محمد المنسي قنديل في روايته "كتيبة سوداء" يتعرض لبطولة الأورطة المصرية٬ التي أرسلها الخديوي سعيد باشا، استجابة لمطلب نابليون الثالث٬ لمساعدته في حربه ضد الشعب المكسيكي التي بدأت منذ عام 1861 إلا أنه وفي جانب كبير من الرواية يرصد ويوثق لعالم العبودية وتجارة الرقيق التي يحتفل العالم اليوم بالذكري الواحدة والسبعين لاعتماد الأمم المتحدة اتفاقية تناهض وتجرم التجارة بالبشر.

ترصد الرواية تجربة السبي ومن ثم الرق والعبودية في رحلة سوداوية٬ عبر أربع سنوات من عام 1863 إلى عام 1867 وفيها تناول "قنديل" عالم الرق والعبودية من خلال أحد أبطال الرواية "ود الزبير" أحد تجار الرقيق٬ وكيف وصل به الأمر أن يبيع نصف دستة بنادق٬ لواحد من زعماء إحدى القبائل السودانية٬ مقابل أربعين رجلا رجال قبيلته، النخاس "ود الزبير" والذي بدوره تدور الدائرة عليه ليلقي مصيرا أسود على يد المرأة البيضاء في صفقة قتل أخرى.

كما تتطرق الرواية إلى كون السلاح والحروب٬ وجنون السيطرة وغزو العالم والهيمنة على مقدرات الشعوب٬ المركزية الأوروبية وأوهام الرجل الأبيض٬ في أجواء صبغت الرواية بالسوداوية فنجد الملكة "شارلوت" زوجة الملك "ماكسمليان" تشجعه علي قبول عرش في قارة أخرى بقولها: "سنحكمهم يا حبيبي٬ في عروقنا ما يكفي من الدماء الملكية٬ سننقل إليهم كل ما لدينا من نبل. أنت رسول الحضارة الأوروبية لتنقذ هذا البلد وتعيد بناءه".

كتيبة سوداء رواية تعري صراع القوى القديمة التي تملك قرارها وتمارس سحق الشعوب الفقيرة والتي لا تملك قرارها لكنها تملك المقاومة ولا ترتضي بالخنوع٬ حتي ولو كان معظم سكانها قد تم اصطيادهم من مغامرين وأفاقين ومرتزقة بنوا ثرواتهم وأمجادهم من خلال بيع وشراء بشر مثلهم.