رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بلومبرج»: أردوغان يستعد لـ4 سنوات قاسية مع بايدن

أردوغان
أردوغان

واصلت عدة تقارير عالمية توقعاتها بشأن سياسة الرئيس الأمريكى المنتخب، جو بايدن، تجاه تركيا ونظامها الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان، قبل نحو شهرين على توليه الحكم رسميًا.

وذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أمس، أن «أردوغان» يستعد لمواجهة ٤ أعوام قاسية مع انتقال «بايدن» إلى البيت الأبيض، فى ظل تزايد التوقعات بفرض عقوبات أمريكية على أنقرة، بعد أن كانت معلقة من قبل الرئيس الحالى دونالد ترامب.

ورأت الوكالة أن قرار الرئيس التركى المتأخر لتهنئة نظيره الأمريكى المنتخب، وقبول فوزه فى الانتخابات، يعكس مخاوف أنقرة بشأن العقوبات الشديدة المحتملة على سلسلة من القضايا، حاول «أردوغان» موازنتها فى ظل رئاسة «ترامب»، ويعنى وجود قلق بشأن مستقبل العلاقات الثنائية فى ظل إدارة «بايدن».

وأشارت إلى أنه بحلول نهاية فترة تولى «بايدن» منصب نائب الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، فى عام ٢٠١٧، تحولت علاقة تركيا بالولايات المتحدة من شراكة وثيقة إلى انعدام ثقة متبادل، ووصف «بايدن» الرئيس التركى بأنه مستبد، خلال مقابلة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، فى يناير الماضى، معتبرًا أن الولايات المتحدة مطالبة بدعم المعارضة التركية للإطاحة به، وأن على زعيم حزب «العدالة والتنمية» دفع الثمن.

ورجحت «بلومبرج» أن يكون هذا الثمن «باهظًا للغاية»، خاصة أن تركيا تواجه عقوبات محتملة بسبب شرائها أنظمة الدفاع الصاروخى الروسية الصنع من طراز «S-400»، التى ترى الولايات المتحدة أنها لا تتوافق مع أسلحة «الناتو»، وتشكل خطرًا أمنيًا.

ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك عقوبات شديدة على بنك «خلق» المملوك للدولة التركية فى الولايات المتحدة، فى ظل اتهامات بالاحتيال وغسل الأموال، بسبب تنفيذه مخططًا للتهرب من العقوبات الإيرانية التركية، أى جانب خلافات لم يتم حلها بعد بشأن وضع المقاتلين الأكراد فى سوريا، والانتهاكات التركية فى شرق البحر المتوسط، ونزاعها المستمر مع اليونان وقبرص، وهو من شأنه تعقيد العلاقات الثنائية بين البلدين. 

ونوهت «بلومبرج» إلى الخطاب الذى ألقاه «أردوغان»، السبت الماضى، وأعلن فيه عن رفضه فكرة أن صداقة تركيا الحديثة مع روسيا كانت بديلًا لعلاقاته الراسخة مع أمريكا، ودعا بعدها إلى تعاون أوثق مع أوروبا، رغم جداله معها منذ شهور حول مجموعة من الملفات، منها حقوق الإنسان فى تركيا، بالإضافة إلى ليبيا، وانتهاكات شرق المتوسط، والتدخل فى سوريا، والصراع بين أرمينيا وأذربيجان.

وأضافت: «يبدو أن أردوغان يستعد للأسوأ، خصوصًا بعد أن ترجمت تعليقات الرئيس التركى الأخيرة، إلى جانب تعليقات وزير العدل، عبدالحميد غول، والإعلان عن الإصلاح القضائى، على أنها مؤشرات تدل على استعداد الحكومة لتغيير الواقع فى القيادة الأمريكية».

واختتمت تقريرها بأن حكومة «أردوغان» اتخذت بعض الاحتياطات لإعفاء شركات الطاقة والتعدين فى الخارج، فى حال تعرضت لعقوبات أمريكية، مشيرة إلى موافقة البرلمان التركى، الخميس الماضى، على تشريع لإعادة شركات الطاقة والتعدين التركية التى تم تأسيسها فى الخارج، وقول مسئول بوزارة الطاقة التركية إن هذه الخطوة تهدف إلى الاحتراز من تأثير العقوبات المحتملة.

من جهتها، أكدت صحيفة «كاثمرينى» اليونانية، أنه من المرجح أن يقف بايدن إلى جانب بروكسل بمجرد توليه منصبه، وأن يتخذ موقفًا أكثر تشددًا ضد أنقرة، وهو احتمال قد يجعل الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أكثر يأسًا على المدى القصير.