رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عصام زكريا يكتب: سيرة القلب.. ذكريات عن الثقافة والفن والحب فى نصف قرن (12)

عصام زكريا
عصام زكريا

كنا نجلس على كافيتريا في شرم الشيخ ننتظر المباراة المرتقبة بين إنجلترا والأرجنتين في كأس العالم بالأرجنتين 1986. لهيب شهر يونيو لا يخفف منه سوى نسمات البحر الأحمر المحملة باليود. أنا أشجع الأرجنتين، وصديقي الإنجليزي يشجع بلده.

لم يكن صديقًا بمعنى الكلمة، ولكنها تلك الصداقات العابرة التي تنشأ بين السائح وابن البلد. كنت أعمل بأحد فنادق شرم الشيخ، وكثيرًا ما كان التعارف السريع مع السياح يتحول إلى صداقة عمرها أيام، وبعضها يستمر لشهور عبر الرسائل الورقية وتبادل الهدايا بالبريد (لم يكن هناك هاتف محمول، ولا فيسبوك ولا واتساب).

ارتفعت حمية الحوار بينى والزائر الإنجليزي حول توقعاتنا للمباراة، فتراهنا على النتيجة، إذا كسبت الأرجنتين يعطيني عشرة دولارات وإذا كسبت إنجلترا أعطيه مثلها. لا أذكر من الذي عرض هذا الرهان هو أم أنا. لو تكرر الأمر اليوم غالبا سأتردد في قبول الرهان: في النهاية هو سائح غريب بعيد عن بلده، لا يصح أن أضيف إلى مرارة خسارته للمباراة مرارة خسارة عشرة دولارات قد يكون بحاجة إليها. ولكن لو فاز ستكون الفرحة مضاعفة، ولن ينسى اللحظة، مثلما لم أنسها أنا.

هناك أعوام كبيسة، مثل 2020، أو ممتلئة بالأحداث، مثل 2011، وأعوام تمر مرور الكرام كأنها لم تكن. كان عام 1986 من النوع الأول الذي شهد الكثير من الأحداث المحلية والعالمية ومنها كأس العالم لكرة القدم الذي أقيم في المكسيك.

إنها المباراة الأشهر على مر تاريخ كرة القدم. "دورة مارادونا" الذي كان يراه المصريون لأول مرة. لم يكن هناك فضائيات تعرض الدوري الإيطالي الذي يلعب فيه مارادونا، أو غيره من مباريات الدوري العالمية التي تعرض الآن على الهواء مباشرة، ولم يكن ممكنا مشاهدة كبار اللاعبين إلا من خلال البطولات العالمية، مثل كأس العالم وكأس القارات.

نهائي كأس العالم بين ألمانيا وهولندا 1974 كان أول مباراة دولية عظيمة نشاهدها، وقد أذيعت بعد انتهاء المونديال بأسبوعين كاملين، بمناسبة دخول التليفزيون الملون لمصر، وقد شاهدتها وقوفًا في الشارع أمام "فاترينة" متجر تليفزيونات شهير في السيدة زينب، لأننا لم نكن قد اشترينا تليفزيونًا ملونًا بعد.

أول بطولة كأس عالم حظينا بمشاهدة بعض مبارياتها على الهواء كانت مونديال الأرجنتين عام 1978، ومنذ ذلك الحين أصبحنا ننتظر الكأس كل أربع سنوات كما ننتظر دورة الألعاب الأوليمبية وبطولة ويمبلدون في التنس وبطولات العالم في الملاكمة التي يشارك فيها محمد علي كلاي وغيرها من الأحداث العالمية النادرة. كان نقل حدث من بلد لآخر على الهواء مباشرة أمرًا جليلًا يستدعي انتباه الشعب كله، وكانت زيارة السادات للقدس هي أول حدث في بلد آخر نراه على الهواء مباشرة!

