رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسماء هاشم: تربيت على يد نساء يؤمن بالعلامات ويعلقن الأحجبة

أسماء هاشم
أسماء هاشم

من أقصى جنوب الوطن المنسي جاءت مع نسوتها وحكاياتها التي لاتنتهي عن الواقع المأزوم لحال المرأة المصرية وهنا وهناك، وكتبت ومازالت تكتب "ليرى العالم بقعة سوداء نائية ونسوة أخريات"، قدمت أسماء هاشم للمكتبة العربية أعمال منها روايتها "المؤشر عند نقطة الصفر"، ومجموعتها القصصية "عجوز تفك ضفائرها".

في هذا الحوار تتحدث أسماء هاشم لـ"الدستور" عن الحياة هناك في أقصى الجنوب، عن رفسة الفرس التى تركت ندوبها في الروح، عن الحياة والناس عن نسوة أخريات.

- ما هو كتابك المفضل؟ ولماذا؟

كل كتاب تعلقت به لفترة حتى أنه شكل جزءا من روحي "فجر الضمير" أحد تلك الكتب التي صاغت روحي عن آلهة مصر القديمة وتداخلها وقوتها الروحية. في الرواية كانت أعمال الطيب صالح ويحيى الطاهر عبدالله نقطة تحول تلقي الأعمال وكيف تصبح الحياة العادية بقسوتها وخشونتها ابداع راق.

- أول كتاب شجعك للكتابة ؟

قصص إحسان عبدالقدوس التي كنت أقرأها في مكتبة مدرسة كوم أمبو الثانوية، ثم روايات محفوظ كانت الشخصيات غير تلك التي أراها في عالمي المحدود بحدود القرية والمدينة الإقليمية ذات الطابع الخاص والروح المغايرة. كنت أتساءل لماذا لا يوجد في قصصهم نسوة قاعدات عند عتبات البيوت؟! لماذا لم أر خطاطة الودع التي تلتف حولها نسوة نجعنا وتكون سيدة نساء جلسة العصاري؟ لماذا لا أجد بنت خجولة تتعثر في ثيابها من فرط ما قمعت حتى صار القمع فعل داخلي تمارسه على نفسها برغبة في التخفي؟! لماذا لم يكتب عني أحد؟ هل لي أن أكتبني ليرى العالم بقعة نائية ونسوة أخريات؟.

- أقرب بيت شعر إلى قلبك وهل ينطبق على موقف من حياتك؟

"رفسة من فرس تركت في جبيني شجا وعلمت القلب أن يحترس" لأمل دنقل.
مات أبي بغتة دون أن يمنحنا فرصة أن نحتفظ بذكريات معه ولا أن نحتفظ بملامحه إلا من صورة واحدة علقتها أمي في قلب البيت. مباغتة الموت شكلت الرفسة الأولى للفرس الذي ما زال يشج الجبين دون أن يحترس القلب.

- أغرب موقف قابلته في الوسط الثقافي ؟

كل مواقف الوسط الثقافي غريبة لو نظرنا لها بعين شخص عادي لكن لأننا صرنا جزء من هذه الغرابة كثيرا ما نراه عاديا

- من هو أقرب أبطال رواياتك قصصك لك. وما قصته ولماذا؟

ارتبط بشخوص قصصي ربما لأنها تحمل قدرا من روحي. البنت في طائرة ورقية التي كانت مقيدة إلى عالم خاص وتعلقت بالطائرة الورقية المرفرفة كانت أنا. سمية في المؤشر عند نقطة الصفر حملت الكثير من مخاوف وقلق مرحلة سابقة من حياتي. فريدة في صخب القصر المهجور فريدة الجامحة التي تواطأت كل الظروف لسلبها روحها المغايرة مازالت تطاردني في أحلامي ربما لأنني غيبتها في ثلث الرواية الثاني وأنا ما كتبت إلا من أجلها. لماذا تعاملت معها كخطيئة وأخفيتها قسرا هكذا؟!

- هل تذكرين أول شيىء كتبته في حياتك؟.. وما هو؟

قصة قصيرة كتبتها وأنا في الصف الثاني الثانوي أذكر منحها مدرس اللغة العربية وقتا طويلا من الحصة في قراءتها ومنحني يومها درجة عظيمة لكن الأعظم بالنسبة لي وقتها كان اندماجه في القراءة حتى أنه لم يرفع عينه عن الصفحات حتى انتهى تماما من القراءة ومنحني ابتسامة رضا والدرجة العظيمة. لكن أول قصة كانت طائرة ورقية كنت في الجامعة وقدمتني القصة للوسط الثقافي فقد نشرت في كل المساحات المخصصة للإبداع وقتها ولا زلت إلى الآن أعرف بهذه القصة.

- هل هناك شخصية في فيلم مفضلة لك؟ ولماذا؟

عبدالسلام النابلسي في الأفلام القديمة. الرجل الشيك المضطر للتعامل مع عامة البشر بسلوكياتهم العشوائية. نحتاج لروح النابلسي لنستطيع التعامل مع واقع صار عشوائيا.

- هل لك موقف مع كاتب أو فنان كبير تذكره دائما؟ ما هو؟

في أول تعامل مباشر مع الوسط الثقافي في عام 1996 او 97 لا أذكر تحديدا سافرت تلبية لدعوة الأمانة العامة لأدباء مصر لحضور مؤتمر الأدباء المنعقد في الاسكندرية وقتها كنت متخرجة حديثا وبدأت في نشر انتاجي في دوريات مختلفة..

أخبار الأدب وقتها احتفت بالكتابة بشكل جيد دون أن تعرفني كنت أرسل القصة مكتوبة بخط يدي في البريد لتفاجئني بنشرها. طوال أيام المؤتمر كنت أرافق أدباء الصعيد الذين أعرفهم كنا نجلس سويا على طاولة واحدة ونتحدث بصوتنا المرتفع وقتها التفت الي منضدتنا الأستاذ جمال الغيطاني رئيس تحرير أخبار الأدب وقتها وسأل أشرف الخمايسي الذي كان يجلس معنا.. اللي جنبك دي أسماء هاشم يا أشرف ولما أجابه بنعم نهض الرجل من مكانه ليسلم علي كان مستندا على عصا إذ كان عائدا من رحلة علاج فما كان مني إلا أن اختصرت المسافة إليه واحتضن يديه.

- ما هي القصة التي تحلم بكتابتها يومًا ما؟

قصة كل ما كان لا يصلح للكتابة هل لي أن أكتبه ليكون صالحا ويفتح طريقا جديدا نسلك من خلاله الحياة!

- لو معك تذكرتين سينما من تدعينه من شخصيات تاريخية؟

غاندي وكفى

- هل تؤمنين بالسحر أو الأعمال؟ وهل مررت بموقف شبيه؟

نشأت في بيئة تثق في نبوءات العرافات وما تقوله خطاطات الودع.تربيت على يد نساء يؤمن بالعلامات ويعلقن الأحجبة لموالديهن وبناتهن المقبلات على الزواج وتحت وسائدهن يخبئن أحجبة كثيرة قطعا كان لديهن إيمان كامل بالسحر والأعمال. في فترة من الفترات تأثرت بقناعتهن غير أنه مع الوقت لم يتبقى من تلك القناعة غير شغف بقراءة الحظ وما تقوله الأبراج. وقطعا استثمرت حكاياتهن في قصص أكتبها.

- إذا كتب قصة من سطر واحد عن الموت كيف ستكون؟

يكفي طعنة واحدة تظل العمركله تنزف بعدها