رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الشرق الأوسط تغير».. فلسطين وإيران وتركيا أبرز تحديات بايدن الخارجية

بايدن
بايدن

◄صحف دولية: الشرق الأوسط ليس مثل عهد أوباما

استعرضت صحف دولية، أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، في منطقة الشرق الأوسط، مشددة على أن دول المنطقة طرأت عليها العديد من التغيرات السياسية والإقليمية التي تنذر بمخاطر وشيكة أمام الرئيس الجديد "بايدن"، كما أكدت الصحف الدولية، أن الشرق الأوسط الحالي لم يعد مثلما كان في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن انتقال الإدارة الأمريكية إلى الرئيس بايدن، سيؤدي إلى تحول جذري في علاقة الولايات المتحدة مع كافة الحلفاء والأعداء في جميع أنحاء العالم، ولكن ربما لن يكون هناك تأثير قوي في أي مكان كما هو الحال في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني، أنه عندما تولى الرئيس السابق ترامب مهام منصبه في عام 2017، اشتعلت النيران في جزء كبير من المنطقة، حيث كانت تسيطر جماعة "داعش" الإرهابية على أجزاء من العراق وسوريا، كما احتدمت الحرب في اليمن، وسيطرت الميليشيات على جزء كبير من ليبيا.

وبعد أربع سنوات، تم هزيمة "داعش" في المنطقة، وأصبح هناك قدر أكبر من الاستقرار، بالإضافة إلى رحيل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وأصبح هناك ثلاث دول عربية الآن في سلام مع إسرائيل.

وأوضح التقرير، أنه من المتوقع أن يخفف بايدن، من حدة نيران المحادثات العالمية المحمومة ويبدأ في التصرف كصديق للحلفاء ومنافس للخصوم، ولكن في الشرق الأوسط قد يكون التغيير الحقيقي فوريًا.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه من غير المحتمل أن يستأنف بايدن مغازلة إدارة أوباما، للإسلام السياسي، وهي سياسة يساء فهمها على نطاق واسع في المنطقة على أنها تعكس انحيازًا لجماعة الإخوان المسلمين.

وفيما يخص الاتفاق النووي مع إيران، قالت "جيروزاليم بوست" إن قرار ترامب بالانسحاب من التزام أمريكي، أضر بمصداقية الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يحاول بايدن إحياء الصفقة، بهدف إطار زمني أطول ورقابة أكثر صرامة، لافتة إلى أن هذه الخطوة ستكون مخاطرة بإغضاب حلفاء أمريكا في الخليج.

وأكد التقرير أن صفقات الأسلحة ستستمر بلا هوادة، ولكن يجب الحرص على عدم تشجيع التصعيد الإيراني في لبنان والعراق وأماكن أخرى.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، رأت "جيروزاليم بوست" أن بايدن يسيء فهم مبدأ حل الدولتين كأساس لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما يقدم الصحفيون والدبلوماسيون حل تقسيم الأراضي المقدسة على أنه عدالة للفلسطينيين، وأيضًا وسيلة للحفاظ على إسرائيل.

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن تل أبيب تمثل وحدة جغرافية طبيعية تضم 14 مليون شخص مقسمين بالتساوي بين اليهود والعرب، مؤكدةً أن هناك مخاوف إسرائيلية في حل حل الدولتين من انتقال عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة المحاصر إلى الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت أن ترامب لم يهدر جهوده وهو يشرح للإسرائيليين ما هو مفيد لهم، ولم يهتم بغضب الفلسطينيين الذين اعتادوا التشدد والتمسك بقضيتهم، بل كان سعيدًا بإرضاء قاعدته الإنجيلية المسيحية من خلال تعزيز الأوضاع لإسرائيل في الأيام الأخيرة، وذلك عكس كلينتون وأوباما.

واعتبرت الصحيفة، أن ما لن يتغير في إدارة "بايدن" هو عدم الاهتمام ببدء حروب جديدة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد قد يقوم بتسريع جهود ترامب السابقة لإنهاء دور الجيش الأمريكي في أفغانستان، حتى لو كان الثمن هو الإذعان لدور حكم كبير لطالبان.