مع انطلاق مباريات كأس العالم 1986 وقعنا في حب مارادونا على الفور، ومن الذي لا يحب هذا الصبي الجميل، الأشبه بطفل بدين ظريف، وهو يعدو كالسهم و"يغازل" كابن عرس ويقتحم سد دفاع كاملًا من أصحاب البنيات العملاقة والقامات الطويلة، متجنبًا الضربات التي تنهال من الجانبين ومن أعلى كأنه كلاي على الحلبة، ويحرز الهدف تلو الآخر دون حتى أن يسقط أرضًا.

لم تكن الأرجنتين أفضل الفرق، وقد حصلت على كأس العالم الذي أقيم على أرضها في 1978 بالتلاعب والغش بجانب المهارات والكرة السريعة التي تميزت بها، ومباراة الأرجنتين وإنجلترا لم تكن مختلفة. لقد شهدت أشهر هدفين في تاريخ اللعبة: الهدف الذي أحرزته "يد الله"، كما قال مارادونا ليبرر إحراز الهدف بيده، والهدف الأسطوري الذي انطلق فيه من بعد منتصف الملعب لـ "يغازل" حوالي عشرة لاعبين حتى يصل إلى منطقة المرمى ويحرز الهدف وسط خط دفاع كامل!

كنا نتعاطف مع أمريكا اللاتينية لأنها تنتمي للعالم الثالث مثلنا، وجمهور الكرة في مصر كان يعشق البرازيل ويشجع الفرق اللاتينية بسبب انحيازه لأسلوب لعبهم "الفني" الذي يعتمد على المهارات الفردية، وليس الكرة العلمية الجماعية لألمانيا وهولندا مثلا.

بالنسبة لي ولأصدقائي المثقفين كنا نحب أمريكا اللاتينية بفضل جابريل جارثيا ماركيز وميجيل أنخيل أستورياس صاحب الرواية الرائعة "السيد الرئيس" التي أطلقت ما يعرف بمذهب الواقعية السحرية، وبابلو نيرودا وماريو فارجاس يوسا وغيرهم. في الأدب، مثل كرة القدم، يتمتع اللاتينيون بحيوية وخيال جامح وإيقاع سريع ساخن.

وفي كرة القدم، مثل الأدب، يخلط اللاتينيون الفن بالسياسة دون تردد أو خجل. لذلك لم يكن انتصار الأرجنتين على إنجلترا، بالنسبة لهم، ولنا، سوى انتصار على الاستعمار ورد الصفعة لبريطانيا التي هزمت الأرجنتين هزيمة ساحقة في حرب فوكلاند قبل كأس العالم بعدة سنوات. ومارادونا، ابن العشوائيات الفقير، الذي راح يدلي بالتصريحات السياسية النارية ضد أمريكا والرأسمالية ويرسم على جسده وشمين أحدهما للثائر الأرجنتيني تشي جيفارا والثاني للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، أصبح بالنسبة لنا زعيمًا سياسيًا أيضا.

في فيلمه عن "مارادونا" (2008) يستدعي المخرج الصربي إمير كوستاريتشا عبارة قالها له ماركيز مفادها أنه لولا وجود كاسترو لكانت شعوب أمريكا اللاتينية الآن تتحدث اللغة الإنجليزية (بعد استعمار أمريكا لها). حسنًا، مارادونا وماركيز وكاسترو وكوستاريتشا في مشهد واحد، يا للروعة!

تركت شرم الشيخ وعدت للقاهرة في صيف 1987، دون مقدمات أو مسببات، في اليوم الذي عدت فيه ذهبت إلى مقهى "زهرة الميدان" في السيدة زينب، وعلمت أن هناك مسابقة شطرنج للأساتذة ستقام بعد أيام. اشتركت في المسابقة، وفي اليوم الأخير رأيت الصديق ولاعب الشطرنج الدكتور توفيق اكليمندس، الذي أصبح دكتورا وأستاذا مرموقا في التاريخ بعد ذلك. كان توفيق يسعى لتكوين فريق شطرنج لنادي الجزيرة يشارك في الدوري العام الذي كان يقام حديثا في مصر.

كنت مدعوًا وقتها للمشاركة في فريق الشركة الشرقية للدخان التي تضم أفضل اللاعبين وتعطي أكبر المكافآت، بل وتقوم بتعيين اللاعبين في الشركة.. لكنني، لسبب غامض، ذهبت لتوفيق وطلبت منه أن ألعب معه في نادي الجزيرة، فأبدى تعجبه لأن النادي لا يعطي مكافآت جيدة ولا ينافس على الكأس. كنت عائدًا من شرم الشيخ ببعض المدخرات القليلة التي جمعتها، ولذلك لم أكن مشغولاً بالمال، ولم أكن مشغولًا أيضا بمسألة التعيين كموظف. ألاحظ الآن أنه على مدار حياتي، كلما توفر المال أستغله في شيء واحد وهو التمتع بالقدرة على الاستغناء عن المال.. وهكذا بقيت فقيرًا دائما!

كنت أعلم أن الأستاذ فتحي غانم، الأديب ولاعب الشطرنج، الذي التقيت به ذات ليلة على مقهى "زهرة الميدان"، ولعبت ضده مباراة في إحدى المسابقات، وفي المرتين جمعنا حديث عن الأدب والصحافة، كنت أعلم أنه يلعب مع فريق نادي الجزيرة، ولعلي كنت أريد أن أكون قريبا منه، أو ربما كنت أريد أن ألعب في فريق أكون فيه رقم واحد، حتى ألاعب أقوى اللاعبين في الفرق الأخرى.

لم أكن أفكر، ولكن أشعر، بأن نادي الجزيرة أفضل لي، وقد كان كذلك بالفعل، سواء من الناحية الشطرنجية، حيث حققت نتائج طيبة جدًا للفريق، أو من الناحية الإنسانية، فقد كان الفريق يضم فتحي غانم وتوفيق أكليمندس والمهندس حسن خالد لاعب ومدرب الشطرنج الذي يهوى الفن والثقافة أيضا.

وقد تشجعت فأطلعت الأستاذ فتحي على بعض مما أكتبه من قصص وخواطر، وذات يوم في نوفمبر 1987، سألني هل ترغب في كتابة صفحة شطرنج في "روز اليوسف"؟ دق قلبي وأنا أجيبه: أكيد!
وهكذا دخلت "روز اليوسف". على مدار شهور طويلة ظللت أعد صفحة الشطرنج فقط. لم أجرؤ على عرض كتاباتي أو أفكاري على أحد من مسئولي المجلة. مرة كتبت مقالا عن الضجة التي أثيرت بسبب إعلان تليفزيوني لطارق نور عن نوع سجاد تغني فيه إحدى الفتيات بدلع "إيه دا يا محمود؟".

عرضت المقال على رئيس التحرير الأستاذ محمود التهامي، فقال لي بأدب جم ما معناه أن الصحفي لا يبدأ حياته بكتابة المقالات. مرة أخرى كتبت عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في نهاية 87 واستمرت لشهور طويلة فيما عرف بثورة الحجارة، ولكن لم أعرضها على أحد.

كان الأستاذ فتحي غانم هو فقط من أجرؤ على عرض كتاباتي عليه، وذات مرة فاجأني بكتابة ملاحظات على عدد من القصص التي كتبتها وعرضتها عليه، ما زلت أحتفظ بالورقة بخط يده، ربما أنشرها مع القصص ذات يوم لو قررت نشرها يوما ما.

كان الشاعر والرسام محمد بغدادي هو المشرف الفني على المجلة وعلى قسم الثقافة، ولما عرف إلمامي بالألمانية والإنجليزية والأدب طلب منى بعض الموضوعات العالمية. قمت بترجمة خبر أو اثنين عن الأدباء العالميين. الأستاذ بغدادي سيطلب مني أيضا إجراء حوار مع الأديب فتحي غانم لمجلة "الثقافة الجديدة" التي كان يعمل بها مع الأستاذ علي أبوشادي.