وختمت "جيروزاليم بوست" تقريرها موضحة، أن "بايدن" قد يجد نفسه في صراع أكبر مع روسيا، بالنظر إلى المصالح المتنافسة في المنطقة، ولكنه ربما يكون مدركًا تمامًا أن الانقسامات والاختلالات في أمريكا لا تترك سوى القليل من الطاقة لخوض حروب الآخرين على بُعد نصف العالم.

يأتي ذلك فيما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن "بايدن" يواجه مخاطر وفرصًا جديدة في الشرق الأوسط، مشددة على أن الشرق الأوسط الحالي ليس كما كان في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، حيث تشكل تركيا تهديدًا متزايدًا.

وركزت الصحيفة الأمريكية في مستهل تقريرها، على التغييرات الأخيرة في العالم الإسلامي عقب واقعة ذبح المدرس الفرنسي صامويل باتي، وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أثارت غضب واستياء الدول الإسلامية.

وأكدت الصحيفة، أن الجدل الأخير تحول إلى مواجهة دبلوماسية بين تركيا وفرنسا، ما يسلط الضوء على التغييرات الدراماتيكية في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، ومن ثَّم سيتعين على إدارة "بايدن" القادمة معالجة هذا الأمر.

وأوضح التقرير، أنه عندما يتحدث الأوروبيون هذه الأيام عن التمويل الأجنبي للدعاة المتطرفين، غالبًا ما تكون تركيا هي المصدر، وعندما يتحدث الخليج عن خطر الأنظمة المتطرفة، فإنهم قلقون بشأن تركيا أكثر من قلقهم بشأن إيران.

كما أشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن اتفاقات التطبيع الأخيرة بين دول الخليج العربي وإسرائيل، تعكس تحولًا كبيرًا في الديناميكيات الإقليمية.

وفي السياق ذاته، ذكر تقرير للمؤسسة البحثية للمراقبة " observer research foundation"، أنه من المتوقع أن تؤدي رئاسة "بايدن" إلى قلب السياسة التي يتبعها ترامب في أوروبا وإلى حد كبير في الشرق الأوسط أيضًا.

ولفت تقرير المؤسسة، إلى أنه عندما وصل ترامب إلى السلطة، وصادق صهره ومستشار الشرق الأوسط جاريد كوشنر، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مال ترامب بشكل كبير نحو الرياض.

وفي عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من أن الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، الذين كانوا موقعين على الصفقة، اعترضوا على انسحاب ترامب، فيما وعد "بايدن" بالفعل بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي إذا التزمت إيران بالتزاماتها وامتنعت عن صنع قنبلة نووية.

ونوهت المؤسسة البحثية في تقريرها، إلى حديث "بايدن" الذي قال فيه: "هناك تقارير تفيد بأن إيران قد خزنت 10 أضعاف كمية اليورانيوم المخصب التي كانت لديها عندما تركت أنا والرئيس باراك أوباما المنصب.. سأعرض على طهران طريقًا موثوقًا للعودة إلى الدبلوماسية، وإذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم للاتفاق النووي، فستعاود الولايات المتحدة الانضمام إلى الاتفاقية كنقطة انطلاق لمفاوضات المتابعة ".

واعتبر التقرير، أنه مع وجود المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر في كتلة واحدة، وإيران وقطر وتركيا في كتلة أخرى، فإن الرئيس "بايدن" سيصبح وكأنه يسير على حبل مشدود، حيث يمكنه العودة إلى المفاوضات مع إيران، ولكن قد يكون من الصعب دفع السعوديين إلى أبعد مما ينبغي.

وشدد التقرير على ضرورة معرفة كيفية مراقبة توسع إيران الإقليمي وانتشار ميليشياتها المسلحة من طهران إلى بغداد إلى سوريا ولبنان، واختتمت المؤسسة تقريرها متسائلة: "هل يمكن لإيران أن تعد باحتواء وكلائها في المنطقة إذا عاد بايدن للانضمام إلى الصفقة؟".