في الواقع لقد دخلت مجلة "الثقافة الجديدة" عن طريق آخر هو الشاعر الجميل الراحل محمد كشيك، الذي تعرفت عليه مع عدد من أدباء ومثقفي العصر في وسط البلد. وقد رحب بي الأستاذ علي أبو شادي ونشر لي بعض المقالات النقدية عن المسرحيات كانت تعرض آنذاك. وبعدها نشرت حوار فتحي غانم الذي شغل في المجلة ثلاثة عشر صفحة. وذات يوم رأيت إعلانا عن مجلة تحت الإنشاء تطلب محررين.

ذهبت للعنوان المكتوب في العباسية. أخبرتني السكرتيرة أن موعد التقديم انتهى. لم أرغب في العودة خائبا بعد المشوار الطويل الذي قطعته. قلت لها اختبروني أولًا ثم قرروا. أدخلتني على رئيس التحرير وصاحب المجلة. سألني عن المصادر الفنية التي أعرفها قلت له يمكنني الكتابة عن معرض فن تشكيلي شاهدته مؤخرًا وإجراء حوار مع محمد منير.

كان منير يلعب وقتها بطولة مسرحية "ملك الشحاتين" في مسرح "قصر النيل"، وكنت أعرفه من شركة "سونار" كما ذكرت من قبل. اتصلت بمنير وذهبت إليه في المسرح. وهناك في البهو الخارجي قبل بداية العرض لعب القدر لعبته: شاهدت أحد زملاء الشطرنج بصحبة سيدة أجنبية عجوز. بعد التحية والسلام عرفني عليها: إنها ساشا كورساكوفا أرملة الشاعر الراحل نجيب سرور الروسية، وجارة صديقي في الهرم. كان قد اصطحبها إلى منتج المسرحية محمد فوزي لتطلب بعض مستحقاتها عن العرض وكان يماطل في تسديدها لها. فجأة لمع في ذهني شيء: هذا الموضوع لا بد أن ينشر في "روزاليوسف".

طلبت من ساشا وصديقي موعدًا، فأعطتني العنوان وذهبت إليها في اليوم التالي. كانت تسكن في شقة صغيرة بالهرم مع ولديها الشاعر والفنان الراحل شهدي وفريد، وتجاهد للحصول على مستحقات العائلة مقابل الكتب التي تنشر والمسرحيات التي تنتج عن أعمال زوجها، والتي أفرج عنها خلال الثمانينيات بعد مقتل السادات والديموقراطية المؤقتة التي شهدتها البلاد في بداية عهد حسني مبارك.

حوار محمد منير ومقال النقد التشكيلي سوف ينشران بعد ذلك بعام، في المجلة الجديدة التي تحمل اسم "مصر" والتي سيصدر منها عددان فقط وتتوقف. أما حوار ساشا كوروساكوفا الذي أجريته في اليوم التالي فسوف ينشر في "روزاليوسف" بالفعل ويكون بداية عملي في قسم الفن.

كان يشرف على قسم الفن وقتها اثنان: الصحفي الكبير محمد عتمان، أطال الله في عمره، والصحفي ومخرج أفلام المقاولات الراحل ناصر حسين. تركيبة غريبة طالما أثارت دهشتي. كان ناصر حسين مشغولا غالبا بصنع هذه النوعية من الأفلام الرخيصة التي كانت تعد على عجل لتلبية الطلب المتزايد على أفلام الفيديو في الخليج، بينما محمد عتمان هو الذي يدير القسم فعليا بعدد محدود للغاية من المتدربين الجدد. الأستاذ عتمان كان معروفا بدقته المذهلة في اختصار الموضوعات والحوارات بحيث تصبح أشبه بالتلغرافات القصيرة. لا كلمة ولا حرف زائد عن الحد، وقد تعلمت منه أهمية الاختزال والتدقيق في كل كلمة، كما تعلمت منه ما هي الصحافة. قبل ذلك لم أكن أميز بين الرأي والخبر ولا بين التقرير الخبري والتحقيق واستطلاع الرأي.

مع ذلك فقد نشر موضوعي الأول مع قليل جدا من الاختصارات وحافظ على العنوان الذي كتبته: "زوجة نجيب سرور تفتح النار على الشحاتين".

تنقلت بين كل أنواع الكتابة الصحفية وكلفني الأستاذ عتمان بالتركيز على الحياة الموسيقية التي كانت في غاية الثراء أيامها. وكنت أقضي معظم ساعات الليل في جولات على الاستديوهات حيث التقيت وأجريت حوارات مع معظم، إن لم يكن كل المغنيين والملحنين ومؤلفي الأغاني في تلك الفترة.

وبالمناسبة كان الأستاذ عتمان يكتب بابا أسبوعيا تحت عنوان "أبو إيد تقيلة" يسخر فيه من معظم مطربي هذه الفترة. كان يعشق صوت علي الحجار، مثلي، وصوتا أو اثنين آخرين ولكنه يستاء من معظم الأصوات الأخرى ويصب عليها جام سخريته كل أسبوع.

الأستاذ عتمان اصطحبني مرتين أو ثلاثة لزيارة والد علي الأستاذ إبراهيم الحجار في بيتهم البسيط، لنسهر ونستمتع بغنائه وألحانه، وكان هناك أحمد الحجار ولم يكن قد بدأ مسيرته كملحن ومغنى بعد، لكننا استمعنا أيضا لصوته الجميل بصحبة والده.

ذات يوم ذهبت لإجراء حوار مع عمرو دياب، وكان يقيم في فندق على النيل. وكانت خطيبته شيرين رضا بصحبته في بداية الحوار ثم استأذنت منصرفة. ومن يعجب بجمالها ورقتها الآن يصعب أن يتخيل مدى جمالها ورقتها منذ ثلاثين عامًا، وأذكر أنني سألت نفسي وقتها كيف لا تستغل السينما هذه الفتاة؟ انطلق عمرو دياب في الحوار مدليا ببعض التصريحات المستفزة، مثل مقارنة نفسه بعبد الحليم حافظ والأمجاد التي حققها، وعندما ذهب نص الحوار الطويل إلى الأستاذ محمد عتمان أخضعه للاختصار والتركيز مما جعل كلمات دياب تبدو أكثر استفزازًا وغرورًا.

في اليوم التالي لنشر الحوار كتب الناقد الرياضي والفني محمود معروف صفحة كاملة في جريدة "الجمهورية" تحمل شكوى عمرو دياب مما نشر في الحوار وإنكارا لمعظم ما جاء فيه.

أصبت بالانزعاج واتصلت بعمرو دياب فقال لي بمجرد أن سمع صوتي: أعرف أن محمد عتمان هو الذي فعل ذلك ولا ذنب لك. فقلت ولكنك أنكرت ما جاء في الحوار. قال لي أنكرت فقط الصياغة التي غيرت معنى الكلام وضخمت ما فيه بشكل مبالغ!

كلفني الأستاذ عتمان أيضا بإعداد باب أسبوعي بعنوان "دو ري مي" أقوم فيه بتحليل الأغاني والألبومات الجديدة بمساعدة أحد الملحنين أو النقاد الموسيقيين، وهكذا، خلال أسابيع، وجدت نفسي صحفيا متفرغا في المجلة التي حلمت بالعمل بها طوال حياتي، أجري بحماس لا يقل عن حماس مارادونا، بين الاستديوهات والمسارح ومواقع التصوير والشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية الفنية وبيوت الفنانين.